استفتاء جديد لمهرجان الإسكندرية: (حبيبى دائما) يحتل المركز الأول فى قائمة (أفضل 100 فيلم رومانسى)
آلاء شوقى
تحت شعار «تختلف أفكارنا.. وتجمعنا السينما» ينطلق مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط فى نسخته الـ40 فى 1 أكتوبر المقبل، وتستمر فعالياته حتى 6 أكتوبر.
وقبل الانطلاق بأيام، كشف استفتاء ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائى، والذى تنظمه الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، عن اختيار (أفضل 100 فيلم رومانسى) من قبل 52 ناقداً، وكاتباً، وإعلامياً، ليعبر عن شعار الدورة، وهو (الرومانسية).
سيدة الشاشة تحصد نصيب الأسد بالأفلام الرومانسية
رغم رحيلها عن عالمنا منذ سنوات، إلا أن أعمال الفنانة الراحلة «فاتن حمامة» القوية ذات العلامة البارزة فى السينما المصرية والعربية، لا تزال على قيد الحياة، حيث يواصل النقاد والكتاب اختيار أعمالها الفنية الخالدة كأفضل الأفلام.
وتشارك أفلام (سيدة الشاشة العربية) بـ 19 فيلماً، تم اختيارها فى قائمة أفضل 100 فيلم رومانسى.
وتربع على قائمة الأفلام التى شاركت بها «فاتن حمامة» فى الاستفتاء، فيلم (نهر الحب) الذى حصد 46 صوتاً؛ وتلاه فيلما (بين الأطلال) و(أيامنا الحلوة) اللذان حصدا 45 صوتاً؛ أما (دعاء الكروان) فحاز على 43 صوتاً؛ يليه (الباب المفتوح) بـ41 صوتاً.
ثم جاء (لحن الخلود) بعدهم بـ39 صوتاً؛ ومن بعده (سيدة القصر) الذى حصل على 38 صوتاً؛ ليليه (رصاصة فى القلب) بـ35 صوتاً؛ ثم (الخيط الرفيع) الذى حاز على 32 صوتاً؛ و(موعد غرام) بـ25 صوتاً؛ و(حكاية العمر كله) بـ24 صوتاً.
ومن ثم، جاء (القلب له أحكام) بـ20 صوتاً؛ و(ابن النيل) الذى حصل على 16 صوتاً؛ و(دايما معاك) بـ13 صوتاً. كما حصدت أفلام (صراع فى الوادى)، و(لا تطفئ الشمس)، و(الحب الكبير) على 12 صوتاً؛ فيما حصل (حب ودموع) على 9 أصوات؛ وأخيراً (صراع فى الميناء) بسبعة أصوات.
أفضل 10 أفلام رومانسية
بعد عقود طويلة من أفلام الزمن الجميل، لا يزال أبطالهم متصدرين آراء النقاد فى عام 2024.. فقبل أى شىء تصدر البوستر الخاص بالمهرجان، صورة النجمة الراحلة «هند رستم» من فيلم (باب الحديد).
أما فيما يخص استفتاء (أفضل 100 فيلم رومانسى)، فجاءت النتائج تنحنى لتاريخ السينما المصرية، باعتباره حافلاً وزاخراً بالأعمال الرومانسية، التى قدمها كبار النجوم، ومن بينهم كل من: «سعاد حسنى، وشادية، وهند رستم، وبوسى، ومريم فخر الدين، ومديحة يسرى، ونادية لطفى»، وغيرهن من أيقونات السينما العربية التى حافظن على مكانة المرأة، فيما سيطرت مشاعرهن الرومانسية على قلوب المشاهدين.
أما الرجال، فكان: «عبد الحليم حافظ، وشكرى سرحان، ورشدى أباظة، ومحمد فوزى، وفريد الأطرش، وعماد حمدى، ونور الشريف»، الذى تميز كل منهم بلون مختلف فى تقديم الجانب الرومانسى.
وكذلك المخرجون الكبار الراحلون الذين جسدوا الرومانسية بصور وأشكال متنوعة، مثل: «عز الدين ذو الفقار، وهنرى بركات، ومحمد كريم».
ومن بين (أفضل 100 فيلم رومانسى)، جاءت أول عشر أفلام من وجهة نظر النقاد والكتاب والإعلاميين مفاجئة، حيث كان 9 منهم من زمن الفن الجميل، بينما كان واحد فقط حديثاً.
