
الفت سعد
أحلف بسماها .. فى بيتنا مريض زهايمر
تحوّل الزهايمر إلى ظاهرة عالمية بعد تزايد مرضاه بشكل ملحوظ حتى إن الأمم المتحدة قد حددت يوما عالميا للزهايمر فى 21 سبتمبر من كل عام، والعام الماضى أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريراً مهماً أشارت خلاله أن عدد مرضى الزهايمر والخرف قد وصل 55 مليون شخص على مستوى العالم، يعيش أكثر من 60٪ منهم فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وتمثل النساء النسبة الأكبر عن الرجال، كل عام يسجل ما يقرب من 10 ملايين حالة جديدة بمعدل مريض جديد كل 3 ثوان، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 78 مليونا بحلول 2030 وإلى 139مليون مريض بحلول 2050، ما لا يعرفه الكثيرون أن الخرف أصبح السبب الرئيسى السابع للوفاة وأحد الأسباب الرئيسية للإعاقة والاعتماد على الآخرين بين كبار السن.. فى عام 2019 كلف الزهايمر بلاد العالم 1.3 تريليون دولار أمريكى من بينها التبرعات من الرعاة غير الرسميين للمنظمات الأهلية المعنية بالمسنين ومرضى الزهايمر وأيضا أهالى أو أقارب المرضى، ويتوقع أن ترتفع التكلفة إلى 1,7 مليون دولار بحلول 2030.
المعروف أن تلف الخلايا العصبية فى الدماغ يؤدى إلى تدهور الوظيفة الإدراكية ما يسبب أضرار ا جسدية ونفسية واجتماعية لا تقتصر على الأشخاص المصابين ولكن تمتد إلى من يقدمون الرعاية وغالبا ما يكون هناك قصور فى فهم الخرف وإدراكه، فتعيش الأسرة المحيطة بالمريض حالة من الارهاق النفسى والبدنى خاصة مع بطء حركة وتصرفات المريض.. المشكلة أن مرض الزهايمر ليس له علاج وأنه يزداد سوءاً بمرور الوقت مما يؤدى إلى صعوبة تناول الأكل والشرب مع زيادة التغيرات السلوكية التى قد تتسم أحياناً بالعدوانية وكل ما يعالج به المريض الأدوية المهدئة التى تقلل من تفكيره.
فى مصر تزايدت حالات الزهايمر والخرف وهناك أعداد فى المستويات المنخفضة الثقافة والدخل لا تقوم بالإبلاغ أو تسعى لعلاج مرضاها على اعتبار أنه ليس مرض عضوى. حيث أشار الدكتور طارق عكاشه رئيس جمعية الزهايمر أن عدد المرضى فى مصر قد تعدى 600 ألف ومن المتوقع أن يرتفع إلى مليون فى عام 2030 وتلك الإحصائية هى الرسمية حيث هناك أعداد كثيرة غير مسجلة.
صحيح أن مصر استحدثت منذ سنوات ما يسمى بطب المسنين دراسياً فى كليات الطب وضمن أقسام المستشفيات، إلا أن هناك قصورا فى التوعية بالتعامل مع مريض الزهايمر من مختلف الجوانب منها جهل الأسر البسيطة بكيفية معاملة المريض وأيضا عدم تركيز المؤسسات الصحية ومنها الوحدات الصحية فى الريف على توعية ودعوة من لديه مريض بالخرف للتقدم إلى العلاج.. أيضاً على الإعلام الرسمى للدولة أن يكثف حملات التوعية ودعوة الأسر التى لديها مريض من هذا النوع أن يتقدم للهيئات الصحية وفى المقابل لا بد من توفر العلاج المناسب والإرشادات الطبية والنفسية لمن يتعامل مع المرضى. فقد ثبت أن 70 ٪ ممن يتولون رعاية مرضى الزهايمر من النساء سواء زوجة أو ابنة مما يسبب معاناة كبيرة لهن.
الجيد أن بعض الجمعيات الأهلية المعنية بكبار السن أو دور المسنين قد اهتمت بعلاج ورعاية مرضى الزهايمر، وأحب هنا أن أشيد بجمعية الباقيات الصالحات التى أسستها الفقيدة الدكتور عبلة الكحلاوى لتفانيها واستقبالها مرضى الزهايمر الذين ليس لذويهم القدرة المادية أو البدنية لرعايتهم.. وأتاحت بعض كليات الطب مؤخراً أقساما تضم نخبة من أطباء المخ والأعصاب وطب المسنين لمتابعة أحدث ما يتبع فى الدول المتقدمة للأخذ بها فى مصر أهمها تطوير استراتيچيات الرعاية المتكاملة وأعداد بيئة ملائمة لمرضى الزهايمر ومن يتعاملون معهم.