
محمد مصطفى سالم
جيل ما بعد 7 أكتوبر ما الجديد؟
ما حدث في الحرب علي غزة من مذابح دموية لا يتحملها عقل ولا قلب ، سيكون نقطة فاصلة في تاريخ الشرق الأوسط لأنه سينتج عنه أجيال يحركها الثأر لا العقل ، وليست في غزة فقط بل في كل دول المنطقة،
كما أن قيادات العالم المستقبلية سوف تغير استراتيجيتها تجاه الكيان الصهيوني ، لأن من يدعمونهم الآن من قيادات حتمًا سيرحلون، ليأتي جيل آخر كان يري أطفالاً يقتلون وطفلة تحمل جثة أخيها أو أم تحاول تجميع جثة ابنها أو كلب يهجم على شخص مدنى ويأكل لحمه علنًا ، كل هذا سيظل ذكريات نشأ عليها هذا الجيل لنري مظاهرات تدعم فلسطين في أمريكا وكندا وغيرهما ، جميع هؤلاء حتما سيكونون يوما ما أصحاب الكلمة الأولى في بلادهم أو على الأقل سيكونون أباً أو أماً يعلمون الحقيقة لأبنائهم ،حتي دارسى وباحثى العلوم السياسية ستختلف نظرتهم للعالم فمن درس السياسة قبل الحرب الغاشمة علي غزة ولبنان يعلم أن هناك منظمات دولية من المفترض أنها عادلة، ومن المفترض أنها قادرة علي إعادة الحقوق للدول الضعيفة ، أما من درس بعد الاعتداء الصهيوني على غزة فسوف يري أن هذا العالم ما هو إلا غابة أما أن تصبح بها مفترسًا أو تصبح فريسة فى عودة لنظرية البقاء للأقوى.
ليس هناك حلاً آخر لأنه رأي بعينيه نتنياهو الذي كان سببًا في سقوط ضحايا لا يتوقف لدرجة أننا أصبحنا نتابع عدد الشهداء يوميًا لمدة سنة كاملة حتي وصل لقرابة الخمسين ألفا من الشهداء ، ومازال في تزايد في فلسطين ، ومن بعدها لبنان ، فعندما أنهي نتانياهو خطابه أمام الكونجرس وقف غالبية الحضور مصفقين له وكأنه قائد منتصر عائد من حرب متوحشة وهو في الحقيقه سفاح عديم الرحمة يقتل «عزل» لا يملكون السلاح ويلاعب دول أخري(إيران ) من أراضي دول ليست لها علاقة ، وحتي أن كان فهل الأطفال والنساء الذين قتلوا لهم علاقه بالحرب ،هل سمعنا عن طفل يقصف منشأة أو طفل يرسل صاروخًا ليفجر منطقة بل سمعنا عن طفل يري أباه يقتل وأمه تهان وتضرب وتغتصب أمام عينيه ، كل هذا سيحتفظ به فى ذاكرته لينتج لنا جيلا سيكون أشد الأجيال مقاومة وأشرسها دفاعا وقتالا ، فالأجيال السابقة كانت تقاتل لأن هناك داعمين يساندونهم ، أما الجيل القادم سيقاتل حتى فى عدم وجود داعمين ، سيقاتل فقط من أجل القتال والأخذ بالثأر ،
وكلما أراد التوقف سيتذكر كل المشاهد الدمويه المحزنة في ذاكرته لتعيده من جديد إلي ساحة القتال . > جيل لن تهدأ ناره أو تنطفئ
لنعود مرة أخرى إلى باحثي العلوم السياسية ، من رأى العالم يحيي القاتل ويصفه بالبطل ويعاقب المقتول ويصفه بالإرهابي !!!
هل من رأي كل هذا سيكون سياسيا يتحرك بدبلوماسية وهدوء ونظريات وأيديولوجيات أم أنه سيكون سياسيًا ساخطاً يرى العالم كما وصفته في البداية ما هو إلا غابة إما أن تكون مفترسًا أو فريسة بالتأكيد سيؤمن بهذه الفكرة وستكون عقيدته الداخلية حتي ولو أظهر غير هذا ، إن السياسة القادمة هي سياسة من يملك المال والسلاح سيأخذ حقه ، ومن ليس معه كلاهما سيؤخذ حقه منه ،هكذا سيكون تفكيره»
وفي رأيى ستصبح هذه هى الأيديولوجية السياسية القادمة التي ستسيطر علي العالم أجمع ،وفي تقديري أيضاً من بعد ما حدث في الأمم المتحدة من عدم إيقاف سفاح الأطفال نتانياهو سوف تسقط جميع هذه المنظمات ، ليس في عيون الشعوب فحسب بل أيضًا فى عيون السياسيين القادمين، عزيزي القارئ لنختتم مقالنا بالسؤال الذي من أجله كتبت هذا المقال .
هل جيل ما بعد 7 أكتوبر سيختلف عن جيل ما قبل 7 أكتوبر ؟