الإثنين 30 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ليليان ميخائيل.. أول عازفة جيتار مصرية تحصل على التاج الذهبى من مونديال الجيتار باليونان

ليليان ميخائيل فتاة مصرية ظهرت موهبتها فى أحضان الكورال الكنسى منذ الطفولة، كبرت وفى قلبها حب كبير للموسيقى والعزف، ورغم مخاوف الأهل؛ فإنها آمنت بحلمها وقررت أن تتعلم العزف على الجيتار الكلاسيك.



نجحت الفتاة البالغة من العمر 28 عامًا فى سن صغيرة أن تحقق خطوات إيجابية من عام لآخر، لتحصل على الميدالية والتاج الذهبى كأول عازفة جيتار مصرية من مونديال الجيتار فى اليونان أغسطس الماضى، وكانت المصرية الوحيدة التى مثلت لثلاث مرات فى اليوم العالمى للجيتار الذى تنظمه اليونسكو فى أكتوبر من كل عام.. فى حوار عبر الهاتف تحدّثت العازفة ليليان ميخائيل عن حلمها والجائزة وشغفها بالموسيقى.

الجيتار كآلة موسيقية تفوقت فى العزف عليها.. كيف بدأت الحكاية؟

- علاقتى بالموسيقى عمومًا بدأت منذ الطفولة مع كورال الكنيسة.. جذبتنى هذه الآلات المتنوعة وقيادة المايستروا للعازفين والعازفات، كبرت وفى قلبى حب لهذا العالم حتى المرحلة الإعدادية وظهور موهبتى فى الشعر والترنيم والغناء، فقررت العزف على آلة الفلوت ولكن المدرب هاجر من مصر وقتها، وكان البديل الجيتار، وحضرت عدة كورسات فى الكنيسة على مدار عام ولكن كان شغفى أكبر من هذه التدريبات، لعالم الدراسة الأكاديمية للجيتار.

والتحقتُ بقسم الدراسات الحرة فى الكونسرفاتوار وكان عمرى 16 عامًا، وبجانب دراستى للعزف على آله الجيتار كانت دراستى للثانوية العامة ثم التحاقى بكلية الآداب فى جامعة الإسكندرية، كما نجحت فى الحصول على شهادتين من خارج مصر من كدبولمة موسيقية من كليتى رويال سكول وترنتى بانجلترا، رغم أن الدراسة كانت أونلاين فى ظل جائحة كوفيد. 

كيف استفدت من تجربة الكونسرفاتور؟

- كانت الدراسة مختلفة جدًا، كنت متحمسة للتعلم فى الكونسرفاتوا و«اشتغلت على نفسى كتير من حيث التمرين المكثف حتى فى أوقات الإجازات لم أترك الجيتار والعزف والتدريب على مقطوعات مختلفة»، كانت فترة مليئة بالحماس، بدأت مع الدكتور حسام الشافعى- 2018، ثم أكملت مع الدكتور كريم فريج.

 آى نوع من الجيتار تعزفين؟

- أعزف على الجيتار الكلاسيكى، مولعة بالموسيقى الكلاسيك، اختبرت أنواعًا أخرى ولكنها لم تستهونى، أشعر أن الكلاسيك يُعبر عن ليليان وشخصيتى، حتى إنِنى تعلمت عزف البيانو لمدة 3 سنوات من أجل تطوير خبراتى وعزفى على الجيتار الكلاسيك.

مَن أشهَر المؤلفين الموسيقيين للجيتار وتميلين لعزف مقطوعاتهم؟

- العازف الإنجليزى Julian Bream والعازف الإسبانى Pepe Romero، ولديهما مقطوعات مميزة للغاية مثل Nostalgia - un dia de November- Asturias.

هل أثرت نشأتك على تكوينك الفنى وحبك للموسيقى؟

- بالعكس؛ عائلتى فى البداية رفضت عزفى على الجيتار؛ لكونى البنت الأولى فى العائلة التى ترغب فى الدخول لعالم الموسيقى، وكان ذلك يخيف أسرتى جدًا؛ خصوصًا أننى بدأت الدراسة الأكاديمية للجيتار فى الكونسرفاتوار بالتوازى مع أهم مرحلة تعليمية لأى عائلة وهى الثانوية العامة. ولكن بصراحة تمسكت بحلمى وهدفى ولم أتوقف عن تعلم العزف. أمّا الآن فعائلتى فخورة جدًا بما حققته من خطوات على مدار السنوات العشر الماضية، أتلقى منهم الدعم والتشجيع دائمًا.

حدّثينا.. عن مونديال الجيتار فى اليونان وفوزك بجائزة التاج الذهبى؟

- مونديال الجيتار هو فعالية موسيقية وثقافية تنظم للعام الثانى على التوالى فى شهر أغسطس تحت رعاية متحف الجيتار Volos guitar museum، وتُوِّجت بالميدالية والتاج الذهبى على عزفى وأدائى المميز خلال  الأيام الثلاث فى المونديال؛ حيث شاركت فى عزف أول يوم بمقطوعة للموسيقار الراحل عمر خورشيد وهى «حتى آخر العمر».

وتمّت دعوتى للمشاركة فى المونديال بناءً على مشاركتى لثلاث مرات منذ 2020 كأول عازفة جيتار مصرية فى اليوم العالمى للجيتار الذى تنظمه اليونسكو فى 18 أكتوبر من كل عام؛ حيث شاركت أول مرة مع اليونسكو فى عام الكورونا عبر احتفالية أونلاين بسبب الإغلاق العام، والعام الثانى نظمت فعاليات موسيقية بالشراكة مع اليونسكو فى مصر، بينما فى عام 2023 شاركت كأول مصرية فى العزف والاحتفال باليوم العالمى للجيتار الذى نظمته جمهورية نيجيريا. 

