الجمعة 14 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

معاناة نساء غزة بعد عام من الحرب قتل.. نزوح.. أمراض

منذ بداية العدوان الصهيونى على غزة فى السابع من أكتوبر 2023، تستهدف آلة الحرب الإسرائيلية النساء والأطفال عمدًا، فمعاناة النساء الفلسطينيات فى غزة مزدوجة، فردية وجماعية، فلا تكاد توجد امرأة فى غزة لم تفقد فردًا أو أكثر من عائلتها، بمن فيهم أطفالها، والناجيات لا يملكن رفاهية الحداد على أحبائهن وأحيانًا كثيرة دفنهم.



 

تعتبر النساء الحلقة الأكثر ضعفًا فى الحروب والنزاعات المسلحة، فالرجال يقررون الحرب والنساء تدفعن الثمن أضعافا من حياتهن وأمنهن.  وعلى مدى عام لم تتوقف فيها حرب الإبادة الجماعية، هُجِّرت نساء غزة مع أطفالهن ليس مرة واحدة فقط، بل مرات عدة، ما ترك آثارًا نفسية وجسدية ومادية مدمّرة على هاتين الفئتين.

ولكى نقترب من وضع النساء فى غزة، نرصد بالإحصائيات والأرقام حقيقة الأوضاع هناك من خلال أحدث تقرير لهيئة الأمم التحدة للمرأة الذى صدر قبل أيام قليلة حول آثار الحرب فى غزة على النساء والفتيات، الذى يستكشف كيف أثر النزاع على صحتهن الجسدية والنفسية. 

41 ألف قتيل منذ بدء الحرب نصفهم نساء وأطفال

أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية واسعة النطاق فى قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر، 2023 بما فى ذلك القصف الجوى والاجتياح البرى، عن مقتل أكثر من 41,000 شخص أكثر من نصفهم من النساء وأطفال. وقد أصيب حوالى 95,000 شخص، ونزح حوالى %75 من سكان القطاع يعيش معظمهم فى ملاجئ مكتظة يواجهون ظروفًا صعبة فى الوصول إلى الغذاء والمياه والمرافق الصحية. 

وتسببت الحرب فى أزمة صحة عامة كارثية، أدت إلى زيادة حادة فى الوفيات التى كان من الممكن تفاديها، والانتشار السريع وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية. وبعد حوالى 11 شهرًا من الحرب، تُشير التقديرات إلى وجود أكثر من 177,000 امرأة فى غزة يواجهن مخاطر صحية مهددة للحياة، بما فى ذلك الأمراض غير المعدية والجوع وسوء التغذية أثناء فترة الحمل، وقد تعرض نحو 84 % من المرافق الصحية للدمار الكلى أو الضرر. وتفتقر المنشآت المتبقية إلى الأدوية وسيارات الإسعاف والكهرباء والمياه والقدرة على توفير أبسط أنوع العلاج المنقذ للحياة. كما قُتل فى مجال الرعاية الصحية ما لا يقل عن 491 عاملا فى غزة بينهم 435 رجلا، و146 امرأة.

162 ألف امرأة غزاوية معرضة لخطر الإصابة بالسكر والضغط وأمراض القلب

هناك أكثر من 162,000 امرأة مصابة أو معرضة لخطر الإصابة بالأمراض غير المعدية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكرى وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. تاريخيا، كانت النساء فى غزة، لا سيما الأكبر سنا، أكثر عرضة للإصابة بالأمراض غير المعدية.

بينما فى الوقت الحالى، هناك أكثر من 30,841 امرأة معرضة لخطر الإصابة بمرض السكرى، و107,443 امرأة معرضة لخطر ارتفاع ضغط الدم، و18,583 امرأة معرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، و5,201 امرأة مصابة بالسرطان. ويمكن أن يؤدى انقطاع خدمات الرعاية الصحية الأساسية لهذه األمراض إلى مضاعفات خطيرة على المدى البعيد أو أن تفضى إلى الوفاة.

5000 آلاف امرأة مصابة بالسرطان 

تحتاج أكثر من 5,000 مريضة بالسرطان إلى علاج فوري، ولكن تم تعليق جميع الخدمات الطبية ذات الصلة. ولن تتمكن المريضات بالسرطان من الحصول على العلاج والأدوية المنقذة للحياة. 

