الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أدباء يراسلون «كيوبيد» على صفحات «روزا»: فى أيام الحرب.. ماذا يفعل «إله الحــب»؟!

«والله لولا الحب كانت تبقى غم.. والشوارع تتملى مجاريح ودم».



كانت هذه صرخة صلاح چاهين للعالم. تمثلت كرسالة عابرة للزمن.. ونبوءة تتحقق «لولا الحب».

بالأمس احتفل العالم كله بـ«عيد الحب» فى 14 فبراير.. وهو نفس العالم الذى يتورط كل يوم فى الحرب على جبهات كثيرة وبأشكال مختلفة.

ربما يرى البعض أنه من غير اللائق أن نتحدث عن «حب» فى وقت «حرب».. لكن الحقيقة أننا فى أشد الحاجة لاستدعاء قيمة الحب الآن فى وجه الرصاص.. لأننا مؤمنين بنبوءة چاهين: «لولا الحب.. الشوارع تتملى مجاريح ودم».

قررنا استدعاء إله الحب كيوبيد من جبال الأوليمب لنسأله: من استبدل سهام الغرام برصاص الانتقام؟

نترككم مع رسائل بعلم الوصول لعدد من الأدباء إلى كيوبيد.

 

السيناريست «محمد سليمان عبدالمالك»: كنت أظن الحب طوق نجاة!

 هل فقدت الإيمان بالحب؟

- كنت أظن الحب طوق نجاة من جنون العالم، وضوءًا يبدد ظلام اليأس والدمار، وأراه الملاذ والحقيقة الوحيدة وسط الزيف الذى نحياه، لكن الحب يا عزيزى «كيوبيد» له وجهه المخيف المظلم هو الآخر، فى الحب ألم وفراق وهزائم، وطعنات وسموم تسكن طرف سهمك المصوب نحو قلوب بريئة حتى إنك فى النهاية قد تشك فى حقيقته الرحيمة وفى وجوده من الأصل. 

أن نحيا بلا حب يساوى أن نموت، هذه معادلة سأظل أؤمن بها رغم كل شىء، ربما لم أفقد الإيمان به تمامًا، ولكنى سأومن به فى حرص وحكمة، دون اندفاع أو تهور. 

وسأمنح الحب بقدر ما يمنحنى، وسأنزع السهم الغادر عن كل قلب موجوع بقدر ما تبقى لدى من بعض النجاة الموعودة، ولعل هناك حبًّا يحيينا دون أن يقتلنا.

 

 

 

السيناريست «أمانى التونسى»:

 ألق سهامك على المجرمين 

 

أين أنت من العالم يا «كيوبيد»؟ ألقى سهامك فى وجدان مجرمى الحروب الذين يخلفون وراءهم ضحايا لا ذنب لهم، وأخبرهم أن الحب هو بذرة الكون والخلق.

 

 

 

المؤرخ «شريف شعبان»:  هل رحل الحب؟

عزيزى «كيوبيد» هذا العام يختلف عن أى عام، فقد كثرت الحروب والصراعات وتحول البشر إلى فرق تتناحر، وهجر الأبرياء أوطانهم دون ذنب، حتى شعر الناس بأن الحب قد رحل مع غروب الشمس دون رجعة، فإذا جئت من جديد اجمع شمل المحبين، واطرق أبواب القلوب وأزرع فيها الحب والرحمة، واجعل كلمة الحب مرادفة لمعانى الصفاء والبراءة والسلام ومضادة للحرب والدمار والسلاح، وامسح الدمع من على الوجنتين وضع مكانهما أزهارًا وتذكر وذكر الناس قبل أن ترحل بأن الحب هو أصل كل شيء، فبالحب نجتمع وننبذ الصراعات ونبنى بيوتنا ونتنفس، فالعالم الآن يحتاج إلى الحب أكثر من أى وقت آخر.

 

 

 

السيناريست «محمد هشام عبية»:

«كيوبيد» فى الزقازيق فمن يصاحبنى لهناك؟

تقول الأسطورة إن السيد «كيوبيد» يقطن عادة فى قمة جبل الأوليمب موطن الآلهة، فكيف بمواطن مصرى يعيش على أطراف شرق القاهرة أن يلتقيه؟

لا أعرف خطوط طيران مباشرة إلى الأوليمب، فضلًا عن قدرتى على دفع ثمن التذكرة، ثم من يضمن أنه حينما أصل إلى هناك بعد رحلة شاقة بكل تأكيد سأجد «كيوبيد» ينتظرنى بسهم أو أكثر؟ قد يكون فى مهمة بعيدة يرشق فيها السهام فى قلوب محبة فى آخر أطراف الكون خصوصًا ونحن فى عز الموسم! 

لماذا أبحث عن كيوبيد؟ أبحث عن الحب يا أخى، ذلك السحر الغامض الذى من دونه تفقد الحياة معناها.

