الأربعاء 16 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خطة ترامب لقطاع غزة تُهدد السلام فى الشرق الأوســـــط تتضمن تهجير الفلسطينيين

حذرت وسائل إعلام إسرائيلية وخبراء عسكريون من تداعيات تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب بعد لقائه مع نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، بشأن مستقبل غزة وأن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على القطاع وتفكيك كل القنابل الخطيرة بعد تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، على اتفاقية السلام والتى تعتبرها دولة كيان الاحتلال الإسرائيلى حجر الأساس للسلام فى منطقة الشرق الأوسط.



قالت صحيفة «معاريف» إن الرئيس الأمريكى يسعى لتحقيق أحلام صهره ومستشاره السابق فى شئون الشرق الأوسط جاريد كوشنر فى استثمار هذه القطعة المتميزة من الأرض «غزة»، باعتبارها فرصة محتملة للاستثمار العقارى.

وأوضحت الصحيفة أن جاريد كوشنر يعمل حاليا على  تأمين اتفاقيات لبناء فنادق منتجعات فاخرة فى دول أخرى على البحر الأبيض المتوسط.

وحذرت صحيفة «زمان إسرائيل» من إثارة أفكار غير مدروسة تضر إسرائيل، مستشهدة بالرفض التام للمسئولين المصريين لفكرة التهجير ونشر ردود افعال الشارع المصرى، موضحة أن خطط ترامب قد تؤدى إلى حرب محتملة وعواقب لا يمكن تحملها.

وأكدت صحيفة « زمان الإسرائيلية» أن الفكرة التى تعتبر فى نظره وفى نظر مستشاريه تفكيرًا خارج الصندوق ليست إلا  فقاعة اختبار من الممكن ان تتحول مع مرور الوقت إلى فكرة أكثر قبولا لدى بلدان المنطقة.

وذكرت الصحيفة عدة احتمالات لطرح مخطط «ترامب» فى هذا التوقيت الحرج، أهمها أن قضية التهجير تعتبر القضية المفضلة لدى اليمين الإسرائيلى المتطرف  والتى يتم الزج بها فى الخطاب الإقليمى للسماح لنتنياهو بإدارة معارضيه لفترة إضافية من الزمن وإبقاء الحكومة على قيد الحياة حتى إقرار الميزانية فى مارس 2025 وضمان بقاء الحكومة حتى مارس 2026، لينتهى الحديث بعد ذلك عن هذا المخطط،   والاحتمال الآخر هو أن الرئيس الأمريكى يثير هذه القضية لصرف الانتباه  عن قضايا أكثر اهمية فى المنطقة مثل إنهاء الحرب فى غزة ومحاولات وقف التقدم النووى الإيرانى ورؤية المحور السعودى الإسرائيلى مع الدول العربية السنية.

وعرضت صحيفة ذى جويش نيوز مخاطر المجازفة باتفاقية السلام، مؤكدة أن مصر حشدت فى السنوات الأخيرة ترسانة من الأسلحة تتجاوز احتياجاتها الدفاعية مما يضعها  فى مكانة قوة عسكرية إقليمية لا يمكن الاستهانة بها  إلى جانب سيطرتها الاستراتيجية على قناة السويس والوجود البحرى فى البحر الأبيض المتوسط.

وألقى المقدم إيلى ديكل رئيس قسم أبحاث التضاريس السابق فى قسم الاستخبارات فى جيش الدفاع الإسرائيلى الضوء على النشاط العسكرى المصرى فى شبه جزيرة سيناء واستعدادها لأى مواجهة عسكرية محتملة.

وعلقت صحيفة  التايمز أوف إسرائيل على لقاء « ترامب - نيتناهو» بأن رئيس وزراء الكيان الصهيونى لم  يعرف كيف يتفاعل مع خطة ترامب الغريبة.

وأوضحت الصحيفة أن خطة «ترامب» لن تنفذ على الإطلاق لأسباب عديدة أولها أن سكان غزة الذين نجوا من خمسة عشر شهرًا من الهجمات العقابية التى شنتها إسرائيل لا يريدون ولا يقبلون  العيش فى المنفى ولن يرسل ترامب قوات أمريكية لطرد ما يقرب من مليونى شخص من القطاع، بالإضافة لعدم موافقة مصر والأردن على هذه الخطة على الرغم من ثقة ترامب فى أن اعتمادهما على المساعدات الأمريكية والدعم العسكرى يمنحه النفوذ الكافى لدفعهما إلى استقبال أعداد هائلة من اللاجئين من غزة.

