ترامــب استكمال سياسات الولايــة الأولـــى
![](/UserFiles/News/2024/11/02/62333.jpg?241103100000)
آلاء شوقى
أشارت تصريحات الرئيس الأمريكى السابق والمرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية «دونالد ترامب» إلى سعيه لاستكمال سياساته وإجراءاته التى اتخذها خلال فترة رئاسته الأولى منذ عام 2016 حتى 2020، وهو ما ظهر بوضوح من خلال تعهداته التى صرح بها طوال حملته الانتخابية.. كما نوه إلى رؤيته الخاصة لعدد من القضايا التى تشغل الرأى العام الأمريكى والعالمى والتى تختلف -فى أغلبها- مع منافسته الديمقراطية «كامالا هاريس».
العدوان على «غزة» و«لبنان»
فى أعقاب اندلاع العدوان الإسرائيلى على غزة فى 7 أكتوبر 2023، وعد «ترامب» بالوقوف إلى جانب إسرائيل؛ كما يصف «ترامب» إسرائيل بأنها حليف عزيز.
وفى أول مناظرة إعلامية بينه وبين الرئيس «جو بايدن»، قبل انسحاب الأخير من السباق؛ قال «ترامب» إن: «إسرائيل هى من تريد أن تستمر بالحرب، ويجب السماح لهم بإنهاء عملهم».
ومع ذلك، تعهد ترامب قبيل انتخابات 5 نوفمبر بأيام قليلة بأنه سيحل السلام فى «الشرق الأوسط»؛ متعهدًا بإصلاح المشاكل التى سببتها إدارة «جو بايدن» -حسب قوله-، وإيقاف المعاناة والدمار فى «لبنان».
جدير بالذكر، أن «ترامب» خلال فترة ولايته الأولى كرئيس للولايات المتحدة، اعترف فى عام 2017، بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب. وفى عام 2019، اعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات «الجولان» التى احتلتها إسرائيل من «سوريا»!!
تزايد التوترات فى «الشرق الأوسط»
اتسم نهج «ترامب» فى التعامل مع «الشرق الأوسط» بالموقف العدائى تجاه «إيران»؛ كما رجح المحللون السياسيون أن سياسة المرشح الجمهورى ستكون أكثر عداءً تجاه «طهران». ترجع تلك الترجيحات إلى فترة رئاسة «ترامب» الأولى التى ركز فيها على عزل «إيران»، التى وصفها بأنها «الدولة الرائدة فى رعاية الإرهاب». كما انسحب من الاتفاق النووى الإيرانى فى عام 2018، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية شاملة على البلاد. كما كان من بين قراراته فى منصبه، تصنيف «الحوثيين» كمنظمة إرهابية أجنبية.
الحرب الروسية - الأوكرانية
يزعم «ترامب» أنه قادر على حل الحرب فى أوكرانيا بسرعة. كما قال -أيضًا- إنه لن يلتزم بالموافقة على مساعدات أمريكية إضافية لأوكرانيا إذا أعيد انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة؛ موضحًا أن الدول الأوروبية بحاجة إلى زيادة مساهمتها.
يذكر، أن «ترامب» عمل -فى ولايته الأولى- على تعزيز العلاقات مع الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين»، على الرغم من تمديده العقوبات على «موسكو» بسبب ضمها للأراضى الأوكرانية فى 2014؛ كما انسحب من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى لعام 1987.
الملف الاقتصادى
وشدد «ترامب» على خفض الضرائب، وسياسات تحرير الاقتصاد، ودعم قطاع الصناعة، ومنتجات الطاقة، مؤكدًا أنه سينشئ لجنة كفاءة حكومية تتولى مهمة إجراء مراجعة كاملة للحسابات المالية والأداء للحكومة الفيدرالية بأكملها. كما تعهد البرنامج الجمهورى بإعادة «الولايات المتحدة» إلى ما وصفه بـ(القوة العظمى الصناعية فى العالم)، من خلال إعادة التوازن التجارى نحو الإنتاج المحلي. كما تعهد «ترامب» بفرض تعريفات جمركية عالمية على معظم الواردات، مع فرض تعريفات جمركية أعلى مماثلة لتلك التى تفرضها دول أخرى على المنتجات الأمريكية.
