
كريمة سويدان
أنا وقـلمى.. «مصر».. الصخرة غير القابلة للتحريك
مما ﻻ شك فيه أن الدولة المصرية مستهدفة بكمّ من الشائعات منذ أحداث يناير «2011» والكل يعلم أن ذلك يحدث بسبب أن مصر هى الدولة الوحيدة المستقرة فى منطقة الشرق الأوسط، وهى الدولة الوحيدة التى تمتلك أقوى جيش فى المنطقة، ناهيك عن قدرتها على حماية الأمن المصرى والعربى، والدليل على ذلك الدعم المستمر والقوى للشعب الفلسطينى فى جميع الأوقات والأزمات والحروب التى تعرض لها الشعب الشقيق مؤخرًا، لذا فهى تتعرض دائمًا من جميع الإتجاهات للشائعات التى تستهدف التشكيك فى الدور المصرى على الساحة العربية والدولية، حيث تم مؤخرًا رصد أكثر من ثمانية آﻻف شائعة كاذبة فى مجاﻻت متعددة فى شهر واحد فقط، والترويج لها من خلال مواقع التواصل الاجتماعى.
ورغم تصريح أكبر مسئولة اقتصادية- السيدة الحديدية كريستالينا جورجييفا فى صندوق النقد الدولى- بأن ما تشهده مصر من ظروف اقتصادية صعبة بسبب المتغيرات الإقليمية هو الذى دفعها لأن تطالب بضرورة مراجعة الصندوق فى القروض المفروضة عليها، إﻻ أن السيدة الحديدية قد أعلنت- وبكل صراحة- أن هذا المطلب المصرى ليس بسبب أى أخطاء من الجانب المصرى، وإنما بسبب ظروف قهرية خارجة عن الإرادة المصرية، ورغم هذه التصريحات الواضحة والحقيقية نجد أن هناك بعض المصريين يميلون لتصديق مثل هذه الشائعات الكاذبة والمغرضة دون تفكير، رغم ترديدها من المغرضين مروجى الدعاية السوداء التى يبثها أعداء مصر من الخارج، مستغلين ارتفاع الأسعار والمعاناة الاقتصادية التى يعانى منها المصريون لنشر مثل هذه الشائعات فى محاولة للنيل من معنويات ووحدة وتماسك الشعب المصرى الأصيل، ولا ننسى هنا ورغم كل محاوﻻت التشكيك أو نتغافل عن أن مصر مصممة على المضى فى الإصلاح الاقتصادى للبلاد على المستوى الداخلى، كما أنها لم ولن تتوقف جهودها المستمرة لوقف حرب الإبادة الصهيونية الغاشمة وكشف جرائمهم ضد الشعب الفلسطينى واللبنانى أمام العالم كله، رغم أنف كل هجمات الصحافة الإسرائيلية المتتالية على مصر وجيشها ورئيسها، ولكن مصر كالصخرة غير القابلة للتحريك من مكانها الثابت.. والملتزمة بممارسة سياسة واضحة نحو نصرة الحق، وأدعو المصريين جميعًا أن يدركوا أننا نمر بظروف استثنائية صعبة بسبب المتغيرات الجارية فى العالم كله بوجه عام، وفى منطقة الشرق الأوسط بوجه خاص، ساندوا وادعموا دولتكم، ساعدوا بعضكم البعض على زيادة الوعى لدى بعض المصريين الذين يصدقون هذه الشائعات حتى ﻻ يصبحون أهدافًا سهلة لها، كما أن الدولة- بجميع أجهزتها- مطالبة بتوفير المعلومات الصحيحة بشفافية تامة، لحماية شعبها من الانزﻻق نحو تصديق الشائعة، كما أنها مطالبة أيضًا بسرعة الرد على الشائعة سواء فى الداخل أو فى الخارج بالحقائق المدعمة بالأدلة والبراهين.. وتحيا مصر.