الأوبئة فى الملاجئ

أدى الاكتظاظ الشديد فى الملاجئ، إلى جانب عدم كفاية المياه ومرافق الصرف الصحي، إلى حدوث مئات الألالف من حالات التهابات الجهاز التنفسى الحادة واليرقان والأسهال والطفح الجلدي. وتعد النساء والفتيات أكثر عرضة للإصابة بسبب دورهن غير المتناسب فى رعاية المرضى من أفراد الأسرة. ويصل عدد النساء المصابات بعدوى جلدية إلى ضعف عدد الرجال كما تُشكل النساء أكثر من ثلثى الحالات المبلغ عنها من أمراض الجهاز الهضمى والتهاب الكبد الوبائى (أ).

155.000 امرأة حامل ومرضع تعانى من نقص الخدمات

ذكر التقرير أن التقديرات تشير إلى أن 155,000 امرأة حامل ومُرضعة تواجه عقبات فى الحصول على الرعاية قبل الولادة وبعدها وتحديات تتعلق بسوء التغذية، كما عانت 69 % من النساء من مضاعفات، بما فى ذلك التهابات المسالك البولية، وفقر الدم والولادة المبكرة، واضطرابات ارتفاع ضغط الدم.

1000 طفل بترت أقدامهم! 

أوضح الثقرير أنه حتى 29 يوليو2024 تم تسجيل أكثر من 90,000 إصابة فى غزة، بما فى ذلك 12,500 إصابة تطلبت تدخًلا جراحيًا. كما خضع آلاف الأشخاص لعمليات بتر. وتقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن ما لا يقل عن 1,000 طفل فقدوا إحدى ساقيهم أو كلتيهما.

 وقد أجريت عمليات البتر هذه فى ظل ظروف شديدة الخطورة ومن المرجح أن تتطلب جراحة أخرى، وفقًا لمجموعة الصحة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. 

45 % نساء معاقات فى غزة 

تشكل النساء والفتيات نحو 45 % من ذوى الإعاقة فى غزة. ومعظم الملاجئ ومرافق المياه والصرف الصحى والنظافة الصحية غير مُجهزة بشكل كافٍ للأشخاص ذوى الإعاقة. وغالبًا ما تفتقر الملاجئ إلى المراتب واالأسرّة الكافية، مما يتسبب فى حدوث مضاعفات طبية أخرى التى لا يمكن علاجها فى أوساط غير معقمة. ويُنتظر من النساء والفتيات فى أغلب الأحيان أن يعملن كمقدمات أساسيات لرعاية أفراد أسرهن من ذوى الإعاقة، وهو ما قد يفاقم ما يشعرن به من ضغوط ومشاعر القلق أو الذنب، وخاصة بالنسبة لأفراد الأسرة الذين أصيبوا بإعاقة أو تعرضوا لإصابة أثناء الحرب. وفى إطار دور الرعاية هذا، تمثل النساء والفتيات الملجأ للحصول على الدعم النفسى والاجتماعي، مع أنهن يعانين من نفس الاحتياجات، وبالتال تكون قدرتهن محدودة فى دعم الآخرين.

صحة الأمهات ووفيات الأمومة

أوضح التقرير أنه لا توجد قدرة تُذكر لتوفير العلاج الطبى الخاص بالصحة الجنسية والإنجابية للنساء بسبب الأضرار الجسيمة التى لحقت بالمرافق الطبية، فضلا عن نقص الأدوية والطواقم الطبية. كما يُقوض العيش فى مساكن مكتظة أو ملاجئ أو خيام مؤقتة خصوصية وكرامة النساء والفتيات النازحات، مما يزيد من المخاطر المتعلقة بحمايتهن.

وأدت الهجمات على مرافق الرعاية الصحية منذ السابع من أكتوبر الماضى إلى الحيلولة بشكل كبير دون الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية للأمهات. وبدون خدمات كافية وعالية الجودة، تصبح النساء معرضات بشكل متزايد لمضاعفات صحية خطيرة ومهددة للحياة أثناء الحمل وخلال الولادة وما بعدها. 

نساء غزة الحوامل خضعن لعمليات قيصرية دون تخذير 

ويمكن أن يؤدى تدهور خدمات الولادة وما قبلها إلى مخاطر كارتفاع معدلات وفيات الأمهات والمواليد الجدد واحتمالية ولادة الجنين ميتًا.

 كما الأطفال حديثى الولادة وفقا للتقرير نقص فى الأدوية، وقد خضعت العديد من النساء للولادات القيصرية دون تخدير. إذا حدث وتُوفيت الأم أثناء الوالدة، فإن مولودها يكون أكثر عرضة لخطر البقاء فى المستشفى أو الوفاة. 

