الجمعة 6 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

قائد الفالوجا يتحدث إلى "روزاليوسف": الجندى المصرى محارب مثالى إذا زود بالسلاح

أوفدت «روزاليوسف» مندوبها الحربى إلى العريش لمقابلة الضبع الأسود.. أو الأميرالاى السيد طه بك، قائد القوات المصرية فى الفالوجا.



وقد قابله مندوبنا فى غرفته الخاصة، التى لا يزيد طولها على مترين، وعرضها عن متر ونصف المتر، وقد أثثت بأثاث بسيط، يتكون من «فراش» سفرى وكرسيين.

قال مندوبنا:

- ما هى أدق لحظة مرت بكم إبان الحصار؟

فأجاب:

- هى اللحظة التى ساءت فيها حالة الجرحى، وكانت الأدوية والأطعمة قد فرغت.. ورفض الجرحى ترحيلهم إلى مستشفى يافا العسكرى، فعندئذ وجدت نفسى أمام أبطال يفضلون الموت على الأسر.. وهطلت الدموع من عينى لأول مرة فى حياتى!

وسأله مندوبنا عن رأيه فى اليهود كمحاربين.. فأجاب:

- إنهم فى الواقع قد حاربوا كجنود مدربين تمام التدريب، فضلا عن امتيازهم بالغدر والخداع، ولكن ذلك كله يذوب ويتلاشى إذا كان خصمهم شجاعا، صبورا، يقظا.

وعاد مندوبنا يسأل:

- وما رأيكم فى الجندى المصرى كمحارب، وهل يمكن اعتباره جنديا مثاليا؟

فأجاب سعادته:

- لا يستطيع أحد أن يتجاهل شجاعة الجندى المصرى وعظمته وقوته.. هذه المميزات التى مكنته من المحافظة على تاريخه المجيد وتقاليده السابقة وتراثه الخالد.. ولكنه مع ذلك تنقصه الأسلحة ولو توافرت له الأسلحة، والرعاية الحكومية واحترام الشعب، لأصبح بغير جدال الجندى المثالى الكامل.

وسأل مندوبنا «الضبع الأسود» سؤالا فنيا عسكريا فقال له:

- هل يجوز أن يستسلم القائد لإنقاذ قواته من الإبادة والفناء، أم يتعين عليه أن يدافع حتى آخر طلقة وآخر رجل.. مع اقتناعه بفشل المقاومة؟

 

فأجاب:

- يجوز أن يستسلم القائد إذا كانت الظروف تستدعى ذلك، ولا عار عليه إطلاقا طالما هو قد أدى واجبه وبذل الدماء.. ولكن المهم فى الإجابة عن هذا السؤال هو أن ذلك يتوقف كثيرا على الروح المعنوية للجنود من مختلف الرتب.

ومن الأخبار التى تواردت عن القوات المصرية فى الفالوجا، أنهم كانوا يدخنون «التتن» وهو نوع ردىء من الدخان ينبت محليا فى أرض الفالوجا ويمتاز برائحة ثقيلة تزهق الصدور.

وقد قال مندوبنا للضبع الأسود:

- ما رأى سعادتكم فى «التتن»؟

وهنا ضحك البطل بملء صدره، وتنفس الصعداء وهو يقول:

- هذا سؤال يضحكنى، ويذكرنى بمأساة «التتن»! لقد كنت أفضل وكان الجميع يفضلون أن نحارب تحت أى ظروف، ولا ندخن «التتن» ولكن المزاج - كالحب - أعمى.

والمضطر يشرب التتن!