هل أستعين بـAI؟ ألا يقولون بأن الذكاء الصناعى (بارم ديله ويجيب التايهة)!! أين «كيوبيد» يا سيد AI؟

لقد أجاب.. ماذا؟! «يا رجل قاعة (كيوبيد) للأفراح فى الزقازيق» تصدق فكرة لعله هناك بين ثنايا فستان العروس وبذلة العريس.. «كيوبيد» فى الزقازيق فمن يصاحبنى لهناك؟

 

 

 

الكاتب الصحفى «رشدى الدقن» الحياة تستحق!

 

أيها الصغير المجنح، حامل سهام الحب والنار اشتقنا إليك، ربما نحن من ابتعدنا عنك، وأغلقنا قلوبنا خوفًا من الخذلان، ونسينا أن الحب وإنْ صاحبه الألم يجعلنا أقوى وأكثر إنسانية، ويعلمنا كيف نعطى دون أن ننتظر مقابلا، شكرًا لأنك أهديتنى حبًا نقيًا كالندى، وأبديًا كالنجوم يهب فى قلبى فيحييه، ويشبه الوردة التى تتفتح تحت أشعة الشمس، وقويًا ورقيقًا فى آنٍ واحد، ويذكرنى بأن الحياة تستحق أن تعاش. 

 

 

 

الروائى الأردنى «جلال برجس»:  نقف على الحافة وأعيننا على الحياة!

عزيزى «كيوبيد» لقد باتت القلوب مثل حقول جافة، أطلق سهامك لئلا يندثر الاخضرار، ألقِ سهامك نحونا، نحو الهواء، والبحار، فنحن نقف على الحافة، وأعيننا على الحياة.   

 

 

 

المؤرخ «سامح الزهار»:   الحب سلاحنا الوحيد!

 

عزيزى «كيوبيد» القائم بأعمال إدارة الحب الأزلى أرجو أن تجد فى كلماتى صدى لصرخات الذين يتوقون إلى شيء من الحب وبعض من السلام، أعلم أن مهمتك صعبة هذا العام، فكيف يمكن لسهامك أن تخترق قلوب متعبة أنهكتها أصوات المدافع؟

وكيف لنا أن نحتفل بالحب وسط كل هذا الحزن والألم؟! ففى كل زاوية قلوب محطمة، وأرواح جريحة، وصراعات أطفأت نور الأمل فى عيون الناس، ملعونة هى الحرب التى مزقت أوصال الأسر واختطفت أحلام الأبرياء!

أكتب إليك أن تطلق سهامك نحو قلوب الموتورين، رعاة الحرب وأصحاب البارود، وتزرع فيها بذور الحب والسلام، وتضيء نورًا فى نفوس جفت وأرواح تائهة، يقولون إن هذا العالم يحتاج إلى أن تتصدق عليه، وأقول إن الحب هو السلاح الوحيد الذى يمكنه أن يعيد الأمل إلى قلوب بائسة.

والأصل منك سهمان سهم للوصل فبيننا وبين حبائل الود، وأما الفصل فباعد به بيننا وبين تجار الموت، الحب قديم قبل الخلق والوعد بأن يستمر ولو انتهى العالم، وتذكر ما قاله لى محارب قديم ومتيم: «فى خضم الحرب وضجيجها، وسط الدمار والخراب، تشبث ببصيص الأمل، وانتظر أن تشرق شمس الحب من جديد».. محبتى إليك مرسل بعلم اللا وصول. 

 

 

 

الشاعر «أحمد الشهاوى»:  امنحوه فرصة أخرى!

فى كل روح يوجد إله للحب، وعلينا أن نمنحه فرصة أن يعمق حبنا، ويجعله فى نماء، لأن الحب باق ما بقى الناس، ولن تستقيم حياة أى إنسان إلا به، ولا ننسى أننا أمة العشق، والأسلاف قد تركوا لنا تراثًا عظيمًا من كتب العشق، وعلينا أن نوجه رسائلنا إلى آلهة الحب التى تسكننا وأن نوقظها من سباتها إذا كانت فى حال غفو فبالحب نذهب نحو اليقين الذى ننشد. 

 

 

 

الروائية «شيرين سامى»: كيوبيد شريك فى الجريمة!

فى أسطورتى لم يكن لـ«كيوبيد» دور، كنت صغيرة أؤمن بكل الحكايات القديمة، وأبتسم لصورته الساذجة وأتمنى لو يصيبنى فأحيا، آمنت بالعمى الذى يصاحب الحب، وبالسهم الطائش والجنون المصفى وبالهيمنة التى أستعذب الاستسلام لها حتى جاء دورى لأدخل الحكاية.

كنت أسير وأنا سعيدة بجروحى، أتباهى بالسهام فى جسدى، ظننت أن الحب هو ابتلائى، وعلى أن أعيش وأنا أنزف وأضمد قلبى الصغير المبتلى، كنت أدافع عن الحب كأنه دينى، وأدفع من أجله أثمانًا من حياتى وأخسر بسببه أشياء من روحى، والآن أقرأ كتاباتى القديمة فأشفق علىّ، وأرى نزق العشاق حولى فأقول لنفسى إنها غفلة أسطورة إله الحب حتى رأيت بين الحلم والإفاقة النور الذى يضيء ولا يعمى، وأدركت أن إله الحب هو نفسه إله قتل الحب، وأن وجوده مخيب لآمال العشاق، لأنه يدعى العمى وهم يريدون أن يروا، ويستخدم أسلحة وهم ينشدون السلام، ولم يكن له دور.

