الأربعاء 16 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من زرع الفتنة فى القنال إلى حريق القاهرة وضرب الثورة جمال عبدالناصر يكشف ألاعيب الإرهابية لروزاليوسف

وثقت مجلة روزاليوسف شهادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عن قيام جماعة الإخوان بحرق القاهرة، وسر علاقتها مع الملك والإنجليز ومحاولتها ضرب حركة الكفاح المسلح ضد الإنجليز فى القنال.



ورصدت المجلة اعتراف جماعة الإخوان نفسها بمحاولة التشهير بشخص عبدالناصر، عبر الجهاز السرى للجماعة وادعائها بأنه عقد معاهدة سرية مع اليهود خلال حصار الفالوجا.

قال إبراهيم طلعت فى إحدى حلقات مذكراته التى نشرها على صفحات العدد 2536 بعنوان «جمال عبدالناصر يروى تفاصيل اتهام الإخون بحرق القاهرة» أنه التقى مع الزعيم عبدالناصر ودار هذا الحوار بينهما ..«أنا أعتقد أن اللى حرق القاهرة كان بتدبير الإنجليز والسراى وجماعة (الخبز والحرية) التى يحتضنها الإنجليز و... ولكنه قاطعنى قائلا: ثبت أن جميع المحلات والمبانى التى احترقت يوم 26 يناير قد تم حرقها بطريقة واحدة بطريقة البودرة الحارقة: ولا يملك هذا السلاح إلا الجهاز السرى للإخوان.. حتى الجيش ما عندهوش هذه البودرة.. أنا أعرف ذلك».

ويوجه طلعت حديثه للزعيم عبدالناصر قائلا: «طيب سيادتك بتقول إن الإخوان لم يشتركوا مع الفدائيين فى الكفاح المسلح.. لكن أنا أعرف أنهم اشتركوا وبعضهم مات واستشهد، لا ياسيدى.. دول يعنى إخوان تطوعوا لحسابهم الخاص بدون موافقة الجماعة وأظن أيامها خالد محمد خالد قال: (من لا وطن له لا دين له)».

ويعاود «طلعت» ليسأل الزعيم عبدالناصر مجددًا قائلًا»:  أمال إيه حكاية تجمعات الإخوان فى اجتماعاتكم، وآخرها المؤتمر الشعبى وهتافاتهم لكم الله أكبر ولله الحمد..وهو شعار الجماعة؟

يرد الزعيم عبدالناصر على الكاتب الصحفى فى مجلة «روزاليوسف»: «أيوه ياسيدى مضبوط دى بقه خطة مرسومة، عاوزين يشعرونا إنهم قوة طاغية وإننا فى حاجة لتأييدهم وإنهم إذا تخلوا عنا فالثورة هتروح فى داهية... أنا حسن العشماوى وهو صديقى قال لى الكلام ده بصراحة، وقلت له إن الثورة لا تقبل وصاية أحد».

وسأل طلعت عبدالناصر «ياعنى الإخوان دلوقت مش معاكم؟».. ليجيبه «لا مش معانا.. بالعكس ضدنا.. همه دلوقت بيلعبوا لعبة خطيرة جدًا، إنهم يتقربوا من محمد نجيب ويعملوا معاه حلف ويجبروه على أن بمساعدتهم يعمل انقلاب علينا احنا.. وبعدين يبقى من السهل عليهم إنهم يقلبوا محمد نجيب ويمسكوا البلد».

وواصل طلعت رصد شهادة الزعيم عبدالناصر عن جماعة الإخوان الإرهابية بقوله: «الإخوان المسلمين كانوا قبل الثورة على اتصال بالإنجليز وبالملك معا وأن الهضيبى صهر لأحد رجال السراى هو مراد باشا محسن، وإنهم كانوا يحاولون إجهاض الكفاح المسلح للفدائيين ضد الإنجليز وذلك بحسب تصريحات الهضيبى نفسه والذى قال: علموا أولادكم الدين أولا قبل محاربة الإنجليز، وكذلك الشيخ فرغلى قائد الإخوان فى الإسماعيلية الذى قال: إن على النحاس أن يجنى ثمار حماقته وحده لإلغائه المعاهدة».

ويتابع عبدالناصر شهادته «إن الإخوان كادوا يجهضون حركة الكفاح فى القنال فعلا بأن أحرقوا كنيسة الأقباط بالسويس الأمر الذى أدى إلى حدوث اجتماعات من قادة الأقباط فى جميع البلاد ومطالبتهم رسميًا لإبراهيم فرج الوزير القبطى فى وزارة الوفد بالاستقالة والا اعتبر خارجًا على الكنيسة ونتيجة لذلك كاد يحدث انقسام خطير بين المسلمين والأقباط وكادت تنهار الوحدة القومية».

وأكد عبدالناصر أن الإخوان كانوا يتصلون بالإنجليز منذ عهد الملك وأن المخابرات تعرف هذه الاتصالات جميعًا، وأن حريق القاهرة حدث نتيجة تواطؤ بين الإنجليز والملك واستغل الإخوان لتنفيذ هذا المخطط وأن الملك بارك هذا الأمر بأن استقبل حسن الهضيبى رسميًا والذى صرح بعد خروجه من السراى بأنها كانت زيارة نبيلة لملك نبيل.