عزفتِ مقطوعة لـ«عمر خورشيد».. كيف كانت ردود الفعل حولها؟

- اندهاش وإعجاب كبير من زملائى العازفين المشاركين من بلدان أوروبية مختلفة والمستمعين أيضًا بالمقطوعة الموسيقية؛ لأنهم لم يتوقعوا وجود مؤلفات مصرية كلاسيكية بحتة، كان لديهم صورة ذهنية أن مصر بلا موسيقى كلاسيك وأنه يوجد فقط مطربون مثل عمرو دياب وتامر حسنى؛ خصوصًا أنهما ينظمان حفلات فى اليونان. وشعرت بسعادة غامرة بعزف مؤلفة لعمر خورشيد وتوصيل رسالة إيجابية عن الفن والموسيقى المصرية وأصالتها.

ما الذى يميز الفنان عمر خورشيد كعازف جيتار حتى يومنا هذا؟

- لأنه أستاذ كبير ومُجدّد فى الموسيقى، لديه رؤية فنية موسيقية لو أكمل مشواره كان سيغير وجه الموسيقى المصرية والعربية.. عمر خورشيد حالة ابتكار متوهجة، كل جملة موسيقية يؤلفها فى مقطوعته تصرّح بالمعانى والحالة النفسية من دون كلمات، فنان متنوع يلعب على الجيتار الكلاسيك والإلكتريك وينتج ويبدع ألحانًا مميزة..

عمر خورشيد أول عازف جيتار مصرى يخلق لهذه الآلة الموسقية شخصية ويصنع لها نجومية منفردة، وحتى يومنا هذا عندما نتحدث عن الجيتار يكون الاسم المقرون به فورًا عمر خورشيد.. أتمنى يومًا تحقيق مكانة مماثلة لهذا الفنان الكبير.. وأجتهد فى دراستى الأكاديمية تجاه التأليف الموسيقى على الجيتار ليكون لدى إنتاج فنى مُؤلَف عبر مقطوعات موسيقية كلاسيكية للجيتار.

كم عدد ساعات التدريب على الجيتار؟

- (تضحك).. كل يومى تدريب، الثابت يوميًا 6 ساعات، ولكن يعتبر كل اليوم تدريبًا لأننى أقوم بتدريس عزف الجيتار لطلابى سواء فى الإسكندرية أو أوبرا دمهنور، المركز الثقافى فى طنطا، والمركز الثقافى الروسى بالقاهرة، وتتراوح أعمارهم من 5 سنوات إلى 50 سنة، وهذا جانب آخر من حبى بالجيتار هو تعليمه لطلاب آخرين، وسعادتى لا توصف بالطلاب كبار السّن، لدى دارسون عمرهم 50 عامًا، هنا لا أكون فقط مدربة على العزف ولكن أكون شخصًا يساعد طالبًا فى تحقيق حلم عمره للعزف على آلة موسيقية كالجيتار.

ما هى التحديات التى واجهتك نحو تحقيق حلمك؟

- أبرز التحديات أن الموسيقى الكلاسيك ليس لها جمهور فى مصر، «بالنسبة لهم احنا مش فاهمين إنتى بتعزفى إيه، العب حاجة نفهمها لأم كلثوم أو عبدالحليم أو أكون جزءًا من باند موسيقى»، لكن حقيقى لا أرى نفسى أو شخصيتى غير فى العزف الكلاسيك.. حلمى التأثير فى الآخرين ونشر الموسيقى الكلاسيك.. لا أريد تغيير قناعاتى من أجل تحقيق شهرة عابرة.. لا أبحث عن الترند هذا ليس طموحى. 

وكان فى بداية عزفى يواجهنى تحدّى تقنى مرتبط بحجم يدى الصغير جدًا، أظن لو هناك اختبار قبل العزف على الآلة كان سيتم رفضى، ولكن واجهت ذلك بالعديد من التمرينات؛ لأتمكن من العزف على الجيتار، من خلال بذل مجهود مضاعف عن عازف آخر حجم يده طبيعية. 

 فى رأيك؛ لماذا عدد العازفات للجيتار والمؤلفات الموسيقية قليل بالمقارنة بالرجال؟

- لأن المجتمع يفرض على النساء مسئوليات مضاعفة، فهى زوجة وأم وترعى الأسرة، ألتقى بأمهات لطلابى فى التدريب وتخبرنى إحداهن أنها كانت تعزف فى الماضى على إحدى الآلات الموسيقية وتركت العزف عندما تزوجت وأصبحت مسئولة عن أسرة.. أظن مجال الموسيقى صعب وغير مُحدد بمواعيد روتينية كأى وظيفة أخرى، فهو يحتاج التزامًا وساعات تدريب طويلة والمشاركة فى الحفلات، لذا لا تستطع كل السيدات الاستمرار فيه والتوفيق بين هوايتها وحياتها العائلية. 

 أخيرًا؛ ماهى أحلامك؟

- حلمى كبير الوصول للعالمية والعزف على أشهَر مسارح مثل أوبرا فيينا- قاعة ألبرت هول- رويال هاوس بلندن- فيلهارمونى برلين، حلمى العزف مع أشهَر عازفى الجيتار مثل العازفة الأمريكيةGohar Vardanyan، أمّا على مستوى الدراسة؛ فهدفى استكمال التعلم الأكاديمى لعزف الجيتار خارج مصر، وأعكُف على المذاكرة الآن للالتحاق بأحد المعاهد الموسيقية فى إنجلترا.. وأخيرًا أتمنى أن أترك بصمة فى حياة أى شخص وأكون داعمة له وأشجع بنات أخريات على التمسُّك بأحلامهن والإصرار على مواصلة مشوارهن سواء فى الفن أو أى مجال.