لأننى كنت بكامل فطنتى وبصيرتى ولم أسمح لسهم جديد باختراقى، فقد اخترت الجنون المحدود بالمنطق والملحمة التى أساسها السلام، وسمحت للهوى بأن يغرقنى وينقذنى، وأعيش بقلب به ندبتين، يؤلمنى أحيانًا، لكننى سعيدة وأحب.

 

 

 

الروائى «ناصر عراق»:  هب لنا نعمة العشق النبيل

بأنوارك المتلألئة أيها الإله البشوش، تعمر قلوب الناس بالحب، وبتعاليمك المخلصة لخير الإنسانية تنمو أشجار المودة فى صدور الرجال والنساء، فيا أيها الإله الحنون ازرع فى أنفس مريديك بساتين المحبة، واروِ ظمأ الحيارى بماء اليقين، وأطفئ نيران القلق الذى يحرق الأكباد بمياه الأمان.

ما أحوج البشر إلى أجنحتك الدافئة! فضمنا تحت ظلالها لتحمينا من صحراء القسوة، وتذود عنا شرور النفس الأمارة بالسوء، وهب لنا من لدنك نعمة العشق النبيل، والقلوب الصافية، وامنح أفئدة المحبين نشوة اللقاء.

 

 

 

الروائية «رشا عبادة»: ابحث عن مهنة أخرى!

لا حاجة للحب، يمكنك أن تعاقبنى إن شئت، اسخطنى قطة شارع أو نملة مجتهدة يشغلها العمل المستمر عن الحب والزواج، ودعك من الأحاديث المستهلكة لأن الناس يعرفون حقيقة سهام هواك المسمومة بالعسل.

لماذا تصر على رشق سهامك بقلوب المساكين؟ فتصنع جرحًا لا يليق برحمة الإله ولا يقابله سوى شغف قصير مضاد له فى الاتجاه! يمكنك أن تعمل إلهًا للمال أو للضحك، واسمع نصيحتى كحبيبة اعتزلت الغرام اغفر لقلوبنا وابحث عن مهنة أخرى.

 

 

 

 

 

الروائى الجزائرى «أمين الزاوى»:  أطلق سهامك!

أنقذنا من هذا الرقيب المشبوه، نحن فقراء فى الحب، فأطلق سهمك كى تشتعل نار الحب فى القلوب، فالبلاد التى لا تنبت عشقًا لا تطلع فيها نخلة باسقة ولا زيتونة مباركة ولا قصيدة مثيرة ولا نقرة موسيقية خالدة.

ما أحوجنا إليك يا «كيوبيد» فى هذا الزمن القحط! حيث أصبحت بلداننا العربية من شمال إفريقيا إلى أقاصى الشرق الأوسط، تعاقب العشاق وترجمهم وتكرم من يذيع الكراهية وتبجله، وتعتبر من يعبر عن حبه خارجًا عن الأخلاق والدين وتبجل من يقول علانية أكرهك. 

أنت الذى علمتنا أن الحب طاقة الإنسان الأولى والأخيرة، فأغدق علينا من شلال مطرك السخى فقد جفت السواقى واللغة وها هو الرقيب الذى لا تنام له عين يفلى النصوص بحثًا عن كلمة عشق كى يعدمها، ويمص دمها النقى.

 

 

 

الروائية «منصورة عز الدين»:  ربما ينقذ الحب عالمنا من جنونه

عزيزى «كيوبيد» ليس عبثًا أن تكون ابنًا لإلهة الحب والجمال «فينوس» وإله الحرب «مارس» فالعاطفة التى تثيرها تحمل قوة تدميرية بقدر ما تنطوى على الخير والجمال، ما نرجوه منك فى هذه اللحظة العنيفة من عمر عالمنا، أن تنحاز نحو «فينوس» أكثر من «مارس» وتجعل العاطفة مدخلًا للحب بمعناه الأشمل وأطيافه العديدة، ربما ينقذ الحب عالمنا من جنونه.  

 
 
 

 

 

الروائى «محمود عبدالشكور»:  أراك ضروريًا اليوم أكثر من أى وقت مضى!

 رغم أنك خذلتنى مرتين لكنى أسامحك وأراك ضروريًا اليوم أكثر من أى وقت مضى، ونفتقدك فى الليالى الظلماء، وسعيد لأنك تنصف الكثيرين، وتمنحهم الأمل والسعادة والقدرة على الاستمرار ومواصلة الحياة.

 

 

 

المخرج «مراد منير»:   شكرا «كيوبيد»!

علمنا كيف نحب، وجعل قلوبنا تنبض، ومنحنا القدرة على تحمل الألم، فشكرًا لـ«كيوبيد» الحب.