
محمد مصطفى سالم
أجندة الشيطان
بمقالنا الماضى «مآل إسرائيل» سردنا بعض الأحداث التاريخية المثبوتة، لنعلم ما نحن مقبلون عليه، وكيف يفكرون فى خطط طويلة المدى وانتهينا بشعور مسنا جميعا أن هناك أجندة يتبعونها على مر العصور كأنها وصية يجب اتباعها أو عقيدة تتغلغل فى نفوسهم وعقولهم.
والآن أريد طرح بعض قوانين هذه الأجندة المعروفة على مستوى العالم وقد سبقنى بالحديث عنها العديد والعديد، ولكنى أريد أن أعطى مثالًا حيًا على كل قانون من هذه القوانين فى وطننا العربى.
أولًا :- الفوضى والثورات والحروب
لنرجع قليلا بالزمن لبداية الألفية الثانية «الربيع العربى»
هل طبيعى أن معظم شعوب الوطن العربى أرادت التغيير فى ذات الوقت وبذات الطريقة، لنفترض أن هذا طبيعى وأننى فقط أنظر لذلك بنظرية المؤامرة،
لماذا جميعهم تغيروا بذات الطريقة وبنفس العام 2011، شرارة بدأت بتونس والتفت نيرانها بكل الوطن العربي، ولماذا جميع هذه الشعوب التى أرادت التغيير جمعيها فشلت؟!
كان هناك من قال لهم لا نريد منكم أكثر مما فعلتموه فلا تفكروا بالنجاح.
على سبيل المثال سأتحدث عن دولتى مصر التى أتشرف أن تكون وطنى الذى أنتمى إليه وأعيش فيه وأستشهد بجملة للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى كان مدير الاستخبارات فى هذا الوقت ويعلم أدق التفاصيل لهذه الحقبة من الزمن، لقد قال نصًا إن «2011 كانت شهادة وفاة مصر».
معنى هذا أنه يعلم من أشعل هذه الأزمة فى تونس ومصر وليبيا واليمن، كانت هناك خطوات اتبعت بنظام موحد وأن من صنعها لم يكن يريد الإصلاح كما كان يصدر، فبعد هذا العام ظهرت داعش والحروب الأهلية والتدخلات الخارجية، وأصبح وطننا العربى للأسف ملعبًا لتنافس دول أصبحت تتصارع وأبناء وطننا يموتون بأسلحة محرمة دوليًا، ومن كان المستفيد من هذا كله «نعم إنه الكيان الصهيونى»، فماذا يريد من خير أكثر من هذا لنفسه؟!
وطن عربى مدمر وشباب محطمون ومنكسرون واقتصاديات منهارة.
والآن لننتقل إلى القانون الثاني:-
السيطرة على الصناعة والزراعة فجميعنا يعلم أن من أراد من الدول زرع المحاصيل الاستراتيجية والاكتفاء الذاتى منها فإنه يخاطر، بل إنه ينتحر هو ودولته لأنه هكذا سيسبب ضررًا لمصالح اقتصاد لدول «المركز»، ورجلها الأول بالمنطقة المعروف بإسرائيل، فعندما أراد العراق تقوية نفسه استنفزوه بحربه مع إيران وحربه مع الكويت حتى انهار، ومن قبله مشروع الوحدة العربية بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والذى كان حلمًا لجميع العرب فى هذا الوقت وانتهى بالتدمير والحروب التى استدرجوا فيها مصر، فهم لا يريدون الاستقرار لنا حتى نظل غارقين مشردين وهم المتفضلون علينا يرمون لنا الفتات مما تبقى من خيرنا.
والآن لننتقل إلى القانون الثالث:-
تدمير الأخلاق ونشر العملاء، فنحن بطبيعتنا مجتمع عنده القابلية للموت من أجل مبادئه وأخلاقه، ولكن الآن وصلنا لمرحلة كل شىء ينهار مقابل المال والقسم الآخر أصبح يتبع سياسة التقليد الأعمى فيريد أن يتخلق بأخلاق ليست من طبعه ولا من قيمه، ولكنها تسير تحت سياق الموضة العالمية فننتهى بجيل مهلهل لا يملك ثقافة داخلية أو مبادئ تربوية فيسهل تجنيده لأى هدف، فبعد أن كان عندنا أجيال من العلماء يصبح عندنا أجيال من العملاء.
القانون الرابع :-
إغراق الدول بالديون، حيث نرى بعض مؤسسات الإقراض العالمية فى البداية تقدم للدول تسهيلات وحلولاً حتى تحكم قبضتها مثل الثعبان صاحب الجلد الناعم يلتف ويلتف حتى يخنق فريسته وإن سقطت أصبحت لا تملك حتى حق الاعتراض.
لننتهى بتطبيق جملة «العالم قرية صغيرة»، فهى جملة لا تتحدث عن سهولة الاتصال بل هى جملة مرعبة، فكيف تجعل العالم مختلف المعتقدات والحضارات قرية واحدة إلا عند تدمير جميع ما سبق من ثقافات وحضارات وأخلاقيات لننتهى بقسمين.. «قسم حكام» وهم بنى صهيون أو أتباع هذه الأجندة أجندة برتوكولات حكماء صهيون، «وقسم عبيد» وهم شعوبنا.