السبت 5 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وبدأت الحرب إسرائيل تجتاح لبنان

أيام وتأتى ذكرى السابع من أكتوبر، هذا التاريخ الذى صنعت به المقاومة الفلسطينية أقوى عملياتها على قوات الاحتلال الإسرائيلى، وبعد مجازر العدو على مدار نحو العام وإسالة دماء شهداء غزة أغلبهم من النساء والأطفال، تبدأ قوات الاحتلال عملياتها الجديدة فى الأراضى اللبنانية، وكأن سيناريو الحرب على غزة يعيد نفسه، وإن كان هذه المرة مع لبنان، الذى يواجه قصفًا لم ينقطع منذ أسبوع، بدأ منذ الاثنين الماضى بتلقى 150 ضربة، أودت بحياة 492 شهيدًا، وخلفت 1645 مصابًا، لترتفع بذلك حصيلة القتلى، منذ بدء العدوان، إلى 629 شهيدًا و4445 جريحًا، حتى كتابة هذه السطور.



العدوان الذى يقع ضحيته الجنوب اللبنانى، بدأ حين انفجرت أجهزة المناداة اللاسلكية (البيجر) التى تستخدمها قوات حزب الله، فخلفت نحو 9 شهداء و2800 جريح، فى الضاحية والجنوب وبيروت، وهو العدد الذى تضاعف فى اليوم التالى إلى 12، قبل أن تتجدد تفجيرات الأجهزة نفسها، لتضيف إلى رصيد الضحايا 37 شهيدًا و2931 جريحًا.

ورغم أن إسرائيل لم تُعلن رسميًا مسئوليتها، عن التفجيرات التى جرت بواسطة أجهزة اللاسلكى المفخخة، فإن النيويورك تايمز رجّحت ذلك، مُستشهدة بالتاريخ العدائى بين الجانبين، وهو الأمر الذى أيدته لاحقًا، الغارات الجوية التى شنّها الاحتلال مساء الخميس الماضى على بلدة الحنية فى جنوب لبنان، فأودت بحياة القائدين العسكريين إبراهيم عقيل وأحمد وهبى وأصابت 4 آخرين.

 شبح الحرب

بعد ليلتين مفزعتين عاشهما السكان فى الجنوب اللبنانى، انتقلت صافرات الإنذار إلى شرق فلسطين المحتلة بعد أن رد حزب الله بإصابة 120 صاروخًا إسرائيليًا صباح السبت، قبل أن يقصف فى يوم الأحد قاعدة مطار «رامات ديفيد» فى جنوب شرق حيفا، وهى قاعدة عسكرية حيوية لسلاح الجو الإسرائيلى. وعلى إثر الحرائق التى اندلعت فى حيفا والجليل والناصرة ومرج أبوعامر، وصفت القناة 12 الإسرائيلية الوضع بأن «1.5 مليون إسرائيلى فى مرمى نيران حزب الله»، وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية تعليق الدراسة بمدن الشمال التى وصل القصف إليها.

هذا التصاعد المتسارع فى الأحداث، الذى دفع الخارجية الأمريكية لمطالبة رعاياها بـمغادرة لبنان، حفز مجلس الأمن بالأمم المتحدة، للاجتماع الجمعة، للحد من «خطر توسع دائرة العنف» التى تشكل «تهديدًا خطيرًا لاستقرار لبنان وإسرائيل والمنطقة بأكملها»، حسب قول روز مارى ديكالو، وكيل الأمين العام للشئون السياسية وبناء السلام.

ونشر إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا، فيديو عبر منصة إكس يطالب اللبنانيين بتفادى الحرب، بينما طالبت روسيا، صباح الثلاثاء، مواطنيها بمغادرة لبنان على وجه السرعة.

