الإثنين 11 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. مهرجان الإسماعيلية وإطلالة مختلفة!

كلمة و 1 / 2.. مهرجان الإسماعيلية وإطلالة مختلفة!

أتمنى أن تستهل المخرجة التسجيلية الدءوبة هالة جلال أول دورة لها لرئاسة مهرجان الإسماعيلية السينمائى الذى يقيمه المركز القومى للسينما، بأن تقدم لنا وجهًا مختلفًا، تتناول مشوار كبار المخرجين الروائيين أقصد الوجه المسكوت عنه لمخرجين كبار بحجم صلاح أبوسيف وعاطف سالم ويوسف شاهين وكمال الشيخ ومحمد خان وعاطف الطيب وداوود عبدالسيد وخيرى بشارة وعلى بدرخان وغيرهم.



لكل هؤلاء وغيرهم مشوار استثنائى مع الفيلم التسجيلى، لم تمنحه المهرجانات السينمائية ما يستحقه، وهذا هو دور مهرجان الإسماعيلية، الذى يفتتح دورته رقم 26 فى الخامس من فبراير.

أتمنى أن يصبح هذا المشروع ضمن أجندة الدورة القادمة، الذى يستحق قطعًا مساحة من الاهتمام ومن الضوء، المهرجان يعوزه الخيال، وأعتقد أنه قد حان الوقت، لكى نتوقف عن إلقاء تبعات تراجعنا على شماعة ضآلة الإمكانيات، جزء معتبر مما نعانيه له علاقة مباشرة بفقر الخيال.

الفيلم التسجيلى فى مفهومه عند البعض خطوة على الطريق، وليس هو ذروة الطريق، وكأنه الثانوية العامة، من ينجح ويحقق مجموعًا، عليه أن يقدم أوراقه للجامعة والتى تعنى الفيلم الروائى الطويل. وتلك هى أولى المشاكل التى تعانى منها السينما التسجيلية، المفروض أن الفيلم التسجيلى يفرض قانونه على المخرج، هناك فكرة ما يجد المخرج أن معالجتها لا تتم إلا فى إطار تسجيلى، وأخرى لا يمكن أن تشاهدها إلا فى إطار روائى.

كان المخرج محمد كامل القليوبى يشكل حالة استثنائية، يجمع طوال مشواره بين الروائى والتسجيلى. أتذكر أن المخرج الكبير كمال الشيخ فى عز نجاحه تميز بأفلام الحركة والتشويق جاءت له فى الستينيات لمحة فيلم اسمه (أصابع)، الفكرة قائمة على أن المخرج يتابع الأصابع المبدعة فى كل مجال، الرسام والعازف وصانع النسيج والنحات وهكذا، هذا الفيلم شاهدته فى إطار أفلام الأستاذ كمال الشيخ عندما قرر المركز القومى للسينما تكريمه بأحد المهرجانات قبل نحو 30 عامًا، فاكتشفت هذا الجانب المختلف لدى مخرجنا الكبير، كما أن المخرج توفيق صالح له فيلم (القلة) يتتبع صناعة القلل حتى يصل إلى الرقص بها، وفى مشواره قدم أفلامًا أخرى تسجيلية مثل (من نحن) و(نحو المجهول) و(كورنيش النيل) و(فن العرائس)، وهو يعتبر فى جيله الأكثر اهتمامًا بالفيلم التسجيلى.

المخرج يسرى نصرالله من هؤلاء الذين يجمعون بين تقديم الروائى والتسجيلى، وأيضًا تلميذه عمرو سلامة. السؤال أين يعرض الفيلم التسجيلى؟، المخرج أحمد فوزى صالح قدم الفيلم التسجيلى (جلد حى) عام 2010 وبعد ثمانى سنوات قدم الفيلم الروائى (ورد مسموم) الجمهور المصرى لم يتعود على هذا النوع، الفيلم عنده يساوى أسماء النجوم، وهو من أجلهم يدفع ثمن التذكرة، كما أن شركات القطاع الخاص تراجعت كثيرًا عن تقديم مثل هذه الأفلام.

ويبقى أن أحد أدوار مهرجان الإسماعيلية، إعادة الاعتبار للفيلم التسجيلى عند الجمهور، أتمنى أن أرى خيالاً وإطلالة مختلفة فى المهرجان تشبه المخرجة هالة جلال!.