مدرســــــــة الكاريكاتير
زهدى شيخ رسامى الكاريكاتير

أكثر ما كان يلفت نظرى فى رسوم فنان الكاريكاتير الكبير زهدى هو الفكرة الواضحة والعمق فى الرؤية وتبنى موقف فكرى محدد.
زهدى العدوى الشهير بزهدى (1917-1994) هو أحد رواد فن الكاريكاتير فى مصر والوطن العربى وهو أيضا أحد أوضح فنانى الكاريكاتير فى إعلان مواقفه الوطنية وآرائه السياسية، وظهر ذلك بوضوح فى رسومه الكاريكاتيرية التى تميزت بقوتها وجرأتها كما تميزت بالمواقف السياسية الواضحة والأفكار الحماسية التى انحاز فيها للبسطاء وطبقة العمال والفلاحين بشكل خاص، وتصدى من خلال رسومه للغلاء وجشع التجار والروتين والتطرف والإرهاب وكل صور الفساد السياسى والاجتماعى وقضايا الحريات..

كان لزهدى دور كبير فى تمصير فن الكاريكاتير مع رخا وعبدالسميع، وإن كان للفنان الكبير رخا الدور الأكبر والأهم فى تمصير هذا الفن باعتباره أول رسام كاريكاتير مصرى فى تاريخ الصحافة المصرية والرائد الأول لفن الكاريكاتير المصرى ثم يأتى من بعده عبدالسميع وزهدى فى استكمال مهمة تمصير هذا الفن وانتشاره فى الصحف..
بدأ الفنان الكبير حياته الفنية فى دار الهلال وعمل فى مجلات وصحف عديدة مثل: مجلة الهلال والمصور والإثنين والدنيا، وصحيفة الوفد حتى استقر فى مجلة روزاليوسف عام 1955.
وفى عام 1956 صدر العدد الأول من مجلة صباح الخير، وكان غلاف العدد الأول يحمل توقيع الفنان الكبير زهدى.

وعندما تولى الكاتب الصحفى الكبير لويس جريس رئاسة تحرير مجلة صباح الخير 1982-1989 كان حريصا على وجود رسم أسبوعى لزهدى بالمجلة إلى جانب رسومه فى روزاليوسف.
اعتمد الفنان الكبير فى أسلوبه على قوة بناء الشخصيات المرسومة والاهتمام بالتكوين والحركة والضوء والظل ولقد جمع فى أسلوبه بين الكاريكاتير والجانب التوثيقى (بالرسم) فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وله الكثير من الأعمال التوثيقية الرائعة التى تسجل بشكل كاريكاتيرى تلك الفترة من تاريخ مصر والعالم..

كان زهدى يتمنى إنشاء جمعية للكاريكاتير تضم كل رموز هذا الفن العريق من كل الأجيال وبالفعل نجح فى ذلك عام 1984 ليتولى الفنان الكبير رخا مجلس إدارتها وبعد وفاته تم اختيار زهدى رئيسا للجمعية.>