 اللعبة المتكررة

إن ما يوحى بتكرار سيناريو غزة مع بيروت، ليس فقط القصف الذى يتعرض له لبنان، وإنما أيضًا خطابات المسئولين الإسرائيليين، التى لا تختلف كثيرًا عما أذيع عقب 7 أكتوبر، إذ نشر أفيخاى أدرعى، المتحدث باسم جيش الاحتلال، عبر منصة فيسبوك، فيديو يخاطب فيه أهل البقاع بجنوب لبنان، قائلًا «فى حال تواجدكم فى منزل يحتوى على أسلحة حزب الله، أو بالقرب منه، عليكم الخروج منه، والابتعاد عنه خلال ساعتين، لمسافة لا تقل عن 1000 متر خارج بلدتكم، أو التوجه إلى المدرسة القريبة منكم، وعدم العودة حتى إشعار آخر»، وهو الخطاب نفسه الذى استخدمه مع أهل غزة عقب نجاح عملية طوفان الأقصى.

كما خرجت كابتن إيلا، نائب المتحدث باسم جيش الاحتلال، فى فيديو عبر فيسبوك، أيضًا، تشير إلى أن جيش الاحتلال سيهاجم أهدافًا إرهابية فى لبنان قريبًا، بدعوى إخفائها صواريخ وأسلحة.

من يقارن بين الأحداث المتصاعدة، وبين الخطابات التى يبثها المحتل الإسرائيلى لن يجد اختلافًا كبيرًا، إلا باستبداله «حزب الله» بـ«حماس»، فتلك ليست المرة الأولى التى تنشب فيها مناوشات بين الاحتلال والحزب، لكن المتتبع للأحداث التى وقعت فى غزة قبل عام-وتوشك على دخول عامها الثاني- سيجد أن الحرب الإسرائيلية تضع عينها على الجنوب اللبنانى فى عدوانها الغاشم. حيث تضرر الجنوب اللبنانى كثيرًا منذ السابع من أكتوبر؛ فدُمّر نحو 3200 مبنى، نتيجة للغارات الجوية الإسرائيلية، وأُجبر أكثر من 90 ألف شخص على ترك منازلهم، بينما استشهد 100 شخص من المدنيين و366 من مقاتلى حزب الله، حسب بى بى سى. ففى جنوب لبنان ثمّة ما يشبه قطاع غزة من قتل وتهجير ونزوح، ومحو لمدن وتضرر مبانٍ.

صحيح أنه منذ انطلاق طوفان الأقصى، ولبنان فى قلب الصراع جنبًا إلى جنب مع غزة، لكن السيناريو الذى يلوح فى الأفق منذ الأسبوع الماضى، يبدو أشد قتامة مما سبق، حين يرفع لواء القضاء على فصيل مقاوم وشيطنته بدعوى الدفاع عن النفس، وكأن قتل 41 ألفًا و431 شخصًا فى غزة، وتهجير 1.9 مليون فلسطينى خارج منازلهم، لم يكف شَرّه المحتل للدماء والدمار.

 دمار لبنان

ويعانى لبنان من أزمة اقتصادية خانقة، مما يزيد من الغضب الشعبى تجاه الحكومة، حيث إن الحكومة اللبنانية تواجه تحديات كبيرة فى إدارة الوضع، وتسعى للحد من تداعيات هذا الصراع على المواطنين، كما أن الضغوط الدولية تتزايد للحد من التصعيد وفتح قنوات الحوار. 

وقالت الأمم المتحدة الأربعاء الماضى إن أكثر من 90 ألف شخص نزحوا حديثا من لبنان، مع استمرار «نزوح الناس من جنوب لبنان إلى شمال نهر الليطانى» وسط الحملة الجوية الإسرائيلية واسعة النطاق.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية: «تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 90.530 نازحًا جديدًا، بمن فى ذلك ما يقرب من 40.000 فى 283 مأوى».

ومن بين هؤلاء الأشخاص «على الأرجح» أولئك الذين فروا من منازلهم منذ أن تبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار فى أعقاب هجمات حماس على جنوب إسرائيل فى 7 أكتوبر العام الماضى.

