الثلاثاء 8 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الإعلام  فى رمضان

الإعلام فى رمضان

 يُطل  علينا رمضان في إعلامنا بنكهة خاصة يحملها مضمونه: سواء كان مضمونًا دينياً أو مضمونًا ترفيهيًا.. فرمضان سباق بين كل أنواع الإبداع سواء  الحديث أو الدراما أو المنوعات والحوارات.



مصدر سعادة 

نهر دهشة 

فيضان إبداع

تأثير طاغٍ على ساحة الجغرافيا والتاريخ..

ذلك هو الإعلام المصرى.

إعلام يملك مفاتيح الثقافة والتسلية والبهجة، كنت مرة أحاور الكاتب الراحل أحمد بهجت وكان ساخرًا ملتزما جميلاً عن سر نجاح بـ«كلمتين وبس».

 فأجاب: «البهجة» مختلطة بالسخرية، ممزوجة بالحكمة.. وثمارها الإصلاح.. وعرفت سر الاسم «بهجت» بتاء مفتوحة.. كان يجب أن تكتب بهجة بتاء مربوطة فهى مرادف للسعادة والتى ترتسم على الوجوه.. وهذه مصر.

ليست حاجة حلوة واحدة بل حاجات.. كل هذا في إعلام يتجسد في ألوان زاهية مشرقة متدفقة بإبداع حقيقي لا ينضب، متدفق  كتدفق النهر العظيم من الجنوب للشمال وألوان الإبداع في الإعلام باختلافها تصب في نهر واحد يغذي الوجدان  دون إرهاق أو تعنت أو فرض جاف دائما رقيق عذب لا يجرح ولا يرهب ولا يعذب.

بل يروح عن القلوب حتى لا تصدأ أو ينمي العقول حتى تنتج ويسمو بالروح إلى درجات المحبة.

هذا هو إعلام مصر منذ أن شق الأفق «هنا القاهرة».. عذوبة الإشارة وروعة المكان وتأثيره بل «فيضه» كما وصفه عميد الأدب العربي طه حسين شارحًا وظيفة اللغة في الإعلام واحتضانها لمضمون الإعلام وإبداعه.

الإعلام فيض تحمله اللغة، وألوان تزهو بإبداع حروفه فكرة وثقافة وعبادة دون تهويل أو زيف.

في رمضان وفي إعلام رمضان تظهر القدرة المصرية في الإبداع الدرامي وهو شكل من أشكال الإعلام عرفته المنطقة العربية من مصر مسموعًا ومقروءًا  ومرئيًّا.

صحيح  أن القصص والحكايات تاريخيا عرفت قبل ظهور وسائل الاتصال الحديثة لأن الحكي مرتبط بالإنسان في  صحوه وسهره ونومه.

لكن الدراما بحبكتها ونسيجها على منهج أرسطو وسوموكليس عرفناها عندما سافرنا لدراسة المسرح في أوروبا وعندما دخل المسرح هالا علينا  أيام الخديوي إسماعيل في نهضته الثقافية والحضارية ثم بدأت دراسات المسرح في كليات الآداب حتى تم إنشاء معاهد المسرح والسينما علي يد د. ثروت عكاشة.

الدراما المسموعة توهجت على أيدي آباء  الإذاعة المؤسسين محمد فتحي والسيد بدير وبابا شارو ومحمد علوان، وتنوعت ما بين دراما الواقع والدراما الشعبية والدراما الدينية وكان  على قمتها محمد رسول الله  في رمضان في الثمانينيات  من القرن الماضي وقبلها أحسن القصص المستوحى من القرآن الكريم بإخراج يوسف الخطاب  وبزغت أقلام عديدة نهضت بهذا اللون من الدراما مثل محمد علي ماهر وأمين الصاوي وعبدالفتاح مصطفى وقد سبقهم في الكتابة  قاصًا عبدالحميد جودة السحار وآخرون.

دراما رمضان كانت وليدة وابتكار إبداع مصري نافسنا فيه إخوة من العرب لكن المذاق المصري في الدراما هو بنكهته المفضل لدى  شعوبنا العريقة وهو رافد  من قوتنا الناعمة.