قمة البحث عن حلول للتحديات التى يواجهها العالم
داليا طه
انطلقت أعمال قمة مجموعة العشرين فى مدينة ريو دى جانيرو جنوب شرقى البرازيل؛ حيث يجتمع قادة من الدول صاحبة أكبر 20 اقتصادًا فى العالم، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبى والإفريقى، وتعقد القمة فى ظل ضغوط شديدة ما بين ضرورة التوصل إلى تسوية حول المناخ والخلافات الكبيرة فى وجهات النظر حول أوكرانيا والشرق الأوسط، ووسط ترقب قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.. وقبل انعقاد القمة الراهنة رصد الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا لهذه القمة ثلاثة أهداف: أولها محاولة إقناع القادة المجتمعين فرض ضريبة عالمية على أرباب المليارات، وثانيها تشكيل تحالف للحد من الجوع والفقر، وثالث تلك الأهداف هو إصلاح منظمات دولية كالأمم المتحدة، بحيث تمنح الدول النامية مزيدًا من الثقل.
الأهمية
انعقاد قمة مجموعة الـ20 فى هذا التوقيت له أهمية كبيرة، بسبب طبيعة التحديات التى يواجهها العالم فى هذه المرحلة، خاصة وأن العالم فى الوقت الراهن يشهد تداخل أكثر من نوع من التحديات والمشكلات فى الوقت نفسه، وعليه يعول على مجموعة الـ20 للإسهام فى فتح آفاق للحل واختبار أفكار جديدة للتحديات التى يواجهها.
هناك بالتأكيد التحدى الجيوسياسى والصراعات المسلحة الدائرة والمعقدة فى أكثر من مكان بمعدلات ودرجة من الحدة لم نشهدها منذ عقود طويلة فى الحقيقة، فإنه وللمرة الأولى يتصاعد الصراع المسلح فى أوروبا بهذه الكثافة.
وبجانب الصراع فى الشرق الأوسط والحرب الإسرائيلية فى غزة ولبنان، على الجانب الآخر نشهد حاليًا نظامًا اقتصاديًا دوليًا يواجه تحديات كبيرة جدًا، إذ لم يتعاف العالم بعد من آثار جائحة كورونا وآثار التضخم الذى تبع الجائحة.عندما يشتبك الصراع المسلح فى أوكرانيا والصراع المسلح فى الشرق الأوسط، مع أزمة اقتصادية كبيرة منعكسة فى مظاهر مختلفة، من أهمها التضخم وأزمة الديون السيادية الهائلة التى تعانيها غالبية دول العالم، وتمثل خطورة أكثر حدة على الدول متوسطة النمو، يعنى أن العالم يمر بمرحلة غير مسبوقة.
وتعد مجموعة الـ20 منتدى للتعاون الاقتصادى والمالى يضم 20 عضوًا يمثلون أكبر الاقتصادات، إضافة إلى منظمات دولية تلعب دورًا محوريًا فى الاقتصاد والتجارة فى العالم، وتأسست عندما قرر وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية فى الدول الأعضاء فى مجموعة السبع الكبار فى قمة المجموعة عام 1999 توسيع المجموعة وضم نظرائهم فى دول مجموعة الـ20، وفى أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008 رفع مستوى المشاركة فى اجتماعات قمة مجموعة الـ20 إلى مستوى الرؤساء.
وتجتمع المجموعة سنويًا فى إحدى الدول الأعضاء فيها، ويمثل أعضاؤها نحو 60 فى المئة من سكان العالم، وما يقدر بـ85 فى المئة من إجمالى اقتصاده، فضلًا عن نحو 75 فى المئة من حجم التجارة العالمية.
قضايا المناخ
تناولت قمة مجموعة العشرين قضايا المناخ التى تساهم فيها معظم الدول المشاركة، مشيرة إلى أن ما تم مناقشته فى القمة يُعد تحفيزًا وأملًا فى الوصول إلى مستقبل أكثر استدامة خاصة وأنه منذ أكثر من 3 سنوات والحوار يدور حول إدخال القطاع الخاص مع الحكومى من أجل أن يكونوا يدًا بيد فى استثمارات مناخية، بهدف تعزيز العمل البيئى والمناخى، مشيرة إلى أنه من المؤكد أن وجود القطاع الخاص سيساهم فى إيجاد بدائل حقيقية للمشكلات البيئية وتحديدا استخدام الوقود الأحفورى بما فيه الفحم والنفط والغاز.