تصدر القائمة فيلم (حبيبى دائماً) من بطولة «نور الشريف، بوسى»؛ ثم (الوسادة الخالية) من بطولة «عبدالحليم حافظ»، ولبنى عبد العزيز»، إلى جانب «عمر الحريرى، وزهرة العلا، وأحمد رمزى» فى المركز الثاني؛ أما فى المركز الثالث فجاء فيلم (أغلى من حياتى) من بطولة «صلاح ذو الفقار، وشادية».
وجاء فيلم (نهر الحب) فى المركز الرابع، يليه فيلم (بين الأطلال) فى المركز الخامس، ثم (أيامنا الحلوة) بالمركز السادس، ومن بعده بالترتيب كل من أفلام: (رد قلبى)، و(معبودة الجماهير)، و(دعاء الكروان)؛ ليحل أخيراً فى المرتبة العاشرة فيلم حديث نسبياً، وهو فيلم (سهر الليالى).
القول الفصل للزمن الجميل
يعد استفتاء الدورة الـ40 لمهرجان الإسكندرية السينمائى مكملاً لمسيرة مهمة يقوم بها المهرجان بمشاركة النقاد والكتاب فى اختيار أهم الأفلام، التى تعبر عن نوعيات مختلفة، مثل: الكوميدية، والغنائية، والاستعراضية.
فى عام 2022، أجرى المهرجان- لأول مرة فى تاريخه- استفتاء ضخماً بين النقاد، لاختيار (أفضل 100 فيلم كوميدى) فى تاريخ السينما المصرية، وهو ما أسفر عن تصدر فيلم (إشاعة حب) للمخرج «فطين عبد الوهاب» قائمة الكوميديا.
وفى العام التالى، رأى المهرجان أن يستمر فى إطلاق نفس الخدمة لصالح السينما المصرية، وأيضاً لتكريم صناعها، وتنشيط ذاكرة جمهور المهرجان؛ حيث أطلق استفتاءه لاختيار (أفضل 100 فيلم غنائى)، ليأتى على رأس القائمة الفيلم الاستعراضى الراقص (غرام فى الكرنك)، لأصدق من صنعوا تلك النوعية من الأفلام المصرية.
إن نتائج استفتاءات النقاد والكتاب، تؤكد بصورة واضحة أن فترة الخمسينيات حتى أوائل الثمانينيات لا تزال محتفظة بلقب (العصر الذهبى) للفن فى مصر، إذ تميزت هذه المرحلة بالإنتاج الغزير، والمستوى العالى للأفلام، خاصة الرومانسية.
فكانت الخمسينيات فترة تحول هامة فى السينما المصرية، حيث ركزت الأفلام الرومانسية على قصص الحب البسيطة والنقية التى تمزج بين التقاليد والحداثة.
وتناولت الأفلام الرومانسية فى هذه الحقبة قصص الحب الأول، والعلاقات الرومانسية المعقدة، فى ظل التحولات الاجتماعية والسياسية التى كانت تمر بها مصر بعد ثورة 1952؛ ومن ضمن أهم أفلامها هو ما اختاره النقاد فى الدورة الـ40 لمهرجان الإسكندرية فى المركز الثانى من الإستفتاء، فيلم (الوسادة الخالية) الذى صدر عام 1957، الذى يعد من أشهر الأفلام الرومانسية فى السينما المصرية؛ ويعكس الفيلم مشاعر الحب، والحسرة، والأمل فى قالب فنى لا يزال يؤثر فى مشاعر الأجيال حتى اليوم.
ومع دخول السينما المصرية عقد الستينيات، تغيرت المواضيع الرومانسية لتصبح أكثر نضجاً وواقعية.. حيث بدأ المخرجون والكتاب فى معالجة العلاقات الرومانسية بأسلوب أكثر عمقاً، إذ انعكست التحولات السياسية والاجتماعية التى شهدتها مصر فى تلك الفترة على الأفلام الرومانسية.
من أبرز أفلام هذا العقد، هو الفيلم الذى جاء فى المرتبة الخامسة فى الاستفتاء، وهو (بين الأطلال)؛ فرغم أنه صدر عام 1959، إلا أنه ظل مؤثراً طوال فترة الستينيات، نظراً لاستناده إلى رواية «يوسف السباعى»، التى حملت فى طياتها عمق المشاعر والتحديات التى تواجه الحب فى وجه الزمن والمجتمع.
وفى السبعينيات، كانت السينما المصرية تعكس روح التحدى والأمل، فى ظل الأوضاع الاجتماعية والسياسية المعقدة، حيث واصلت الأفلام الرومانسية تألقها، وصولاً إلى أوائل الثمانينيات، وكان أبرز الأمثلة على ذلك، الفيلم الذى تصدر قائمة الاستفتاء، وهو (حبيبى دائماً) الذى صدر عام 1980، ولاقى شعبية هائلة.