إسماعيل دياب فنان كاريكاتورى صنع بصمة خالدة

جانا عزام
فى كل خطٍ نبض، وفى كل لوحة حكاية، هكذا أستطيع أن أصف أعمال الفنان ورسام الكاريكاتير الكبير إسماعيل دياب أحد أعمدة الجيل الذهبى لفن الكاريكاتير، فهو أمسك بريشة الكاريكاتير بروح فنانٍ استثنائى، واستلهم من تفاصيل يومياتنا صورًا نابضة بالمعانى، جعل من رسوماته صوتًا لكل ما لا يُقال، فالكاريكاتير بالنسبة له ليس مجرد فن بل لغة ووسيلة تعبير وأداة للتغيير للأفضل.
واستضاف بيت السنارى، التابع لقطاع التواصل الثقافى بمكتبة الإسكندرية، معرض كاريكاتير الفنان والرسام الكبير إسماعيل دياب ابن مجلتى «روزاليوسف وصباح الخير»، الذى نظمته الجمعية المصرية للكاريكاتير فى الفترة من 22 ديسمبر وحتى 28 ديسمبر الماضى. ويعد هذا المعرض بابًا إلى عالم الفنان دياب الخاص، حيث تختلط الابتسامة بالدهشة، وتلتقى الفكاهة بجرأة الطرح، هنا، لا تُقرأ الرسومات بالعيون فقط، بل تُحس بالقلب، حيث تنبض كل تفصيلة بحكاية من زمنٍ كانت فيه البساطة أشد تعبيرًا من الكلمات.
ويقول الفنان أحمد دياب نجل الفنان إسماعيل دياب وأيضًا هو فنان ورسام كاريكاتير بمجلة «روزاليوسف»، إن المعرض يعد واحدًا من سلسلة معارض لتكريم الرواد فى فن الكاريكاتير، أقيم فى بيت السنارى وحضره عدد كبير من عاشقى فن الكاريكاتير ومحبى الفنان الكبير دياب وتلاميذه من مختلف الأجيال، وكان لدىَّ إحساس بالفخر دون شك لأنه والدى وهذا التكريم مستحق لتاريخ عظيم ومدرسة قائمة بذاتها من الجيل الذهبى لفن الكاريكاتير والتى شرفت أن أكون أحد تلاميذها.
وتابع الفنان أحمد دياب: فى البداية والدى رفض الحضور -لعدم حبه للظهور- ولكن بعد ضغط منى ومن إخوتى وافق على المعرض وعندما عرف أعداد الناس الذين قرروا الحضور ومحبتهم الكبيرة، قام بالمفاجأة وجاء بنفسه رغم صعوبة الأمر وكان فى استقبال الحضور، حتى خرج بهذا الشكل الجميل.
وأضاف دياب: من الواضح أنه ما زال هناك عدد كبير من المحبين لفن الكاريكاتير فى مصر، أعداد الحضور تقول هذا، وأغلب الجمهور يبحث عن الفكرة اللطيفة، القوية والخطوط الرشيقة البسيطة، التى تضحك القلب وتثير وتثرى العقل، والفنان دياب الكبير صاحب مدرسة رائعة فى ذلك.
تابع الفنان أحمد دياب: بخصوص اختيار اللوحات للمعرض، الجمعية لديها أرشيف ضخم للفنان دياب، أغلبه من اللوحات القديمة النادرة، والفنان مصطفى الشيخ رئيس جمعية الكاريكاتير اختار عددًا لا بأس به للمعرض كان كافيًا جدًا، لكن والدى الفنان إسماعيل دياب أحب أن تكون هناك أعمال ملونة فى المعرض وتكون أحدث وقد كان.
أعمال الفنان إسماعيل دياب أسهمت بشكل كبير فى فن الكاريكاتير، وبالتأكيد أى دارس أو محب لفن الكاريكاتير يجب أن تمر عليه لوحات الفنان دياب خاصة فترة الستينيات والسبعينيات، خطوط سهلة، وأفكار ثرية وغيرهما من المميزات التى ساعدت أجيالًا عديدة انضمت لمدرسته، مدرسة السهل الممتنع، والفنان ابتكر شخصية شهيرة فى تلك الفترة اسمها «عبدالماضى» نالت شهرة واسعة جدًا، وأصبحت علامة من علامات الفنان، حتى إذا تحدث أحد عن الكاريكاتير وذُكر اسم إسماعيل دياب، نجد الناس ترد وتقول «عبدالماضى».
ويقول الفنان أحمد دياب، إن حالة الحب التى كانت فى المعرض بين الفنان وأسرة الكاريكاتير بمختلف الأعمار حالة تُدرَّس، ترابط راقٍ وعميق بين كل الأجيال، حالة تشجع أى شخص من الجيل الجديد على اقتحام هذا العالم ويعيش أجواء الحب والرقى الجميلة.
وبكل تأكيد، اسم والدى فى المهنة اسم كبير، وارتباطى بهذا الاسم مسئولية ضخمة، على كل المستويات وليس الفن فقط، والدى أيضًا طوال عمره كان معلمًا وداعمًا بكل المقاييس، أتمنى له الصحة وطول العمر، وأتمنى أنه يوافق أن نقوم بمعارض أخرى لأن لديه أرشيفًا ضخمًا ونادرًا، بالتأكيد الناس سيحبون أن يروه.