وقال وزير الصحة اللبنانى إن 51 شخصا على الأقل قتلوا فى الغارات الإسرائيلية على لبنان يوم الأربعاء فقط.

وأضاف الدكتور فراس أبيض للصحفيين: «حتى الآن، بلغ عدد الشهداء 51 و223 جريحًا فى مختلف الغارات التى استهدفت اليوم المعسيرة وجونيه وبعلبك الهرمل والمناطق الجنوبية».

وأضاف أن «أفواجًا كبيرة» من الناس نزحوا فى جميع أنحاء لبنان، بما فى ذلك مرضى المستشفيات الذين كانوا يخضعون لغسيل الكلى فى جنوب لبنان وسهل البقاع.

وأضاف الوزير أن الحكومة ستوفر الأدوية وحليب الأطفال لمن يحتاجون إليها.

وارتفع عدد القتلى طوال اليوم، وفى وقت سابق الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة أن 23 شخصا قتلوا فى الغارات الإسرائيلية. 

 «الأرض المحروقة»

الوضع الميدانى فى الجنوب اللبنانى يشير إلى أن المواجهة بين إسرائيل وحزب الله باتت مفتوحة على جميع السيناريوهات. وبينما تضع إسرائيل معادلة «انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطانى لإعادة نازحى الشمال إلى مساكنهم بأمان»، يتمسك حزب الله بمعادلة «عدم عودة سكان شمال إسرائيل قبل وقف العمليات العسكرية فى غزة».

وتطرح الغارات المكثفة على جنوب لبنان تساؤلات بشأن ما إذا كانت تمهد لاعتماد إسرائيل سياسة «الأرض المحروقة» فى إطار تحضيرات محتملة لشن عملية اجتياح برى على البلدات الحدودية اللبنانية.

ويمثل التصعيد الإسرائيلى الحالى «نقطة مفصلية» فى الصراع بين حزب الله وإسرائيل، حيث إن نشر وسائل الإعلام الإسرائيلية الخاضعة للرقابة العسكرية، صورا للمنازل المدمرة والسكان المذعورين، بالإضافة إلى صور لجثث، بعد توسيع حزب الله لنطاق استهدافه ردًا على تفجيرات البيجر واللاسلكى واغتيالات قادته، يوحى أن إسرائيل تمهد لشن غارات واسعة النطاق قد تتجاوز جنوب لبنان إلى شماله، لاسيما مع استهدافها للمرة الأولى مناطق جديدة مثل جرود جبيل.

وفيما يتعلق باحتمال اعتماد إسرائيل سياسة «الأرض المحروقة» تمهيدًا لاجتياح برى لجنوب لبنان، فربما ما يمنع حدوث ذلك حتى الآن هو قدرة حزب الله على استخدام الصواريخ الدقيقة وصواريخ الكورنيت من الجيل الثانى، التى يمكنها إصابة أهداف على مسافات تصل إلى 13 كيلومترًا، فإسرائيل تعمل على إضعاف قدرات حزب الله قبل الاقدام على ذلك.

من جانبه، يرى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر، أن «تكثيف الغارات الجوية قد يشكل تمهيدًا لحرب واسعة النطاق»، مستبعدًا الهجوم البرى على لبنان فى الوقت الحالى.

ويوضح جابر فى حديث صحفى أن «الجيش الإسرائيلى لا يزال قادرًا على تحقيق بعض أهدافه من خلال القصف الجوى والعمليات الأمنية أى الاغتيالات، ما يجعله يتردد فى تنفيذ توغل برى، نظرًا للمخاطر الكبيرة التى قد تترتب على ذلك».

ويتوقع أن يحدث «تصعيد فى القصف الجوى وتكثيف للعمليات السيبرانية والأمنية أى الاغتيالات وكذلك للحرب النفسية» وإذا لم تنجح هذه الوسائل فى تحقيق الأهداف الإسرائيلية، فقد يلجأ الجيش الإسرائيلى إلى «شن حرب واسعة».

