عن "روزا" التى حكت كل شىء.. ولا تزال: هذا ما جناه عادل إمام!

عبدالله رامى
قبل سنوات ليست بعيدة كانت هناك قواعد بين الصحفى والنجم أو الموهوب.. بالطبع لم تختلف القواعد أو تتغير لكنها أصبحت أشبه بـ«أحكام مع إيقاف التنفيذ».
وباختلاف الوسائط وما جرى من مياه فى «سوق الصحافة»؛ هناك من تعامل مع «أصول المهنة» على أنها حكمة أجيال سابقة لم تعد تصلح لزمن وجمهور مختلف!
الأكيد.. أن كل كلمة يكتبها «الأستاذ» عادل حمودة تمثل ردا عمليا أن مهارة هذه المهنة وأصولها وصنعتها هى حكمة الزمن نفسها التى لا يمكن الانقلاب عليها.. وأن الحكايات القديمة ليست حبيسة زمانها.. لكنها صارت كنبيذ معتق تزداد قيمته مع الزمن.
ولكن ما علاقة هذا كله بـ«عادل إمام»؟
بين روزا وعادل إمام الكثير. عرفته صفحات المجلة قبل أن يكون «زعيما». ودافعت عنه أقلام الكبار عندما كان «فريسة» للرأى العام. بل لا نبالغ إذا قلنا إن روزا هى من أعطت عادل إمام «شرعية الزعيم». محطات كانت مليئة بالاحتفاء والحفاوة.. والقطيعة والغشاوة.
ببساطة شديدة فإن الجيل الذهبى فى التسعينيات وعلى رأسه عادل حمودة تعاملوا مع «الزعيم» بناره ونوره.. حسناته وشروره.
جيل عرف عادل إمام «المهندسين والعمرانية والحلمية» قبل أن يكون جار أصحاب النفوذ والسلطة فى «المنصورية».. جيرة يبدو أنها أثرت على لسان «زعيم الفن» وانقلب على جمهوره؛ يدافع عن التوريث ويهاجم المعارضة.
احتمى عادل إمام بصفحات «روزا» بعد تصريحه المجانى فى «معرض كتاب 1996» حول التطبيع مع إسرائيل فثارت الدنيا وهاجت هجوما على الزعيم حتى أقسم على صفحاتنا: «علىّ الطلاق لن أسافر إلى إسرائيل».
وهى نفسها الصفحات التى سجلت هتافه فى عزاء فرج فودة: «تحيا مصر»، يهز مسجد عمر مكرم.. وشهدت معه سنوات المواجهة مع طيور الظلام.
فى أوقات كثيرة كنا أصحاب «أعلى سوكسيه» للزعيم، آخرها فى عددنا التذكارى عن الفن المصرى الذى رفع الزعيم كـ«رمز» لسنوات الفن ومملكة الضحك.. هذا لا يناقضه أبدا أن نكون «أعلى صرخة» فى وجهه.
فظاهرة «الزعيم» أكبر من أن تراها من زاوية واحدة.. ومشواره أعقد ممن أراد اقتفاء أثره فى طريق واحد سواء كان ذلك طريق الهجوم أو الاحتفاء.
حكاية عادل حمودة وعادل إمام هى حكاية افتقدناها بين الصحافة والفن.. بين الصحفى والفنان.. وهى أفضل مثال وتجسيد على ما جرى لطبيعة تلك العلاقة.. بدأت بصداقة بين شاب موهوب و«صحفى نجم».. وانتهت بالقطيعة!
وقبل صدور كتابه «عادل إمام الذى لا تعرفه.. سنوات الصدمة وأسرار القطيعة» عن دار ريشة فى معرض الكتاب القادم.. يختص «حمودة» صفحات روزا بنشر الفصول الكاملة لكتابه على حلقات.. نبدأ فى نشرها من العدد القادم.
نشر بمثابة الحق للأستاذ عادل والحق عليه. حقه لأنه أحد أبرز نجوم روزا الكبار و«أقرب دليل» على صحوة المدرسة وصحتها.
وحق عليه لأن بنيان كتابه دار جزء كبير منه على صفحات روزا وبالتالى فهى أحق بالنشر حتى قبل دور النشر.
وحتى لا توجه لـ«حمودة» تهمة «ازدراء عادل إمام» أو التجنى عليه.. عليك أن تقرأ فصول كتابه بعقل فعال لا منفعل.. وأن تفكر فى الوقائع ثابتة الحدوث لا فى النجم بعقل مهووس.
بالمناسبة.. اسمح لى أن أفاجئك: هذا ليس كتابا عن عادل إمام.. ولكنه عن «ظروف لولاها لصار عادل إمام كومبارس».
عن جلسات ونقاشات ساخنة دارت بين قامات الفكر والفن والسياسة لم نعرف عنها غير القليل ولم ينشر منها سوى النزر اليسير.
عن مصر بين المنصورية والعمرانية. وعن أهواء النجومية وهواها. خلال الحلقات ربما ستعرف الكثير عن قواعد الصعود فى زمن ما.
عن روزا التى حكت كل شىء.. ولا تزال الحكاية- حتى اليوم- ابنة لألسنة أبنائها وأقلامهم.