الجمعة 29 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هاريس السير على نهج «بايدن».. ولكن بشروط

أوضحت تصريحات نائبة الرئيس الأمريكى والمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة لعام 2024 «كامالا هاريس» - منذ إعلان ترشحها- أنها سوف تسير على نفس نهج الرئيس «جو بايدن» مع وجود بعض الفروق الصغيرة فى ردود الفعل، إذ تسعى لاستكمال مشوار برنامج «بايدن-هاريس».



 

العدوان على  «غزة» و«لبنان»

تدعم «هاريس» -ما وصفته- بحق إسرائيل فى الدفاع عن النفس، ولكنها كانت صريحة -أيضًا- بشأن الخسائر، التى يتكبدها المدنيون الفلسطينيون فى خضم العدوان الإسرائيلى. 

ومع ذلك، دعمت المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.. وقالت -أيضًا- إنها ستواصل سياسة إدارة «بايدن-هاريس» بشأن تسليح إسرائيل.

وفى الوقت ذاته، أعلنت «هاريس» تأييدها وقف إطلاق النار الفورى فى «غزة»، والإفراج عن المحتجزين، فضلًا عن حل الدولتين للصراع الإسرائيلى - الفلسطينى المستمر منذ فترة طويلة، حيث شددت على ضرورة أن يتمتع الفلسطينيون بالأمن، وتقرير المصير، والكرامة التى يستحقونها بجدارة.

كما أعربت عن اعتقادها أن الدبلوماسية هى الحل لتحقيق الاستقرار عبر الحدود بين إسرائيل «ولبنان»؛ متعهدة ببذل قصارى جهدها لتحقيق وقف إطلاق النار فى «لبنان».

 

تزايد التوترات فى «الشرق الأوسط»

 

تركز «هاريس» فى سياستها على «الشرق الأوسط» فى تحجيم «إيران»، إذ قالت إن إحدى أولوياتها القصوى، هى ضمان عدم تمكن «إيران» أبدًا من تحقيق القدرة على أن تكون قوة نووية، إلا أنها أخبرت مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى -فى وقت سابق- أنها ستعود للانضمام إلى الاتفاق النووى الإيرانى لعام 2015، إذا عادت «طهران» إلى الامتثال. 

كما أكدت أنها ستتخذ أى إجراء ضرورى للدفاع عن القوات الأمريكية ضد «إيران» ووكلائها، وذلك بعد أن ضربت القوات العسكرية الأمريكية أكثر من 85 هدفًا يقال أنه مرتبط بإيران فى «العراق، وسوريا»، ردًا على استهداف ثلاثة من أفراد الخدمة الأمريكية فى المنطقة فى يناير 2024.

 

الحرب الروسية - الأوكرانية

 

أكدت «هاريس» استمرار دعم «الولايات المتحدة» للجهود الدفاعية التى تبذلها «أوكرانيا» ضد «روسيا»، ما دام ذلك ضروريًا، من أجل مواجهة التهديد الذى قد يشكله انتصار «روسيا» على بقية «أوروبا». 

كما قالت إن أى مفاوضات مع الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» لا يمكن أن تتم دون مشاركة «كييف».

يذكر أن «هاريس» خلال توليها منصب نائب الرئيس الأمريكى شجعت الكونجرس على منح «كييف» عشرات المليارات من الدولارات فى شكل مساعدات مالية؛ كما حشدت -فى الوقت ذاته- أصوات الدول الحلفاء لواشنطن، لفرض عقوبات على «موسكو». 

 

 الملف الاقتصادى

شددت «هاريس» على الاستثمار العام فى البنية الأساسية، والطاقة الخضراء، وتوسيع مزايا ودعم الطبقة المتوسطة كهدف لرئاستها للولايات المتحدة؛ وذلك إلى جانب تغطية تكاليف زيادة الإنفاق، والسعى إلى زيادة الضرائب على الشركات والأمريكيين الأكثر ثراءً.

وفيما يخص التجارة، فأكدت «هاريس» على أهميتها للنمو الاقتصادى، لكنها تزعم أن الاتفاقيات التجارية يجب أن تحمى العمال الأمريكيين من الممارسات غير العادلة فى الخارج.

كما عارضت التعريفات الجمركية الواسعة النطاق، والتى زعمت أنها تساهم فى زيادة التضخم الأمريكي؛ معربة عن رغبتها فى إصلاح منظمة التجارة العالمية.