15٫000 امرأة حامل تواجه شبه المجاعة ويؤدى انعدام الأمن الغذائى والنقص فى المنتجات والمكملات الغذائية إلى تفاقم المخاطر التى تتعرض لها الأمهات. ووفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، من بين 155,000 امرأة حامل وأم جديدة فى غزة، ,هناك 15,000 امرأة حامل على حافة المجاعة. 

وسيكون للجوع وسوء التغذية بين الأمهات والأطفال عواقب وخيمة على بقاء الأطفال ونموهم ونمائهم حيث تضاعفت معدلات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال منذ يناير2024، إذ يعانى واحد من كل ثلاثة أطفال دون سن الثانية من سوء التغذية. 

مليون امرأة وفتاة يبحثن عن ملجأ 

وجاء فى التقرير، أنّ بين 1.9 مليون نازح، هناك قرابة مليون امرأة وفتاة، يبحثن عن ملجأ فى ظروف إيواء محفوفة بالمخاطر، لكن لا يوجد مكان آمن فى غزة. إن القرارات المستحيلة فى ما يتعلق بالإخلاء، وكيف ومتى يتم ذلك، وأين تذهب، تترسخ فى المخاوف والتجارب المتباينة بين الجنسين، حيث تظهر المخاطر المرتبطة بالنوع الاجتماعى التى تشمل الهجمات والمضايقات على طول طرق النزوح.

رئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية: النساء هن الخاسر الأكبر من الحروب 

من جانبها، قالت آمال الأغا رئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية فرع مصر: «النساء يدفعن ثمن مضاعف وهن الخاسر الأكبر فى الحروب، هذا التقرير الخامس لهيئة الأمم المتحدة الذى يستعرض الأرقام البشعة والقاسية من قتل وتجويع وعدم توفير خدمات صحية للنساء وللأطفال، ولكن «لاحياة لمن تنادى»،  لا سبيل للتغيير ولا تأثير على دولة الاحتلال بعد عام من حربها على غزة».

أضافت الأغا فى حديثها لـ« روزاليوسف»: «الكيان الصهيونى يقوم بحرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطينى وخاصة النساء والأطفال فى غزة، الذى يتم استهدافهن بطريقة ممهنجة، فالاحتلال لايرغب فى ولادة أطفال فلسطينيين جُدد يحملن مستقبل القضية ويدافعوا عن وطنهم من المحتل الغاشم». 

نددت رئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية بالصمت الدولى قائلة : « أين الدول الكبرى التى تتدعى الحريات والديمقراطية من قتل النساء فى غزة، هناك صمت متعمد ومخزى، فهذه الدول الوحيدة القادرة لتضغط على الكيان الصهيونى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأول لإسرائيل»، مشيرة إلى ازدواجية هذه المؤسسات والدول التى تقلب الدنيا رأسا على عقب حال إصابة طفل أو امرأة إسرائيلية.

واستطردت آمال: «النساء فى غزة مثل أى ناس يحببن الحياة ويحلمن بالمستقبل لهن ولأولادهن، ويحاولن جاهدات العثورعلى أى طريقة لتسهيل أمور الحياة فى ظل الحرب، ولكن للأسف يعشن فى بيئة صحية غاية فى السوء، بسبب النزوح والعيش فى خيام، فى ظل انتشار الأوبئة والأمراض بالإضافة إلى عودة إصابة الأطفال بشلل الأطفال، رغم الجهودة التى بذلت عبر السنوات الماضية للقضاء عليه فى قطاع غزة». 

أكدت آمال أن هناك عائلات كاملة تم محوها من السجلات المدنية بسبب الحرب الغاشمة على القطاع، وشُرد آلاف من الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم تحت جحيم القصف والدمار. 

وأشارت إلى تنظيم القوى النسائية فى مصر وفلسطين لاجتماعات مستمرة من أجل الإعلان عن قرار فلسطينى يوازى قرار الامم المتحدة رقم 1325، موضحة: «نندد بهذا التجاهل الأممى لتنفيذ هذا القرار الذى صدر قبل 24 عامًا ولم يفعل حتى الآن، فهو مسؤل عن حماية النساء وقت النزاع والحرب، ولك ل ينفذ منه شىء حتى الآن».