ويضيف جابر أن «حزب الله يتجنب حتى الآن أن يكون الطرف الذى يبادر إلى تلك الحرب»، مؤكدًا أن الوضع الحالى فى لبنان على حافة الهاوية».

فى ذات السياق، أكد المتحدث الثانى باسم جيش الاحتلال، دانييل هاجارى، خلال مؤتمر صحفى، بدء عمليات قصف «مواقع لحزب الله فى لبنان، بعد الكشف عن نوايا لإطلاق النار على إسرائيل»، داعيا السكان إلى «الابتعاد» عن مواقع الحزب.

وردًا على سؤال بشأن إمكانية التوغل البرى فى لبنان، قال هاجارى «الجيش سيفعل كل ما يلزم لإعادة الأمن إلى شمالى إسرائيل».

 الحرب القصيرة

وفق خبراء، فإن حزب الله كان يتوقع خوض حرب إسناد قصيرة لا تتجاوز بضعة أسابيع، لكن تشير التطورات الأخيرة كما يقول إلى أن إسرائيل نجحت فى استدراجه إلى حرب استنزاف طويلة، تكثف خلالها الغارات الجوية على جنوب لبنان، وتستهدف قادته بعمليات اغتيال.

وقد باتت سياسة تبادل الرسائل بين إسرائيل وحزب الله واضحة، خاصة بعد إعلان أمين عام الحزب حسن نصر الله فى خطابه الأخير أن عمليات الحزب ستؤدى إلى تهجير مليون إسرائيلى، يبدو أن الجيش الإسرائيلى يرد بإستراتيجية تهدف لتهجير مليون ونصف مليون لبنانى من جنوب لبنان.

وتشير هذه التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، التى تحمل الحكومة اللبنانية مسئولية أعمال حزب الله، وقد تكون مقدمة لاستهداف منشآت حيوية مثل المطار والمرفأ، والدليل تلقى وزير الإعلام اللبنانى زياد مكارى تهديدات بإخلاء مبنى الوزارة.

فى سياق متصل، وصل الموفد الفرنسى جان إيف لودريان إلى لبنان، الاثنين، وربما يحمل معه رسائل تهديد من إسرائيل لإبعاد حزب الله عن الحدود الجنوبية لمسافة تتراوح بين 10 و15 كيلومترًا، وهو مطلب تصر إسرائيل على تحقيقه سواء عبر المفاوضات أو باستخدام القوة العسكرية.

وفى حال فشل مهمة لودريان، فقد تتوسع إسرائيل فى ضرباتها وتبدأ بالاجتياح البرى، مستغلة انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية، ما يضع لبنان فى مرحلة صعبة خلال الأربعين يومًا المقبلة.

يذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت أعلن فى مقطع فيديو نشره مكتبه عن تكثيف الهجمات فى لبنان، وقال «ستستمر العمليات حتى نحقق هدفنا بإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان. هذه أيام يتعين فيها على الإسرائيليين التحلى بالهدوء».

 طوارئ..أم حرب!

يرى بعض الخبراء أن وفق مبادئ قواعد الاشتباك المتعارف عليه بين حزب الله وإسرائيل، فقد قامت إسرائيل بالتنصل منه لتحقيق مصالحها وأهدافها فى لبنان، وهو ما ظهر جليا خلال الأيام الماضية والتوسع الإسرائيلى فى الغارات الجوية.

وأن ما يحدث فى لبنان تتعامل معه إسرائيل باعتباره حالة طوارئ وليست حالة حرب، حيث لم تعلن إسرائيل حالة الحرب منذ حرب عام 1973، إلا أثناء حربها الأخيرة مع غزة.

وتهدف «حالة الطوارئ» الإسرائيلية الجارية الآن فى لبنان إلى هدفين رئيسيين: الأول هو فك ارتباط حرب حزب الله مع إسرائيل بحرب غزة، أو ما يسمى بـ«وحدة الساحات» بحيث تقضى على هذه الفكرة.