 

الصحة العامة وقضية الإجهاض

 

تعهدت «هاريس» بدعم السياسات التى تعزز حقوق المرأة، وتعزيز التمويل للبرامج الصحية التى تخدم المجتمعات المحرومة. 

وتدعم «هاريس» حقوق الإجهاض بشدة، وتؤكد على أهمية حماية حق المرأة فى اتخاذ قراراتها بشأن جسدها؛ كما تعمل على سن تشريع يحمى حقوق الإجهاض فى مواجهة التهديدات المحتملة.

هذا، وروجت المرشحة الديمقراطية لنظام رعاية صحية شامل، يهدف إلى توسيع الوصول إلى التأمين الصحى، وخفض تكاليف الرعاية. كما تدعم خطة (ميديكير للجميع)، وتعتبرها وسيلة لضمان الرعاية الصحية للجميع. 

يذكر، أن إدراة «بايدن-هاريس» أصدرت أمرًا تنفيذيًا يتراجع عن قرار «ترامب» بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية، التى تعد «الولايات المتحدة» أحد أكبر المانحين لها.

 مواجهة نفوذ الصين والتعامل مع تايوان

ترى «هاريس» أن «الولايات المتحدة» يجب أن تخفف من المخاطر، وليس أن تنفصل عن «الصين»؛ متعهدة -فى الوقت ذاته- بضمان فوز «أمريكا»، وليس «الصين» حال دخولهما المنافسة على القرن الحادى والعشرين. 

يأتى ذلك على خلفية اتهام «هاريس» لبكين بأنها مسئولة عن سرقة الملكية الفكرية، وتشويه الاقتصاد العالمى، من خلال الصادرات المدعومة بشكل غير عادل.

يذكر، أن إدارة «بايدن-هاريس» فرضت قيودًا صارمة على صادرات المنتجات عالية التقنية إلى «الصين»؛ كما اقترحت قيودًا على الواردات من «بكين» التى تعتبرها خطيرة.

أما فيما يخص أزمة «تايوان»، فأكدت «هاريس» أنها ستحافظ على سياسة (الصين الواحدة)، التى تنتهجها «الولايات المتحدة» منذ فترة طويلة، مع دعم قدرة «تايوان» -فى الوقت ذاته- على الدفاع عن نفسها، بما يتماشى مع السياسة الأمريكية الحالية المتمثلة فى (الغموض الاستراتيجى) تجاه الجزيرة.

 

الهجرة وأزمة الحدود

 

على العكس من «ترامب».. تسعى «هاريس» إلى إصلاح شامل لقوانين الهجرة، حيث تدعم تقديم مسارات قانونية للمهاجرين، كما تدافع عن الإصلاح الشامل للهجرة. 

ووعدت المرشحة الديمقراطية بإصلاح نظام الهجرة التى وصفته بالمحطم، بما فى ذلك: إعادة مشروع قانون أمن الحدود الحزبى، الذى فشل تمريره مرتين فى الكونجرس، وتوقيعه ليصبح قانونا. 

يذكر، أن إدارة «بايدن-هاريس» أعادت العمل ببرنامج القاصرين من أمريكا الوسطى، والذى سمح لآلاف الأطفال بالحصول على وضع اللاجئ، أو الإقامة القانونية المؤقتة، قبل السفر إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. كما سعت الإدارة إلى إعادة بناء برنامج إعادة توطين اللاجئين فى «الولايات المتحدة».

التعاون مع حلف (الناتو)

 

تعهدت «هاريس» بالتزام تعاون «الولايات المتحدة» مع حلف شمال الأطلسى (ناتو)؛ وبضمان أن تمتلك «الولايات المتحدة» أقوى قوة قتالية وأكثرها فتكًا فى العالم. 

كما وصفت (الناتو) -مرارًا وتكرارًا- بأنه أعظم تحالف عسكرى عرفه العالم على الإطلاق. ومع ذلك، تشير بعض الدلائل إلى أنها قد تطالب الدول الأوروبية بزيادة دعمها للحلف، دون التخلى عنه.

يذكر، أنه فى أعقاب الحرب الروسية- الأوكرانية فى عام 2022، دعمت إدارة «بايدن-هاريس» توسع (الناتو)، من خلال الضغط من أجل الموافقة على طلبات انضمام «فنلندا، والسويد».