ويقول الفنان مصطفى الشيخ رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير، إن الجمعية لديها بروتوكول تعاون مع بيت السنارى وهو عبارة عن إقامة أكثر من معرض فى السنة لجيل الرواد وأطلقوا عليها اسم سلسلة معارض رواد الكاريكاتير، وسابقًا قمنا بعمل معرض للفنان عبد العزيز تاج ثم الفنان محمد حاكم والآن المعرض للفنان إسماعيل دياب ونحرص فى الجمعية أن تكون الأولوية للفنانين الذين ما زالوا على قيد الحياة، الحمد لله حتى ندخل الفرحة والبسمة إلى قلوبهم ونكرمهم ويشعرون بمدى حب الناس لهم وإن شاء الله سنقوم بعمل معارض لكل الرواد تقديرًا لهم ولفنهم.
وتابع الشيخ: أعمال الفنان إسماعيل دياب مهمة وخالدة وفخورون بإقامة معرض له، وتواصلنا مع ابنه الفنان أحمد دياب حتى يحضر الافتتاح ولكن كان من الصعب نظرًا لظروف صحية، وبالطبع نقدر هذا الأمر أدام الله عليه الصحة والعافية، ولكن قبل الافتتاح بساعة حدثت مفاجأة للجميع وهى حضور الفنان إسماعيل دياب بنفسه المعرض، كانت مفاجأة أكثر من رائعة لأنه حضر على الرغم من تعبه لكنه استطاع أن يحضر ويرى كل أعماله فى المعرض، فكان الافتتاح مبهجًا وانتشرت الطاقة الإيجابية.
وأضاف الشيخ: اخترنا له مجموعة من الأعمال فى الجمعية حوالى 40 عملًا أصليًا، وأضاف لنا أيضًا الفنان أحمد دياب فأصبحت تقريبا 50 عملًا وكلها بالطبع أعمال أصلية تناقش قضايا مختلفة، اجتماعية وسياسية قديمة وجديدة، تقريبًا نفس الأفكار المطروحة على الساحة اليوم لأننا نختار أقرب الموضوعات تفاعلًا مع الواقع الحالى وتكون أيضًا مناسبة لأحجام البرواز لدينا فى الجمعية.
يقول الفنان مصطفى الشيخ، إن أعمال الفنان إسماعيل دياب تتميز بجمال الخطوط ورشاقة التكوين وسهولة الفكرة وبساطتها وكان لديه طبعًا شخصية شهيرة واستخدمها فى عدد كبير من أعماله اسمها محمود بك عبد الماضى وكان يشير بتلك الشخصية إلى الشخص الذى ما زال يبقى ويعيش فى سجن الماضى بأفكاره العتيقة ومازالوا أسرى لتلك الأفكار القديمة البالية.
وتابع: الفنان دياب هو أحد فنانى الجيل الذهبى، جيل العظماء لأنه كان فى فترة الفنان أحمد طولان وصلاح جاهين واللباد والليثى.
رسالة المعرض أن نقول أننا لدينا أعمال غنية وقيمة جدًا نحاول أن نخرج بها للناس لنقول أن مصر فيها فنانون كانوا وما زالوا مدرسة وعلموا أجيالًا ولن يتكرروا ولنوجه رسالة للرواد ونقول لهم نحن نقدر الفن الذى قدمتموه لنا وأنه إرث عظيم وأيضًا لنشر الوعى والثقافة ولتشجيع الشباب على الابتكار والاستفادة من فن الفنان الكبير إسماعيل دياب.
ويقول الفنان مصطفى سالم رسام الكاريكاتير بمجلة روزاليوسف، إن الفنان إسماعيل دياب هو فنان عظيم وكبير وابن مجلتى روزاليوسف وصباح الخير، وأيضًا هو والد الزميل أحمد دياب رسام الكاريكاتير بمجلة روزاليوسف، لذلك له مكانة خاصة عندى.
مضيفًا: أنا سعيد جدًا بحضور معرض يضم مجموعة مختارة من الأعمال الأصلية للفنان إسماعيل دياب فى فترات زمنية مختلفة، فهو فنان عظيم بدأ فى روزاليوسف وصباح الخير منذ الستينيات واستمر لفترة طويلة لكنه الآن لا يعمل.
هذا المعرض يعتبر تكريمًا للفنان دياب وهو يستحق أكثر وأكثر وأيضًا مهم حتى تعرف الأجيال الجديدة من هو الفنان دياب وتعرف أعماله الرائعة.
وتابع سالم: المعرض كان مفاجأة للجميع ولكل الرسامين المحترفين المتواجدين الذين يعرفون معظم الأعمال فى الأعداد القديمة تقربيًا من «روزاليوسف وصباح الخير» والسبب أن فى الافتتاح رأينا أعمالًا لأول مرة للفنان إسماعيل دياب وهى أعمال أصلية لم تنشر من قبل لأن المجموعة من منزل الفنان وتم اختيارها من قبل ابنه الفنان أحمد دياب والمهندس مصطفى الشيخ رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير.
وأضاف الفنان مصطفى سالم، إن أسلوب الفنان إسماعيل دياب يتميز بالبساطة فى الرسم وأيضًا وضوح الفكرة وأنها دائمًا مباشرة، كما اهتم دياب بالإفيه البصرى فى أعماله؛ أى لا يعتمد على تعليق حتى تضحك ولكن هناك دائمًا عنصر فى الرسمة يجعلك تبتسم وتضحك من قبل أن تقرأ التعليق المكتوب وأيضًا يعجبنى في أسلوب الفنان القدير إسماعيل دياب أنه يتميز بالخط الواضح القوى وهذا شيء من خصائص مدرسة روزاليوسف المستمرة حتى يومنا هذا.
فى رأيى أن تقوم الجمعية بسلسلة معارض الرواد فى فن الكاريكاتير شيء عظيم جدًا ودائما يكون الرواد من مجلة روزاليوسف بالطبع فهى مهد فن الكاريكاتير المصرى والفنان إسماعيل دياب ابن من أبنائها.