السبت 19 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

القاهرة شهدت القمة العاشرة للآلية الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان.. الرئيس السيسي: المنطقة لا تتحمل المزيد من المغامرات التى قد تهز استقرارها وتعصف بدولها

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى الأربعاء، نظيره القبرصى نيكوس خريستودوليديس، ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، بقصر الاتحادية الرئاسى.



‎‎وشهدت القاهرة، قمة ثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، ‎وتعد هذه القمة العاشرة بين زعماء الدول الثلاث، منذ تأسيس آلية التعاون الثلاثى، والتى بدأت بعقد أول قمة ثلاثية فى القاهرة عام 2014، وتوالت بعدها القمم فى عواصم الدول الثلاث، لدعم آلية التعاون وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وخلال استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى، لرئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس، على هامش أعمال القمة العاشرة للآلية الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان.

أكد الجانبان على عمق وقوة العلاقات التاريخية التى تربط بين مصر واليونان، واعتزامهما الاستمرار فى مسيرة العمل المشترك لتعزيز الشراكة القائمة بينهما.

كما تناول الاجتماع تطورات الأوضاع الإقليمية، وفى مقدمتها الوضع فى فلسطين، حيث أعرب الجانبان عن حرصهما على وقف إطلاق النار وتيسير المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مع التأكيد على أهمية العمل نحو تنفيذ حل الدولتين، وتم التأكيد على ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، كما تم التشديد على أهمية منع التصعيد بصفة عامة فى المنطقة والسعى نحو تحقيق التهدئة والاستقرار.

كما تبادل الجانبان الرؤى حول الوضع فى كل من سوريا وليبيا والسودان، حيث تم التأكيد على ضرورة حماية أمن واستقرار وسلامة ووحدة أراضى تلك الدول، وأهمية بدء عمليات سياسية شاملة تؤدى إلى تحقيق السلام.

 القمة العاشرة

وخلال كلمة الرئيس السيسى فى افتتاح القمة العاشرة لآلية التعاون الثلاثى بيـن مصر وقبرص واليونان.

قال إن السنوات الماضية أثبتت أن هذه الآلية ليست مجرد أداة لبحث قضايا إقليمية؛ بل هى شراكة راسخة، تهدف إلى تعزيز الاستقرار فى منطقتنا، الذى يعتمد بشكل أساسى على تعاوننا المشترك فى مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وأضاف الرئيس: إن التعاون والتنسيق بين دولنا ضرورى، خاصة مع تطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط واسمحوا لى أن أعرب فى هذا السياق عن تقديرى لمواقف بلديكما المؤيدة لحق الشعب الفلسطينى، فى الحصول على استقلاله وإقامة دولته المستقلة، وفقًا للمرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وأؤكد فى السياق ذاته على ضرورة تكثيف الجهود والضغوط من أجل التوصل إلى التهدئة فى المنطقة، والتعامل مع أزماتها وعلى رأسها الحرب فى غزة ولبنان، وتحقيق الاستقرار فى سوريا وليبيا واليمن والسودان، وتجنب استمرار أو تصعيد الصراع فى المنطقة وتحوله إلى حرب شاملة، بما سوف يترتب على ذلك من تداعيات كارثية ستطال الجميع، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية، فضلًا عن موجات غير مسبوقة من النازحين والهجرة غير الشرعية.

وأردف الرئيس: يمثل التعاون الاقتصادى بين دولنا خطوة استراتيجية حيوية ليس فقط من ناحية مساهمته فى تعزيز النمو الاقتصادى وإنما أيضًا باعتباره خطوة محورية نحو تعزيز التكامل الاقتصادى الإقليمى الذى نطمح إليه.

كما أود أن أشيد بالتعاون القائم بين دولنا فى مجال الطاقة والذى أصبح عنصرًا محوريًا فى استراتيجيتنا المشتركة حيث يعتبر مشروع الربط الكهربائى بين مصر واليونان نقطة تحول حقيقية فى تعزيز التكامل الإقليمى فى هذا المجال، بما سيوفره من إمكانية تبادل الطاقة النظيفة ومساهمة فعالة فى تحقيق أهداف التحول نحو الاقتصاد الأخضر.

