
كريمة سويدان
أنا وقلمى.. «أكتوبر» فى قاموس المصريين
ماذا يعنى شهر أكتوبر بالنسبة للمصريين؟ قبل الإجابة على هذا السؤال من المهم أن نعرف أن شهر أكتوبر هو الشهر العاشر فى السنة حسب التقويم «الغريغورى» وأحد أشهر السبعة التى يصل عدد أيامها لواحد وثلاثين يومًا، ويسمى تشرين الأول فى بلاد الشام والجنوب- وذلك حسب اللغة والتقويم السريانى القديم - ولكن اسم أكتوبر جاء من اللاتينية وتعنى ثمانية بالعربية، إذ كان الرومان القدماء يبدأون شهور السنة من شهر مارس قبل إضافة شهرى يناير وفبراير للتقويم «الغريغورى»، وتأتى أهمية هذا الشهر بالنسبة للمصريين من أنه رمز للانتصارات واسترداد الأرض والكرامة، وعندما تحل الذكرى الواحد والخمسين بعد أيام قليلة يستعيد المصريون ذكرياتهم عن هذه الأيام العظيمة التى تُعد بصمة وعلامة مضيئة فى تاريخنا المعاصر، والتى أصبحت دروسًا تُدرس للأجيال «جيل بعد جيل»، وسيظل شهر أكتوبر هو رمز للرفعة والشموخ والاحتفاﻻت بالانتصار على عدو غاشم، أثبتت الأيام والسنين أنه لولا قهر وهزيمة إسرائيل فى يوم السادس من أكتوبر لكان مصير مصر الآن مثل مصير العديد من دول منطقة الشرق الأوسط من تفتيت وتقسيم وتهجير وشعوب عربية كثيرة تسكن فى مخيمات منذ سنوات طويلة، والدليل على ذلك ما يحدث الآن فى منطقة الشرق الوسط من اعتداءات صهيونية سواء على الفلسطينيين فى غزة، أو على حزب الله فى لبنان، لذلك كان السادس من أكتوبر حرب استعادة الكرامة الوطنية المصرية التى استطاع فيها الجيش المصرى العظيم أن ينتصر على العدو الإسرائيلى وتلقينه درسًا لم ولن ينساه حتى يومنا هذا، وطالما ظل هناك أقلام تكتب عن الحرب وبطولات المصريين وتقوم بتوثيقها وقنوات فضائية تقدم مواد وثائقية تجسد عظمة هذه الحرب، فإن مصر مصانة ومحفوظة، والتاريخ شاهد على ذلك، بدليل الحرص الشديد من جانب القيادة السياسية المصرية على أن يتعلم ويتعرف الأطفال فى المدارس على هذه الملحمة المشرفة، لأن قيمة أى وطن تُقاس بالتاريخ الذى انتصر فيه أجدادهم على عدو ظن أنه ﻻ يُقهر، ولكنه فوجئ - كما فوجئ العالم كله أن الجندى المصرى حينما يقرر فإنه قادر على حماية أرضه وأهله وعرضه، وقادر على المستحيل، وفى هذه الحرب بالذات لم يكن الجيش هو البطل الوحيد فيها، ولكن الدولة المصرية بأكملها بما فيها الشعب المصرى كله لعب دورًا مهمًا فى خطة الحرب الاستراتيجية الكاملة، حيث كان لكل جندى فى المعركة دوره وموقعه الذى يعلمه جيدًا، وكل أسرة بجانب ما دفعت من آباء وأبناء فى الخدمة الوطنية تحملوا انقطاع أعمالهم وأرزاقهم وصعوبة الظروف الاقتصادية لتمكين جيشنا العظيم من تسليح نفسه استعدادًا لمعركة السادس من أكتوبر، والتى أدت إلى يوم العبور العظيم، كل ذلك فى سبيل استعادة العزة والكرامة من أجل ذلك أصبح شهر أكتوبر كله شهرًا له وضع خاص عند جميع المصريين.. وتحيا مصر.