كما تناولت قمة العشرين أيضًا محور التمويل؛ إذ يجب أن تخرج المناقشات بهدف كمى جمعى جديد من أجل تمويل تغيُّر المناخ. هذا التجمع الاقتصادى الضخم، الذى من المقرر أن يستمر على مدى يومين، يحسر الضوء عن الولايات المتحدة، لا سيما بعد إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب الذى يتبنى «خطًا انعزاليا».
وتعهّد قادة دول مجموعة العشرين فى بيان مشترك التعاون لفرض «ضريبة فعّالة على أثرى أثرياء العالم»، وهى مبادرة دعمها بقوة مضيف القمة الرئيس اليسارى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وقال زعماء أكبر 20 قوة اقتصادية فى العالم التى استمرّت يومين «سنسعى، فى ظلّ الاحترام الكامل للسيادة المالية، إلى الانخراط بطريقة تعاونية لضمان فرض ضرائب فعّالة على الأكثر ثراء».
ويسعى رؤساء دول وحكومات القوى الاقتصادية الكبرى المتطورة والناشئة، وفى طليعتهم الرئيس الأمريكى جو بايدن فى أواخر ولايته ونظيره الصينى شى جينبينج، لإحراز تقدم حول مسألة تمويل سبل التصدى للتغير المناخى.
فما هى مجموعة العشرين؟
مجموعة العشرين هى منتدى للتعاون الاقتصادى والمالى بين هذه الدول وجهات ومنظمات دولية تلعب دورًا محوريًا فى الاقتصاد والتجارة فى العالم، وتجتمع سنويًا فى إحدى الدول الأعضاء فيها. وكان وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية فى الدول الأعضاء فى مجموعة السبعة الكبار قد قرروا فى قمة المجموعة عام 1999 توسيع المجموعة وضم نظرائهم فى دول مجموعة العشرين.
وجاء القرار حين ساد الاضطراب أسواق المال العالمية بسبب الأزمة الآسيوية فى ذلك العام. لكن فى أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008 رُفع مستوى المشاركة فى اجتماعات قمة مجموعة العشرين إلى مستوى الرؤساء.
أعضاء المجموعة
الاتحاد الأوروبى والأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وتتناوب الدول الأعضاء على رئاسة مجموعة العشرين كل عام، وتؤدى دولة الرئاسة دورًا قياديًا فى إعداد برنامج الرئاسة وفى تنظيم قمّة القادة التى يحضرها قادة الدول أو الحكومات. وفى القمة يُصدر القادة بيانًا ختاميًا بناء على الاجتماعات التى تعقد طوال العام.
المنظمات والهيئات
صندوق النقد الدولى والبنك الدولى ومنظمة التجارة الدولية ومجلس الاستقرار المالى ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادى ومنظمة العمل الدولية والأمم المتحدة. كما يحق لرؤساء الدول المشاركة فى القمة دعوة زعماء من خارج المجموعة.
المجموعة ليست منظمة دولية لكنها أشبه بمنتدى غير رسمى وبالتالى لا تتخذ المجموعة قرارات ملزمة قانونيًا للدول الأعضاء فى المجموعة. كما لا تملك المجموعة سكرتارية دائمة أو موظفين ثابتين، والرئاسة فيها دورية.
ومنذ الأزمة المالية العالمية 2008 باتت القمة سنوية ويحضرها وزراء المالية ومديرو البنوك المركزية فى الدول الأعضاء فى المجموعة.
القضايا المطروحة
نمو الاقتصاد العالمى والتجارة الدولية وتنظيم أسواق المال العالمية وتقوية النظام المالى العالمى وتعزير آليات الرقابة عليها لمنع تكرار الأزمة المالية العالمية التى شهدها العالم عام 2008، وعدم ترك أى قطاع من السوق المالية العالمية بعيدًا عن الرقابة، ومحاربة التهرب الضريبى وتفادى المنافسة عن طريق تخفيض الضرائب.
التركيز على تحقيق نمو دائم ومستمر ومتوازن للاقتصاد العالمى وتعزيز فرص التشغيل والتوظيف. ومنذ قمة واشنطن التى عقدت عام 2008 أصبحت التجارة العالمية أحد أهم البنود على جدول أعمال قمة المجموعة بسبب العلاقة الوثيقة بين حرية التجارة العالمية والحد من البطالة.
التغُّير المناخى وسياسات التنمية وأسواق العمل وقوانينها ونشر التقنية والهجرة وقضية اللجوء ومحاربة الإرهاب.