الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
لن تكفى آلاف الصفحات دياب «الكبير».. مدرسة الفن والحياة

لن تكفى آلاف الصفحات دياب «الكبير».. مدرسة الفن والحياة

عندما هاتفنى الزميل العزيز محمود سماحة مدير تحرير المجلة؛ طالبًا منّى كتابة مقال عن أبى رسام الكاريكاتير الكبير «إسماعيل دياب» بمناسبة العدد التذكارى «100 سنة كاريكاتير».. أصابتنى حالة من الحيرة.



أنا ؟! أكتب عن بابا؟! التاريخ العظيم دا؟ هكتب إيه ولاّ إيه؟ هل يمكن اختصار 50 عامًا- وهى عمرى- فى مقال للكتابة عن نجومية فنان سطع نجمه وسط جيل من عمالقة الصحافة. أكتب عن تألق شخصياته لسنوات طويلة على صفحات المحبوبة «روزاليوسف» وأشهرهم على الإطلاق شخصية «عبدالماضى»!

أكتب عن مَدرسة السهل الممتنع اللى اشتهر بيها ولاّ خطوطه اللى حوّلت أوراق صماء لإبداعات تخطف قلوب وعقول كل اللى يشوفها.

 

درع تكريم النقابة للفنان إسماعيل دياب وبجوارها جائزة النقابة لأفضل كاريكاتير الخاصة بالفنان أحمد دياب
درع تكريم النقابة للفنان إسماعيل دياب وبجوارها جائزة النقابة لأفضل كاريكاتير الخاصة بالفنان أحمد دياب

 

أحكى عن الأب اللى مجرد ما حس بجينات الفنان بدأت تظهر عليّ دعمنى بشكل يفوق أحلامى.. أوراق وخامات وألوان.. كنت منطلقًا بلا حدود أرسم ليل نهار وكان إحساسًا عظيمًا بالمسئولية أنى أستخدم أدواته الخاصة. 

أحكى عن الدروس اليومية اللى تعلمتها وقت ما كان بيرسم.. خامات الأوراق، أنواع الألوان واستخداماتها، ضربات فرشاة الرسم.. إزاى أعمل نغم فى الخطوط، اتعلمت مصطلحات كثير فى الفن قبل أوانها لأنى كنت حابب الحالة بتاعة الفن والفنان وحالة الإبداع اللى بتطلع فى النهاية، كانت حصصًا ممتعة بكل المقاييس أثرت عقلى وشكلت وجدانى وساعدتنى بدون أدنى شك فى دراستى بعد كده لمّا درست ديكور فى أكاديمية الفنون.

أحكى عن مين ولاّ مين من أصدقائه من الجيل الجميل.. «ياللا يا أحمد علشان هننزل نروح لعمو زهدى»، أو جرس التليفون يرن وألاقى عمو لويس جريس، أو عمو طوغان أو عمو منير عامر، أفتح الباب ألاقى عمو جمعة داخل علينا وغيرهم وغيرهم، مجالس لا تخلو من المتعة والحكايات اللطيفة والنوادر الرائعة.. قعدات رغم امتدادها ما كنتش تتمنى إنها تخلص من جمالها تخيّل تكون وسط كل العظمة دى وما تتأثرش، طب إزاى؟!

أحكى عن الأب الإنسان اللى روحه شبه خطوطه، برشاقتها وأنغامها الرقيقة.. عن نصايحه واهتمامه بنقل خبراته لكل تلاميذه ومحبيه، عن حبه للناس بلا حدود أو فوارق وحب الناس له.

 

الفنان دياب وكوكبة من نجوم الصحافة يتوسطهم الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس
الفنان دياب وكوكبة من نجوم الصحافة يتوسطهم الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس

 

 أحكى عن أعماله الفنية النادرة اللى مالية البيت واللى النظر ليها من وقت للتانى بيخلق حالة من السعادة والبهجة، ولاّ أحكى عن معارضه الفنية فى مصر والعالم ونظرات الإعجاب والانبهار تملأ عيون زائريها.

فى بداية المقال قلت إن عندى حيرة، الحيرة كانت بسبب التفاصيل اللى جوّه التفاصيل اللى عشتها على مدار عمرى فى حضرة هذا الأب الفنان العظيم، فمئات الأوراق لن تكفى لسردها، وآلاف الأوراق لن تكفى لكى أخبره بدعواتى له بدوام الصحة وطول العمر وتقديرى واعتزازى كونى تلميذًا فى مَدرسته بفرعيها.. الفن والحياة.>