أما الهدف الإسرائيلى الثانى من الغارات على لبنان، فيأتى لإعادة سكان الشمال الإسرائيلى إلى مستوطناتهم بعد تهجير نحو 100 ألف إسرائيلى دام قرابة العام بسبب ضربات حزب الله الصاروخية مع بداية الحرب على غزة.

وحول تفاصيل المشهد عسكريا منذ بدايته قبل نحو أسبوع وحتى الآن، فمن الواضح أن إسرائيل قامت بالتحضير لهذه الحرب بصورة قوية جدا، وظهر ذلك من خلال تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكى عن بعد، واستهداف شخصيات مهمة داخل حزب الله، بالإضافة إلى توجيه عدد كبير من الضربات الصاروخية والغارات على مختلف المناطق اللبنانية فى الجنوب.

لكن وعلى الطرف الآخر، لم يتمكن حزب الله من تقدير موقف ملائم لحجم التطورات التى حدثت فى إسرائيل، واعتبرت إيران ومعها حزب الله أن مبدأ «وحدة الساحات» وتلقى إسرائيل لضربات صاروخية من عدة جهات من العراق ولبنان واليمن، أن ذلك سيكون كفيلا لمواجهة إسرائيل وإنهاكها عسكريا وهو ما لم يحدث.

 تغيير الحدود

وحول مستقبل المنطقة المشتعلة، ومدى توسع الحرب لتشمل مناطق أخرى فى المنطقة، فإن طول أمد الحرب ومؤشراتها على مدار الشهور الماضية تؤكد على اتساع نطاقها على نحو قد يشهد تغييرات على خرائط المنطقة، كما أنه يمكن أن تؤدى الحرب إلى تغيير شكل الحدود بين الدول، وأن الضفة الغربية وغزة مرشحتان بقوة لهذا الأمر، كما قد يشهد جنوب لبنان المهدد الآن تغيرات فى الحدود مع نهاية الحرب.

إن التغييرات بالحدود قد تشمل سوريا، إذا ما فتحت الأخيرة المجال لبعض الميليشيات العراقية لتوجيه ضربات لإسرائيل من الجولان بالتنسيق مع جزب الله، وفى هذه الحالة يمكن أن تتوسع الحرب لتشمل الجولان وتهدد الحدود السورية.

 «ولائية» المرشد

أما عن ما آلت إليه الأوضاع فى لبنان، وتورطها فى الحرب مع إسرائيل بهذا الشكل، فإن حزب الله فى لبنان والحشد الشعبى فى العراق والحوثيين فى اليمن، هى فى الواقع حركات «ولائية» وليست وطنية، وهى فى النهاية تأتمر بأمر المرشد الأعلى فى إيران وتدين له بالولاء وتعمل على تحقيق أهدافه، لذلك لا يندم حزب الله على المشهد الحالى فى لبنان، حتى لو دفع ثمنه اللبنانيون من دمائهم واستقرارهم.

ولن يستبعد إقدام إسرائيل على غزو برى لجنوب لبنان، بل ويرجح هذا الأمر بأنه قد يحدث بنسبة 50% وصولا إلى جنوب الليطانى، فى حالة اضطرار إسرائيل بهدف إرجاع المستوطنين إلى الشمال الإسرائيلى.

وأخيرًا، فإن الحرب الإسرائيلية فى المنطقة لا يمكن أن تنتهى قبل عام على أقل تقدير، وقد يرجع ذلك إلى حصول حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة على 64 مقعدا من أصل 120 فى الكنيست، وتنتهى ولاية الحكومة منتصف العام المقبل، ومع ضعف جبهة المعارضة وعدم قدرتها على الإيقاع بالحكومة الحالية، المرجح أن تواصل الحكومة سياساتها الحالية مع دعم غربى، ولن تتغير أهدافها إلا بوجود تيار جديد قوى فى الداخل الإسرائيلى.