عاش قصيرًا لكنه أعطى كثيرًا.. وداعًا رجل الأقدار إيهاب جلال

كريم الفولى
رحل عن عالمنا منذ أيام قليلة إيهاب جلال المدير الفنى للإسماعيلى الحالى، ومنتخب مصر الأسبق، فى رحلة حياة قصيرة، ولكنها كانت عامرة بمشوار تدريبى كبير، خاضها مع 8 أندية مصرية، ونادٍ ليبى، وفى مسيرته الدولية كانت محطة منتخب مصر الأول، هى الوحيدة ولكنها كانت فريدة وقصيرة، مثل شريط العمر والذى انتهى يوم الأربعاء الماضى، فى خبر هز الوسط الرياضى كله.
إيهاب جلال، رجل الأقدار والمهمات الصعبة خلال مسيرته التدريبية، ورغم مشواره القصير فى الحياة، فإنه ترك وراءه إرثًا من السيرة العطرة، خلال محطاته التدريبية، مع الأندية ومنتخب مصر الأول، رغم افتقار مسيرته للبطولات والألقاب، كون معيار النجاح ليس مرتبطًا دائمًا بالألقاب التى يحققها اللاعب أو المدرب فى مسيرته مع كرة القدم فحسب؛ بل تبقى السيرة الذاتية القوية والبصمة الفنية المؤثرة بأقل الإمكانيات نجاحًا لا يمكن إنكاره، وهو ما أثبته إيهاب جلال، المدير الفنى للإسماعيلى ومدرب منتخب مصر الأسبق الذى خاض مشوارًا طويلًا مع كرة القدم قبل وفاته عن عمر يناهز 57 عامًا.
لقب وحيد ومسيرة حافلة لن تنتهى
شق المدرب الراحل طريقه إلى الأضواء بصفوف فريق الشمس قبل أن يقضى معظم مسيرته بالتنقل بين أندية محافظات قناة السويس فى مصر حيث ارتدى قميص الإسماعيلى لما يقرب من تسع سنوات وتنقل بين ناديى المصرى البورسعيدى والقناة قبل اعتزاله كرة القدم فى عام 2004، بعد الاعتزال عمل إيهاب جلال مديرًا للكرة بنادى المصرى البورسعيدى وكرر التجربة على مدار موسمين فى نادى الإسماعيلى بين عامى 2008 و2010 قبل أن يكرس نفسه لمجال التدريب فقط، وحقق إيهاب جلال لقبًا واحدًا فى مسيرته مع كرة القدم عندما توج بلقب كأس مصر مع الإسماعيلى فى عام 1997 بعد الفوز بهدف على الأهلى فى المباراة النهائية باستاد القاهرة.
ظلم كمدرب ولكنه ظل صامدًا
مسيرته التدريبية، قد خلت تماما من الألقاب، لكن المدرب الراحل بدأ مشواره من الصفر بالعمل مع أندية مغمورة فى الدرجات الأدنى حتى أثبت نفسه بجدارة ليصل للمحطة الأهم والمنصب الأكبر بعمله مديرًا فنيًا لمنتخب مصر، وتم تصنيفه كأفضل مدرب مصرى فى استفتاءات عديدة، وتنقل جلال مدربًا بين أندية الحمام وكهرباء الإسماعيلية وكفر الشيخ، وكانت محطته الأولى فى الدورى المصرى الممتاز فى تدريب تليفونات بنى سويف فى موسم 2011/2012 الذى لم يكتمل لنهايته بسبب أحداث ستاد بورسعيد التى راح ضحيتها 72 مشجعًا من جماهير الأهلى عقب مباراة المصرى فى الأول من فبراير 2012.
ووضعت تجربة المقاصة المدرب الراحل على طريق النجومية حيث قاد الفريق فى ثلاثة مواسم، ووصل به لوصافة الدورى المصرى فى 2017 ليتأهل الفريق لدورى أبطال إفريقيا للمرة الأولى والأخيرة فى تاريخه، ورحل إيهاب جلال عن المقاصة اعتراضًا على سياسة إدارة النادى فى التفريط بعدد كبير من نجوم الفريق بسبب العروض المالية المغرية، لكنه واصل مشواره مع التدريب بمحطات أخرى أكثر بريقا حيث انتقل إلى تدريب إنبى ومنه انتقل لتدريب الزمالك وسط موسم 2017/2018 فى خطوة تاريخية لكونه ليس من أبناء القلعة البيضاء، ولكن تجربة إيهاب جلال مع الزمالك لم تستمر طويلا بل رحل بعد 17 مباراة ليخوض أول تجربة له خارج مصر بالعمل مديرًا فنيًا لفريق أهلى طرابلس الليبى.
65 يومًا فقط مع الفراعنة
عاد مجددًا إلى مصر، لينتقل إيهاب جلال، لتدريب فريقه السابق المصرى البورسعيدى، لمدة موسمين ثم عاد مجددا إلى المقاصة فى موسم 2020/2021 وتركه فى أواخر الموسم لينقذ ناديه السابق الإسماعيلى من الهبوط، وفى صيف 2021 بدأ إيهاب جلال مغامرة جديدة وقوية بقيادة فريق بيراميدز، أحد أقطاب الكرة المصرية خلال الأعوام الأخيرة، ولكنه رحل فى مارس 2022 بسبب فرصة لا يمكن تفويتها بالانتقال ليكون مديرًا فنيًا لمنتخب مصر، ولكنه رحل سريعًا عن منتخب مصر، بعد ما يقرب من 65 يوما من قرار تعيينه، حيث خاض ثلاث مباريات، فاز خلالها بهدف على غينيا فى التصفيات المؤهلة لكأس الأمم بينما خسر أمام إثيوبيا فى الجولة الثانية قبل خسارة أكبر أمام كوريا الجنوبية بنتيجة 4/1 فى مباراة ودية، وبعد رحيله عن منتخب مصر، عمل إيهاب جلال مدربا لفريق فاركو فى 8 مباريات فقط خلال موسم 2022/2023 قبل أن يقضى الموسم الماضى 2023/2024 بالكامل مع فريق الإسماعيلى وينجح فى إنقاذه من شبح الهبوط للدرجة الثانية والتأهل لقبل نهائى كأس مصر لأول مرة منذ سنوات طويلة.