
محمد مصطفى سالم
فوز «ترامب» وتداعياته على العدوان على غزة
هذه المرة لن أكتب مقالاً كما اعتدت، ولكننى سأعرض رؤية تنطلق من الإجابة على سؤال ماذا عن تداعيات فوز دونالد ترامب على حرب الإبادة فى غزة، تشير أغلب التوقعات المنتشرة فى الآونة الأخيرة أن فوز ترامب يعنى استمرار الحرب، وأنه مؤيد تماما للحرب ولسياسة الكيان الصهيونى المتبعة، وهو ما أكد عليه فى العديد من مؤتمراته الانتخابية
ولكن لماذا لا يكون هذا التأييد هو مجرد خدعة من ترامب لرجال الأعمال اليهود وللكيان الصهيونى حتى يحصل على دعم تام منهم؟، وكما اعتدت فى كتاباتى لا أتحدث إلا بوقائع ودلائل، ومن ثم أربط بينها لأطرح رأيى بموضوعية، فى تقديرى أن ترامب لن يتحرك خارجيا إلا عندما يحكم سيطرته داخليا، فمنذ عام تقريبا أو أكثر ظهر دونالد ترامب فى مؤتمر وهو يقول عندما يتم انتخابى سوف أدمر الدولة العميقة فى أمريكا وقال بوضوح أنهم لا يريدون حريتى لأننى لن أعطيهم حريتهم، ومن بعدها نرى اقتحام منزل ترامب بتهمة تسريب وثائق سرية والعديد من التهم الأخرى من ضمنها التزوير، فهل هناك جبهة داخلية لا تريد ترامب وهل هناك صراع داخلى وتصفية حسابات سنراها قريبا فى الولايات المتحدة الأمريكية، فأنا لا أعنى أن ترامب سينهى الحرب ولكنى أرى أنه سوف يهدئها أو يطالب بوقف إطلاق النار وخصوصا أن الكيان قام بتصفية أبرز القيادات المناضلة ضده وأصبح من الممكن أن يسعى ترامب على الحد من جموحه حتى يحكم قبضته داخليا، لذا فإننى أعتقد أن ما يشغل عقل ترامب الآن هو الانتقام لذاته وتصفية أعدائه الذين وصفهم بالدولة العميقه، فهو رجل أعمال مصلحته نفسه فقط والآن مصلحته ليست فى الانشغال خارجيا، كما أنه لم يكمل مشروعه المعروف بالتطبيع، فمن الممكن أن يهدئ الحرب ومن ثم يدفع باتجاه اتفاقيات سلام أو تطبيع جديدة
وفى النهاية هذا مجرد توقع أو احتمال وسيناريو مطروح على الساحة، فالسياسة ليس لها سيناريو واحد، السياسة لها ألف سيناريو والمعارك السياسية ليست بالمعارك التى من السهل توقع نهايتها
فدعنا نرى عزيزى القارئ أى السيناريوهات سوف يتحقق.