أكملت: «أين القانون الدولى والمؤسسات الأممية المدافعة عن حقوق المرأة، هل تكتفى فقط باصدار بيانات واحصائيات، اين دورها فى الرقابة والحماية، والضغط على الكيان الصهيونى من أجل وقف عملياته الدموية البشعة فى قطاع غزة، اسرائيل تستخدم لأول مرة فى حربها على غزة أسلحة محرمة دوليًا، تتسبب فى تشوية الأجنة والتأثير على الجينات، بل تقتلت النساء الحوامل على الحواجز بين المدن الفلسطينية فى قطاع غزة، اثناء ذهابهن لتلقى خدمة طبية أثناء الولادة».

وتسائلت الأغا مستنكرة» لو كل هذه الجرائم لا تندرج تحت الإبادة الجماعية والتطهير العرقى للشعب الفلسطينى، ماذا يمكن أن نسمى؟! أين ضمير العالم من كل هذا؟

القرار رقم 1325 المتعلق بالمرأة والسلام والأمن

تبّنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرار 1325 فى أكتوبر عام 2000. واستند هذا القرار على الإتفاقيات والقرارات التالية مثل: اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضّد المرأة، وإعلان ومنهاج عمل بيجين (مجال حول النساء والنزاعات المسلحة).

ويستهدف القرار 1325 الذى يدرك أهمية دور المرأة، ومدى تأثرها بقضايا الأمن والسلام؛ الحد من تأثير النزاع على المرأة، والعنف ضد المرأة فى أوقات السلم والحرب تجاوبا مع الحاجة لإطار دولى لحماية المرأة من العنف قبل وخلال وبعد النزاع المسلم. وتحفيز الدول لاتخاذ عدد من الإجراءات المحددة لتعزيز أسس الأمن والسلام، وذلك من خلال دمج النوع الاجتماعى وقضايا المرأة فى عمليات الوقاية من النزاع وبناء السلام وترسيخ الاستقرار.

وعن دور اتحاد المرأة الفلسطينية لدعم نساء غزة، قالت آمال: «للأسف المساعدات انخفضت عما كانت عليه فى بداية الحرب، ولكن نحاول فى ضوء الإمكانيات الضعيفة تقديم مساعدات غذائية ونفقات محدودة للنازحين من أهل غزة ويقيمون فى مصر، بالإضافة إلى توفير الخدمات الصحية خاصة لمرضى السرطان والكلى».

أشادت الأغا بدور مصر منذ بداية الحرب ودعم الدولة المصرية للشعب الفلسطينى فى غزة بتوفير المساعدات وتوصيلها عبر معبر رفح، لافتة: «نقدر الوضع الصعب والظروف الاقتصادية فى مصر، ونطاللب المنظمات الدولية بتوفير دعم صحى للمرضى الغزاويين بالقاهرة بشكل دورى ولا تكتف بتوفير جرعات أولى من الأدوية».

ناشدت رئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية السلطات المصرية بحل أزمة الطلاب النازحين من غزة، لعدم تسجيلهم فى العام الدراسى الجديد حتى الآن، قبل الحصول على الإقامة.

وكشفت آمال عن إقامة اتحاد المرأة الفلسطينية لبارزار خيرى الأيام المقبلة لعرض منتجات الفلسطينيات النازحات سواء من الاكسسوارات أو المأكولات الفلسطينية، لمساعدة النساء فى توفير عائد مادى يمكهنهن من العيش بصورة كريمة.

عضوة اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية: النساء الغزاويات صامدات قويات

وقالت الدكتورة كريمة الحفناوى، الكاتبة والقيادية بالحزب الاشتراكى المصرى وعضو الجبهة الوطنية لنساء مصر: «يقع على المرأة العنف دائمًا فى السلم والحرب، ولكن يصبح أشد قسوة فى النزاعات المسلحة، وعندما كنا نجهز المساعدات اثناء عمل اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية، كانت هناك شكوى مريرة من عدم توافر الأدوية والمستلزمات الصحية والطبية للنساء، والأدوية الخاصة بالنساء الحوامل والأطفال حديثى الولادة.

أوضحت: «إن اللجنة حرصت على توفير المستلزمات الطبية والصحية للنساء فى غزة، وارسلت قوافل بالتعاون مع الهلال الأحمر ولكن نواجه الآن بسبب عرقلة الكيان الصهيونى وقف وصعوبة فى وصول هذه المساعدات».

