
محمد مصطفى سالم
حرب الشرق الأوسط بين الإيرانى والإسرائيلى بمباركة الأمريكى
ليس أعجب من الحرب وعدوان دولة على أخرى، سوى أن نرى دولة تحارب فى اتجاهين ضد دولتين، يحدث هذا منذ 7 أكتوبر قبل الماضى، الذى يمثل للمنطقة عودًا من الثقاف سقط فى حاوية نفط، مما أدى إلى اشتعال النيران فى المنطقة كلها، حتى اللحظة التى تقرأ فها عزيزى القارئ هذا المقال.... لا أحد يملك معلومة عن موعد انتهاء هذا العبث، ولا نتائجه المتوقعة، فما زالت السيناريوهات تُطرح، ولا زال التفكير مستمرًا، إلى أين نحن ذاهبون؟
مجموعة من المرضى النفسيين ملكوا السلاح، يمارسون أقصى أنواع المرض النفسى والجنون؛ بل إن المجنون لا يفعل فعلهم المختل أهؤلاء سياسيون أم رجال دولة؟ الحتمى أنهم ليسوا أيًا من الخيارين، لا رجال دولة ولا سياسة ولا رجال من الأساس.. وأرى أن ما يحدث الآن مثلما أسقط الآفًا من الضحايا والشهداء، أسقط أيضًا العديد من المنظمات، وأولها محكمة العدل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة، بعد أن سمعناها تطالب حماس بتسليم الأسرى، ولم نسمعها تطالب إسرائيل بتسليم الأطفال أو وقف إطلاق النار، فغالبية من وقعوا فى أسر الاحتلال كانوا من الأطفال والنساء والشيوخ، يقعون فى الأسر لأنهم نجوا من القتل، فمن ينجو من القصف والصواريخ يتعرض للسجن والأسر.. وسمعنا السفاح نتنياهو وهو يقول على محكمة العدل إنها منظمة سياسية ولا أعترف بقرارها وسأستمر، بل ويتحدث وهو مرتدى الزى العسكرى فى إشارة للاستمرار وأخيرًا رأينا تصريحًا لوزير دفاع الكيان الصهيونى وهو يقول إذا سقط وقف إطلاق نار، لن نفرق بين حزب الله ولبنان، وكأن العالم كله لا يوجد به دم أغلى من دماء الإسرائيلى، أما نحن فدماؤنا أرخص حتى من أن نرد الضربة التى تم تعرضنا لها. ثم بعد كل هذا يصفوننا بالإرهابيين.
من الأعمى الذى يصف الأحداث، إنه يصف المقتول بالإرهابى والقاتل بالبطل فى حرب النور والظلام، لذا من الطبيعى أن نرى إسرائيل تهدد إيران، لكنها توجه ضرباتها إلى لبنان أو سوريا أو العراق، وتارة أخرى إيران تهدد إسرائيل فتضرب من خلال سوريا أو لبنان أو العراق، فترد عليها إسرائيل وتقصف بجنون تلك الدول أيضا، فمنذ استشهاد هنية لم تفعل إيران سوى التهديد، وحتى حين قررت قصف إسرائيل، كان بمسيرات عشوائية مضحكة، ربما حتى لا يأتى الرد الإسرائيلى جارحًا لإيران، لكن من العادى أن تجرح العربي.
فهل أصبح العرب دروعًا بشرية لإيران، وهل أصبح العرب مثل عساكر الشطرنج، دورهم الوحيد الموت من أجل الملك، أو لفتح الطرق أمامه؟
ثم تأتى تصريحات ترامب، ولازلت عند رأيى السابق أنها مجرد فرقعة إعلامية لإرضاء اللوبى اليهودى، ونسبة تطبيق ما قاله ضعيفة للغاية، لكننا فى توقيت وتطور للأحداث يجعل الاحتمالات الضعيفة أيضًا قائمة ولا يمكن تجاهلها، خاصة أنه هدد وبوضوح بإشعال الشرق الأوسط إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى.. الجملة التى تضع الجميع تحت الضغط، إذ أنه لم يقل سنشعل إيران وهى المحرك الرئيسى للأحداث؟ هل الرئيس الأمريكى لا يعلم هذا، ولماذا وسع دائرة الانتقام لتشمل الشرق الأوسط بكامله، لماذا يسعى هو ورفيقه نتنياهو لتحويلها إلى حرب إقليمية؟.. يبدو الأمر كله عبارة عن «تلكيكة» بلغتنا العامية، هدفها تفعيل الشرق الأوسط الجديد، لنرى العالم يعترف بأراضٍ جديدة لإسرائيل مقابل وقف إطلاق النار.
وهل سنرى اتفاقيات جديدة تسرى!!!
من انتبه للتغييرات التى أحدثها ترامب فى حكومته، وهى حكومة رجال أعمال بداية من إيلون ماسك، ومن المتعارف عليه فى أنه فى حال دخول رجل الأعمال المعركة فالمصالح سوف تصبح فوق كل اعتبار، وما يحدث فى سوريا بالتزامن مع ما يحدث فى فلسطين ولبنان والسودان أيضا ما هو إلا تمهيد لتكوين الشرق الأوسط الجديد، الذى سبق وأسهبنا فى الحديث عنه فى مقال منفصل.
وهنا نطرح كل الأسئلة: هل سنرى الإيرانى والإسرائيلى والأمريكى فى جلسة مفاوضات؟ أم سيستمر التدمير؟.. وهل هو تدمير منظم وممنهج مثل هدم البيت لبناء بيت آخر بتقسيمات مختلفة، أم أنه هدم عشوائي؟.. وفى النهاية ما زالت التوقعات مستمرة والسيناريوهات كثيرة تكتب حتى اللحظة الأخيرة.