أنا وقلمى.. حوار صريح من أجل الوطن

أعتقد أن لقاء الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء منذ أيام قليلة بعدد كبير من قادة الفكر الكبار هو عقد جديد فى السياسة الداخلية والخارجية للحكومة المصرية، خاصة أنه منذ تشكيل الحكومة الجديدة قبل ثلاثة أشهر حتى الآن، حرصت على تثبيت عقد لقاء للتحاور حول الأمور التى تخص الشأن العام عقب كل اجتماع مجلس للوزراء وذلك بحضور ممثلى الصحف المختلفة، بهدف تعريف مختلف المواطنين بوجهة نظر الحكومة فى العديد من القضايا المهمة، وتوضيح ما تواجهه الدولة من تحديات وكيفية تعامل الدولة مع هذه التحديات، وهذا اللقاء الأخير اتسم بأهمية كبيرة حيث تحدثت القامات الفكرية التى ضمت نماذج وطنية تمثل كل الأطياف والتخصصات (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية) بكل أريحية عن كل ما يدور فى ذهن المواطن المصرى العادى من قضايا مثارة على الساحة الآن، خاصة أن الوضع العام سواء السياسى أو الاقتصادى فى منطقة الشرق الأوسط كله مخيف ومقلق، مما يُحتم ضرورة التواصل المستمر مع المواطنين، وشرح مختلف التحديات، واستماع فى نفس الوقت إلى مختلف الرؤى للعبور بهذا الوطن إلى بر الأمان، ومن مميزات هذا اللقاء أيضاً انتقاد عدد من المفكرين لمعالجة الحكومة لبعض القضايا التى تمس مصالح عدد كبير من المواطنين دون إجراء حوار مجتمعى حولها، على سبيل المثال اتخاذ عدة قرارات خطيرة لوزير التربية والتعليم والتعليم الفنى دون مناقشتها قبل إصدارها وتطبيقها، كما تساءل بعض الحضور عن أسباب انهيار القيم فى المجتمع المصرى، وطالب بضرورة دراسة أسباب هذا التدهور والعمل على إعادة المجتمع المصرى إلى سابق عهده، وأيضاً كان هناك من ينادى بالتشديد على تطبيق القوانين حتى يستقيم المجتمع، ومن جانبه، أوضح وأجاب رئيس الوزراء بكل شفافية وصراحة على كل ما طُرح فى هذا اللقاء المهم من أسئلة، وكان دائم تدوين كل ملاحظات وتساؤﻻت القامات الفكرية الحاضرة، وحرص الحكومة على نقل التليفزيون المصرى لمجريات الحوار على الهواء مباشرة، وهو إن دل على شىء فإنما يدل على أنه ﻻ يوجد شىء يُقلق أو يُخيف الحكومة من النقاشات المباشرة خاصة بعد إتاحة جلسات الحوار الوطنى على الهواء لقطع الطريق على الشائعات والأخبار المغلوطة التى تنتشر «كالنار فى الهشيم» فى المجتمع المصرى، كما أن حرص دولة رئيس الوزراء على حضور الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية للمشاركة فى هذا اللقاء للاستماع والتعقيب على تعليقات وتساؤﻻت الحضور، فى ظل الحالة التى تمر بها البلاد والمنطقة بأسرها، تجعل من الصعب على كل حكومات منطقة الشرق الأوسط استيعاب ما يحدث وما سيحدث فى الأيام القادمة، وفى كلمات مطمئنة أكد الدكتور مدبولى على أن مصر هى الدولة المستقرة فى المنطقة وهناك حرص من القيادة السياسية والحكومة وجميع أجهزة الدولة المصرية على استدامة الاستقرار والأمن خلال الفترة الحالية، مع الحرص على مقدرات الأمن القومى بما فى ذلك الأمن السياسى والاقتصادى والاجتماعى والتنموى، والتجربة أثبتت أن المعلومة الصحيحة التى تصل للمواطن من القنوات الشرعية للدولة هى صمام الأمان للمواطن المصرى، حيث إنه - وكما هو معروف - الغزو الفكرى قد يكون أقوى من الغزو العسكرى، خاصة فى ظل الاستخدام السيئ والسلبى لوسائل الاتصال الاجتماعى.. وتحيا مصر.