وتابع الرئيس: كما يعكس التعاون فى مجال الغاز الطبيعى مع قبرص رؤية واضحة لما يمكن أن نحققه من نجاحات كبيرة حيث نتطلع لنقله إلى محطات التسييل المصرية، لإعادة تصديره إلى الأسواق الأوروبية مسلطين الضوء على حجم الإمكانيات المتاحة لدولنا، وقدرتنا على تأمين إمدادات الطاقة لأوروبا.

 مؤتمر صحفى مشترك

وتلا الاجتماعين عقد مؤتمر صحفى شارك فيه الرئيس وكل من الرئيس القبرصى «نيكوس خريستودوليدس» ورئيس الوزراء اليونانى «كيرياكوس ميتسوتاكيس»،

حيث قال الرئيس فى كلمته: لقد شهدت قمتنا، مناقشات ثرية وبناءة.. تناولت سبل تعزيز تعاوننا المشترك فى مختلف المجالات، وبشكل خاص فى مجال التعاون الاقتصادى، وزيادة التبادل التجارى والاستثمارى.. وأرحب فى هذا الصدد، بعقد منتدى الأعمال على هامش هذه القمة، والذى يستهدف بحث فرص تعزيز الاستثمارات والتجارة المتبادلة، بين مجتمعات الأعمال فى دولنا الثلاث.

وأضاف الرئيس: قمة اليوم، فرصة لمناقشة الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، التى يتعرض لها إخواننا الفلسطينيون فى غزة.. حيث أطلعت الضيفين العزيزين، على الجهود المتواصلة التى تبذلها مصر، لوقف إطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن.

وقد أكدنا فى هذا الصدد، على أنه لا سبيل لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، إلا بوقف شامل لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل فورى، ووقف أية ممارسات تؤدى إلى التهجير القسرى للفلسطينيين، أو بحرق الأرض وخلق الظروف التى تدفع الفلسطينيين للمغادرة. وأشدد فى هذا الصدد، على أننا نرفض تلك الممارسات والسياسات، وأن مصر لن تقبل بها أبدا.

وأؤكد على أن المنطقة، لا تتحمل المزيد من المغامرات، التى قد تهز استقرارها وتعصف بدولها، وتؤثر سلبًا على مقدرات شعوبها. لقد آن الأوان لإحكام العقل، والأخذ بالاختيارات السليمة، وتجنب المزيد من الحروب والدمار والكراهية.

وأردف الرئيس: ناقشنا كذلك الأوضاع فى سوريا، وأكدنا على تطلعنا، لتحقيق طموحات الشعب السورى فى الاستقرار والأمن.. كما شددنا على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة وسيادة سوريا، وأن تتسم العملية الانتقالية بالشمولية والتعددية.

وتبادلنا وجهات النظر أيضا، حول الأزمة الليبية، واتفقنا على أهمية تحقيق الاستقرار الأمنى والسياسى فى ليبيا.. وتناولنا كذلك تطورات الأوضاع فى السودان واليمن، وأكدنا بصفة عامة، على ضرورة سرعة تسوية الأزمات والصراعات الدائرة، تحقيقًا للاستقرار، وبما يحافظ على ثروات البلاد وشعوبها.

 الإعلان المشترك للقمة الثلاثية العاشرة بين مصر وقبرص واليونان

عقب ذلك أصدر الإعلان المشترك للقمة الثلاثية والذى جاء فيه: نحن رئيس جمهورية مصر العربية، ورئيس جمهورية قبرص، ورئيس وزراء الجمهورية الهيلينية، خلال اجتماعنا بالقاهرة للقمة العاشرة لآلية التعاون الثلاثى، نؤكد على التزامنا القوى بقيم السلام والاستقرار والتعاون التى تحدد شراكتنا الثلاثية. واعترافًا بالتحديات والفرص المتاحة بمنطقتنا، نسعى للبناء على مصالحنا المشتركة، ومواصلة العمل سويًا لتعزيز الأمن والازدهار الاقتصادى والتنمية المستدامة لشعوبنا وللمنطقة الأوسع بالمتوسط والشرق الأوسط. تعكس هذه القمة حرصنا المستمر والتزامنا بالتضامن المتبادل فى مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، معتمدين على الشراكة الاستراتيجية المبنية على مبادئ الثقة والاحترام والتعاون بين بلداننا الثلاث.