الإثنين 22 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
متى نحارب العدو؟!

متى نحارب العدو؟!

ربما قبل أن يعود بعض الرؤساء والملوك المشاركين فى «قمة الدوحة» إلى عواصم بلادهم «العربية والإسلامية» بعد أن أصدروا بيانهم الختامى بشأن البطش العسكرى الإسرائيلى، كانت تل أبيب قد حركت قواتها البرية لاقتحام غزة فى تحدٍ فاجر جديد تؤكد به حجم الاستهانة التي تتعامل بها مع دول المنطقة.



صباح اليوم التالى وبينما غزة قيد الدمار والقتل العشوائى، أصدرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التي شكلتها الأمم المتحدة تقريرها الأحدث عن الأوضاع فى فلسطين المحتلة.

ورغم أن التقرير أكد أن ما ارتكبته وترتكبه إسرائيل هو « إبادة جماعية» و«جرائم حرب» مكتملة الأركان إلا أن ما ورد فى نصه «غير المتحفظ» لا يُقارن بما كتبته رئيسة اللجنة «نيفى بيلاى» فى مقال منشور بجريدة «نيويورك تايمز»..وأخطر ما فيه:

 - أن نتيجة قتل أكثر من 64 ألف فلسطينى (بينهم 18 ألف طفل و10 آلاف امرأة) هو انخفاض متوسط العمر المتوقع فى غزة من 75 عامًا إلى 40 عامًا تقريبًا وهو أحد أكبر الانخفاضات المسجلة.

 -وأن « المجاعة استُخدمت كسلاح فى الحرب»، والنظام الطبي «دُمر عمدًا».

 -الأطفال تعرضوا للتجويع وإطلاق النار، ودُفنوا تحت الأنقاض.. و«بمعدل كل ساعة يموت طفل».

 - «هذه ليست حوادث حرب.. بل أفعال محسوبة لتدمير شعب».

 -إثبات الإبادة الجماعية لا يتطلب الفعل فقط، بل أيضًا يتطلب النية، والأدلة على تلك النية واضحة.. فكبار القادة الإسرائيليين بمن فيهم رئيس الوزراء جردوا الفلسطينيين من إنسانيتهم، لدرجة أن «جالانت» وزير الدفاع وقت هجمات 7 أكتوبر قال : «نحن نقاتل حيوانات بشرية» !.

 -القصف العشوائى جعل غزة «غير صالحة للسكن».. ومنع المساعدات الإنسانية والحصار «كان يهدف إلى تجويع السكان حتى الموت»، وفلسطينيون قُتلوا وأطفال أُطلق عليهم النار أثناء سعيهم للحصول على الغذاء فى مواقع «مؤسسة غزة الإنسانية» وهى كيان مدعوم من إسرائيل والولايات المتحدة.

ومع تأكد وقوع الإبادة الجماعية وتجاوزها كل حدود الخطر الجسيم تساءلت «نيفى بيلاى»: ماذا يعنى هذا للمجتمع الدولى؟

وأجابت: يعنى أن التزاماته ليست اختيارية.. وهذه الالتزامات تتطلب:

وقف نقل الأسلحة والدعم العسكرى المستخدم فى أعمال الإبادة الجماعية، ووقف النزوح الجماعى والدمار، واستخدام جميع الوسائل الدبلوماسية والقانونية المتاحة لوقف القتل.

هذه السيدة الجنوب أفريقية من أصل هندى التي تجاوزت الثمانين من عمرها والتي تواصل مهمتها كرئيسة لتلك اللجنة منذ 2021 قالت إنها لا تكتب ذلك بوصفها خصمًا لإسرائيل ولكنها توقن أنه «لا جريمة مهما بلغت خطورتها تبرر الإبادة الجماعية» وأن عدم القيام بشيء تجاه ما ترتكبه إسرائيل «ليس حيادًا بل تواطؤ» وأن المجتمع الدولى يفشل اليوم مجددًا فى غزة رغم أن «الحقائق تُنشر يوميًا، والتحذيرات لا لبس فيها، والقانون واضح».. وقالت إن اتفاقية منع الإبادة الجماعية لا معنى لها إذا انطبقت على البعض دون غيرهم، وأن مجلس الأمن يجب ألا يكون «مقبرة للضمير»!

هل تلك الشهادة -كعشرات ومئات غيرها خرجت على مدار عقود- تغير أى شىء أو تؤدى إلى أى نتيجة؟

جميعنا نعلم أن الإجابة: «لا».. وستظل كذلك ما دمنا نغفل حقيقة أن «العدو» لا يمكن إلا أن يظل عدوًا وأن حربنا معه لا بُد أن تظل مستمرة.

والحرب ليست فى ميادين القتال فقط.