وتابع: «أخذ عبدالناصر بعد ذلك يسترسل فى الحديث مؤكدًا ما يعتقده أن الإخوان هم الذين أحرقوا القاهرة يوم 26 يناير فأشار إلى معركة القوات البريطانية مع جنود الأمن بالإسماعيلية فى اليوم السابق وكيف أن قواتهم حاصرت مبنى الشرطة الملاصق للمحافظة وكيف قصفته بمدافع الميدان بعد أن طلبوا من الجنود والضباط الاستسلام وتسليم أنفسهم وأسلحتهم، ورفض رجال الأمن ذلك وقاوموا رجال الأمن وقاموا حتى آخر رجل، وكيف بدأت أحداث هذا اليوم 26 يناير بامتناع عمال الطيران عن تزويد الطائرات الأجنبية بالوقود... ثم يخرج جنود بلوكات النظام بالقاهرة بقيادة ضابط من الإخوان يدعى عبدالهادى نجم فى مظاهرة يحملون السلاح متوجهين إلى الجامعة حيث انضم إليهم الكثيرون من الطلبة الغاضبين لحادث جنود الإسماعيلية وانضم الغوغاء حيث توجهت المظاهرة إلى ميدان عابدين وتصدت لهم بعض قوات الجيش التى كانت تحرس مداخل الميدان، إلا أن الملك كان يقيم احتفالا لقواد الجيش والبوليس بمناسبة ميلاد ولى العهد.. فتوجهت المظاهرة إلى ميدان الأوبرا، وكان الجهاز السرى للإخوان قد أرسل رجاله بما لديهم من أسلحة، وبدأوا يحرقون كازينو أوبرا، كل هذا والملك وحيدر يمتنعان عن إنزال الجيش لقمع الفتنة والبوليس السياسى والعادى لا يحاول التصدى لمحدثى الفتنية».

ويتابع عبدالناصر شهادته لإبراهيم طلعت قائلا: «فى ظل هذه الفوضى استطاع الإخوان بأسلحتهم الحديثة التى ينفردون بحيازتها أن ينتقلوا من كازينو أوبرا إلى بقية المحال العامة، فأحرقوا بنفس الطريقة سينما ريفولى ثم سينما مترو وبعض البارات وفندق شبرد والبنوك.. وظلت هذه الفوضى قائمة غربت الشمس دون أن يتعرض لها أحد».

وبعد أن احترقت القاهرة نزل الجيش لمنع التجول بعد أن أعلنت حكومة الوفد الأحكام العرفية وأقيلت فى المساء وتشكلت حكومة على ماهر وحلفت اليمين دون أن يعلم الوزراء بإقالة حكومتهم.

ويستطرد عبدالناصر فيقول: «واستغل قادة الإخوان أن أحمد حسين رتب مع بعض أعوانه سيارة كان يتفقد بها الحالة، فيشيعون أنه ورجاله هم الذين أحرقوا القاهرة وحرضوا على ذلك وساندهم فى ذلك أن جريدتهم (الاشتراكية) كانت تهاجم بعض المحال التى شملها الحريق، ويجد الملك فرصته لمحاكمة أحمد حسين وكاد يحكم عليه لولا قيام الثورة والإفراج عنه»؟

ويوضح عبدالناصر فى شهادته «أن الإخوان قد أيدوا على ماهر وباركوا وزارته، ثم أيدوا نجيب الهلالى وباركوا أيضًا وزارته، وكانوا يعتقدون أن الأحوال السياسية بعد هذه الضربة الخطيرة لن تستقر وأن الأوان قد آن لكى يرثوا الحكم بعد أن يتضح فشل الأحزاب القديمة فى إعادة الاستقرار وفى غيبة الحياة النيابية وعندئد سوف يتمتعون بثقة الملك والإنجليز معًا».

لم تترك هذه الجماعة المضللة الزعيم عبدالناصر لحال سبيله ولكنها عكفت على ترويج الشائعات والاتهامات ضده فى محاولة لتلويث ثوبه الثورى الناصع عبر آلة أكاذيبهم التى لازالت تواصل بث سمومها، بعد أن اختلفت معه فى ربيع 1954.

وفى تقرير نشره الكاتب الصحفى عادل حموده بعنوان «الإخوان المسلمون والاتصالات السرية بين جمال عبدالناصر واليهود» فى العدد رقم 3086، يوضح فيه اعتراف الإخوان بمحاولة التشهير بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر باتهامه بعقد معاهدة سرية فى الفالوجا، واستشهاده بما جاء فى كتاب محمود عبدالحليم «الإخوان المسلمون -أحداث صنعت التاريخ- الجزء الثالث من ص 313 - 314 الناشر دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع، يقول الرجل إن النظام الخاص (التنظيم السرى للإخوان) أعلن حرب النشرات ضد جمال عبدالناصر... وهذه النشرات لم تزد على أن تكون وريقة مطوية بعضها على بعض حتى صارت أربع وريقات كل منها فى مساحة الكف مطبوعة طبعًا رديئًا.

وقد تفنن النظام الخاص فى إخفاء المكان الذى تعد فيه، فكانت يد عبدالناصر أقصر من أن تصل إليها.. وذات مرة جاءنى الأخ محمد جودة عضو الهيئة التأسيسية ومن أصدقاء جمال عبدالناصر من قبل الثورة، ويرتبط بى برباط المواطنة، فهو من أبناء رشيد وكان زميلا لى فى المدرسة الابتدائية، جاءنى مرة وأبلغنى شكوى جمال عبدالناصر من أن النشرة الأخيرة نسبت إليه أنه عقد معاهدة سرية بينه وبين الإسرائيليين وقد رأى الأخ محمد جودة أن يبلغنى هذه الشكوى لما يعلم من صلتى بأعضاء هذا النظام وبقيادته.

ويكمل «وقد تقابلت فعلا مع الأخ يوسف طلعت وبعض قادة الجهاز وكلمتهم فى هذا الشأن لأننى لا أرضى لنفسى ولا لدينى أن أرميه بواقعة معينة ليس معى دليل عليها سوى ما يشيعه زملاء له كانوا محاصرين معه فى الفالوجا».