الصحة العامة وقضية الإجهاض
عُرف «ترامب» بتبنيه سياسة مناهضة للإجهاض، حيث قام -فى ولايته الأولى- بإلغاء سياسات سابقة كانت تدعم حقوق الإجهاض.. كما تعهد بتحقيق مزيد من القيود على الإجهاض حال توليه منصب الرئيس من جديد، وتقديم دعم أكبر للمبادرات التى وصفها بأنها تعزز الحياة.
أما فيما يخص الرعاية الصحية، فيذكر أن «ترامب» كان ولا يزال يعارض نظام (أوباما-كير)، وسعى إلى إلغائه، من أجل تقليل التدخل الحكومى فى الرعاية الصحية.
التعاون مع حلف (الناتو)
جدد «ترامب» موقفه من حلف (الناتو) الذى سار عليه فى ولايته الأولى، إذ أكد قبيل انتخابات 2024 أن «أمريكا» تنفق مليارات الدولارات فى الحلف العسكرى بينما لا تفعل «أوروبا» ذلك؛ مؤكدا أنه سينهى ذلك. يذكر أن «ترامب» فى ولايته الأولى، استفز الحلفاء الأوروبيين، وهددهم بالتخلى عن تحالف الدفاع المتبادل الذى يعود إلى حقبة الحرب الباردة؛ متعهدًا بتقييم دور «الولايات المتحدة» فى حلف (الناتو)، مثلما سيفكر فى تقليص مشاركة «واشنطن» فى التكتل بشكل كبير.
مواجهة نفوذ الصين والتعامل مع تايوان
على المستوى الاقتصادى.. سيسعى «ترامب» إلى مواجهة «الصين» بشأن ما يقول إنه مجموعة من الانتهاكات الاقتصادية، مثل: سرقة الملكية الفكرية، والتلاعب بالعملة، ودعم الصادرات، والتجسس الاقتصادى، وغير ذلك من اتهامات؛ مؤكدًا أنه سيتخذ إجراءات صارمة بحجة حماية العمال الأمريكيين، وتقليص العجز التجارى الثنائى الكبير للولايات المتحدة. كما تعهد بأن سياساته ستقضى تمامًا على الاعتماد على «الصين» فى جميع المجالات الحيوية، بما فى ذلك: الإلكترونيات، والصلب، والأدوية، وغيرها.
يذكر، أن «ترامب» فى ولايته الأولى بدأ حربًا تجارية مع «الصين»، إذ فرض تعريفات جمركية بلغت فى المتوسط 18% على سلع صينية، قيمتها مئات المليارات من الدولارات. كما اقترح مضاعفة هذه التعريفات ثلاث مرات إذا أعيد انتخابه؛ متعهدًا أنه سيتبنى خطة مدتها 4 سنوات للتخلص التدريجى من واردات (السلع الأساسية) من «الصين».
أما أزمة «تايوان».. فيختلف نهج «ترامب» عن إدارة «بايدن-هاريس»، إذ قال، إنه: «ينبغى على «تايوان» أن تدفع مقابلًا، للدفاع عنها، لأنها لا تقدم للولايات المتحدة أى شيء».
الهجرة وأزمة الحدود
موقف «ترامب» كان ولا يزال صارمًا تجاه المهاجرين، إذ وعد ترامب بتنفيذ «أكبر عملية ترحيل محلية فى تاريخ أمريكا»؛ متعهدًا بإنهاء -ما وصفه- بغزو المهاجرين فور أدائه قسم اليمين، وترحيل مليونِ مهاجر على الأقل. كما دعا -فى سابقة من نوعها - إلى فرض عقوبة الإعدام على أى مهاجر يقتل مواطنًا أمريكيًا، دون النظرِ للقانون وقال «ترامب» -أيضًا- إنه سيوسع حظر السفر الذى فرضه فى ولايته الأولى على الأفراد من الدول والأقاليم والأماكن التى تعانى من الإرهاب، إلى جانب إعادة فرض القيود على طلب اللجوء، ومحاولة إنهاء منح الجنسية للأطفال المولودين لمهاجرين غير شرعيين.