وتابعت الصحيفة «بالنسبة لـ مصر والأردن فإن خطة ترامب تتجاوز الخطوط الحمراء، بالإضافة إلى  المخاطر المحتملة على إسرائيل، حيث إن اتفاقيات السلام التى أبرمتها إسرائيل مع مصر والأردن تشكل أساس أمنها القومى، معتبرة أنه سيكون من الصعب التنبؤ بالتأثير الذى قد يخلفه اقتراح الرئيس الأمريكى على محادثات الرهائن فقد يدفع اقتراحه حركة حماس للاحتفاظ بالرهائن باعتباره السبيل الوحيد لمنعه من المضى قدمًا فى برنامجه فى غزة».

ردود الفعل الأمريكية

وأحدثت تصريحات ترامب بشأن غزة ردود فعل عنيفة من الجانب الأمريكى بعد إعلانه أنه لا يستبعد نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة  وتصوره لملكية أمريكية طويلة الأمد لإعادة تطوير منطقة غزة.

وعلق السيناتور كريس مورفى ممثل منطقة الكونجرس الخامسة فى ولاية كونيتيكت، على تصريحات «ترامب»  بأنه فقد عقله تمامًا، متسائلا: هل يريد غزوًا أمريكيًا لغزة، الأمر الذى من شأنه أن يكلف الآلاف من الأرواح الأمريكية ويشعل الشرق الأوسط لمدة 20 عامًا؟ إنه أمر مقزز، إن مثل هذا الاقتراح  يتعارض مع عقود من النقاش حول كيفية حل الصراع الإسرائيلى - الفلسطينى وهذا النقاش  يهدف إلى صرف انتباه الناس عن محاولات إيلون ماسك الشاملة لتقليص حجم الحكومة الأمريكية نيابة عن ترامب,وأضاف «مورفي»: نحن لا نستولى على غزة لكن وسائل الإعلام والطبقية الثرثارة ستركز على الأمر لبضعة أيام وسيكون ترامب قد نجح فى صرف انتباه الجميع عن القصة الحقيقية وهى  المليارديرات الذين يستولون على الحكومة لسرقة الناس العاديين.

وقال السيناتور ليندسى غراهام  عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كارولينا الجنوبية وحليف ترامب: أعتقد أن معظم سكان ولاية كارولينا الجنوبية ربما لا يشعرون بالحماس لإرسال الأمريكيين للسيطرة على غزة.

ووصف كريس فان هولن، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطى، اقتراح ترامب بأنه  تطهير عرقى باسم آخر، مضيفًا: هذا الإعلان سيعطى ذخيرة لإيران وغيرها من الخصوم فى حين يقوض شركاءنا العرب فى المنطقة.

وقارن جاستن أماش عضو الكونجرس الجمهورى السابق، الذى تنحدر عائلته من أصول فلسطينية اقتراح ترامب بالتطهير العرقى، قائلا: إذا نشرت الولايات المتحدة قوات لإبعاد المسلمين والمسيحيين بالقوة  مثل أبناء عمي من غزة فلن تتورط الولايات المتحدة فى احتلال متهور آخر فحسب بل ستكون مذنبة أيضًا بجريمة التطهير العرقى، لا ينبغى لأى أمريكى يتمتع بضمير حى أن يتسامح مع هذا.

ويرى ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف، من وجهة نظره أنه من غير العدل أن نشرح للفلسطينيين أنهم قد يعودون بعد خمس سنوات وأنه  أمر سخيف.

ورفض المجلس الوطنى للعلاقات الأمريكية الإسلامية،  اقتراح ترامب مؤكدا فى بيان أصدره أن الطرد القسرى للفلسطينيين من غزة من شأنه أن يشعل الصراع ويشوه سمعة الولايات المتحدة ويجعل القانون الدولى بلا معنى.

وأضاف البيان أن غزة ملك للشعب الفلسطينى وليس للولايات المتحدة ودعوة الرئيس ترامب لتهجير الفلسطينيين من أرضهم إما مؤقتًا أو بشكل دائم أمر غير مقبول على الإطلاق، وقد أوضحت مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والعالم الإسلامى بأكمله أن هذه الفكرة الوهمية غير مقبولة.