أكدت الحفناوى لـ«روزاليوسف»: «إن وضع النساء فى الحرب يصبح أشد تعقيدًا، خاصة مع ظروف النزوج والفرار من القصف والمعيشة فى الخيام، التى لا تتوافر فيها المياه الجارية والمراحيض الصحية، وهو ما يزيد من الأمراض الصحية وانتشار العدوى، فضلا عن تدمير الكيان الصهيونى الممنج للمستشفيات ومركز الخدمة الصحية». 

وصفت عضو «اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية» جرائم الاحتلال خلال عام من حرب غزة بالإبادة الجماعية، لم تكن حربًا، توجيه اسلحة ضد مواطنين عزل لايعتبر حرب، واستشهاد أكثر من 40 ألف فلسطينى، هذه إبادة جماعية».

وأضافت: إن استهداف النساء دائما فى الحروب يستخدم كأحد الاسلحة، والمحرمة دوليا، وترفضه كل المعاهدات الدولية التى تلزم بضرورة حماية المدنيين، خاصة الأطفال والنساء، ولكن الكيان الصهيونى المجرم يرتكب جرائم ضد الإنسانية، فهم يتعمدوا قتل المدنيين، فهم يرعبدون ويستخدمون البلطجة وغير ملتزمين بأى قانون دولى ولا إنسانى، وتستهدف الأطفال، لأن فى عقيدتهم الصهيونية أن أى طفل هو مشروع إرهابى فى المستقبل، وهو ما يدرسونه لأطفالهم فى المدارس بتشوية صورة الطفل الفلسطينى».

توضح: «الأطفال الفلسطينون مقاومون منذ ولادتهم، ولكن هذا مايرفضه الاحتلال، ويعتبروا أى طفل قنبلة موقوته تهدد امن ومستقبل الكيان، فهم يخشون تفوق العدد من أصحاب الأرض الحقيقين، ومخاوفهم من ان يصبح الاطفال مقاومين فى المستقبل».

أكدت الحفناوى على عظمة النساء الفلسطينيات وصمودهن، «هن يتفاخرن بأنهن يقدمهن أبناءهن شهداء للوطن ومن أجل فلسطين، النساء فى فلسطين عاشقات لوطنهن رغم ما يتعرضن له من إبادرة وظروف بشعة».

كا نددت الحفناوى ببشاعة الاحتلال واستخدمه العنف الجنسى ضد النساء فى غزة، واغتصاب جنود الاحتلال عددًا من الفتيات الفلسطينيات، مخالفين الشرائع الدولية والإنسانية.

وأكدت عضوة الجبهة الوطنية لنساء مصر على تخاذل بعد المؤسسات الدولية مما يحدث لنساء غزة موضحةان هذه المؤسسات ممولة من حكوماتها الغريبة وعلى رأسها امريكا، التى نعرف دعمها لدولة الاحتلال، ولكن فى الوقت نفسه اشادت بدور المنظمات العربية والمصرية فى دعم نساء غزة اثناء الحرب وتنظيم العديد من الفاعليات التى تفضح الكيان وجرائمه ضد النساء فى غزة خلال عام من الحرب.

انتصار وسط الظلام وبقاء السردية الفلسطينية

نعلم أن الكيان الصهيونى الغاشم حاول بشدة خلال الحرب إخفاء جرائمه بالاستهداف المباشر للصحفيين أثناء تأدية عملهم وواجبهم الوطنى فى فضح الجرائم البشعة للاحتلال، وقد بلغ عدد الصحفيين والصحفيات الذين لقوا حتفهم منذ الحرب 174 صحفيًا وصحفية، وفقًا لتقرير صادر عن المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة. 

ولكن فازت الصحافية وصانعة المحتوى الفلسطينية بيسان عودة (25 عامًا)، بجائزة إيمى الدولية لفئة «القصة الإخبارية الصعبة المتميزة» عن فيلمها الوثائقي: «أنا بيسان من غزة.. وما زلت على قيد الحياة»، رغم حملة التشويه والضغط المكثف من اللوبى الصهيونى لإلغاء الترشيح للجائزة، وتتوج الصحفية الفلسطينية بيسان عودةوبجائزة «إيمى» المرموقة عن تغطية عدوان الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة.

ويُعتبر فوز «بيسان» هو انتصار للصحافة والسردية الفلسطينية التى تظل باقية وشاهدة على العدو وجرائم الإبادة الجماعية، رغم محالاوت الاستهداف والقتل المتعمد للطواقم الإعلامية فى غزة أثناء الحرب.