الثلاثاء 11 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مدرســــــــة الكاريكاتير

طوغان.. المناضل بالكاريكاتير

لم يكن الفنان طوغان فنانًا عاديًا، بل كان فنانًا مميزًا صاحب تجربة حياتية فريدة ومسيرة فنية حافلة أخلص فيها لفن الكاريكاتير وقدم أعمالا ساهمت فى انتشار الوعى والثقافة والمعرفة ووظف فنه لخدمة قضايا الإنسان والدفاع عن حقوقه ودعم المناضلين ضد الاستعمار فى كل مكان…



الفنان أحمد طوغان (1926-2014) من أبرز وأهم رسامى الكاريكاتير فى مصر والعالم العربى وصاحب مشوار فنى وصحفى متميز وحافل يزيد على الستين عامًا، ساهم فيه مع رخا وعبد السميع وزهدى فى تمصير فن الكاريكاتير وانتشاره، ودافع فى رسومه عن قضايا الحريات وحقوق الإنسان وحرية الشعوب وناقش كل القضايا والمشاكل التى يعانى منها المواطن المصرى والعربى وكان له موقف سياسى واضح تجاه تلك القضايا..

شارك الفنان الكبير فى تأسيس جريدة الجمهورية عام 1953 بدعوة من الرئيس الراحل أنور السادات الذى كانت تربطه به علاقة صداقة ونشر رسومه الكاريكاتيرية على صفحاتها بشكل يومى وأصبح أحد أعمدتها الأساسية، كما عمل خلال مسيرته الصحفية الطويلة فى العديد من الصحف والمجلات مثل مجلة الجمهور المصرى والمساء وأخبار اليوم وروزاليوسف وساهم فى تأسيس مجلة كاريكاتير مع الفنان مصطفى حسين وهى المجلة الوحيدة المتخصصة فى هذا الفن..

 

 

 

أصدر الفنان الكبير طوغان كتبًا كثيرة أولها وأشهرها كتابه «قضايا الشعوب» الذى صدر عن دار التحرير عام 1957 وكتب مقدمته الرئيس الراحل أنور السادات..

عمل الفنان الكبير فى روزاليوسف -مدرسة الكاريكاتير الأولى- أواخر الأربعينيات والتى قال عنها: «كانت فاطمة اليوسف تعطينى على الرسمة الواحدة عشرين قرشا وفى إحدى المرات رسمت مظاهرة فقلت لها ضاحكًا أريد عن رسم كل وجه فى اللوحة عشرين قرشًا».. 

وعن بداياته الأولى مع فن الكاريكاتير قال الفنان الكبير إن البداية جاءت عن طريق صديق العمر محمود السعدنى الذى شاهده وهو يرسم بالطباشير على الجدران فى الشوارع أيام الحرب العالمية الثانية وكان يرسم الجنود الإنجليز وهم يجرون أمام الألمان، ومن خلال السعدنى تعرف على الفنان رخا رائد فن الكاريكاتير المصرى..

اهتم طوغان بكل عنصر من عناصر لوحاته الكاريكاتيرية مثل الخلفيات والتعامل معها كعنصر مهم يضيف بعدًا للرسم أيضا شخصياته الكاريكاتيرية والتركيز على تفاصيلها وصفاتها الجسدية وملامحها الشكلية واهتمامه بتوظيف لغة الجسد فى رسومه وهو أمر ضرورى عند رسم الأشخاص (مثل الحركات الجسدية وتعبيرات الوجه والإيماءات والإشارات) كلها تفاصيل حرص عليها الفنان ليقدم الكاريكاتير فى أفضل صورة.. كان طوغان مؤمنًا بالقومية العربية وحارب إسرائيل بالكاريكاتير حتى اتهموه بمعاداة السامية واعتبروه عدوًا لهم، كما آمن بدور الكاريكاتير ورسالته وتأثيره..

كان الفنان الكبير طوغان يتمتع بموهبة العطاء وتشجيع المواهب ومساعدة الفنانين الشباب ودعمهم بمنتهى التواضع والبساطة وهى من صفات الفنانين العظام أمثال طوغان.