الأحد 3 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
هجمات سبتمبر أكاذيب وحقائـق ـ 1ـ الهندى الذى أعاد فتح الملف الغامض!‏

هجمات سبتمبر أكاذيب وحقائـق ـ 1ـ الهندى الذى أعاد فتح الملف الغامض!‏

بالمصادفة البحتة شاهدت قبل أيام فيديو على اليوتيوب، مصنوع فى أكتوبر 2023 عنوانه ‏‏«انهيار مركز التجارة العالمي/ التفسير الفيزيائى الكامل»، يتجاوز عرضه ربع الساعة، ‏تفسيرات هندسية معقدة ومملة جدا عن مواصفات أعمدة الفولاذ وتأثير الصدمة والحرارة ‏عليها، لا مانع من الصبر والتحمل، فالحقيقة لها ثمن مادى ونفسى، الفيديو يؤيد التفسير ‏الأمريكى الرسمى، للهجمات الإرهابية التى ضربت مركز التجارة العالمى، بطائرتين ‏مدنيتين مخطوفتين فى 11 سبتمبر 2001، وسقط  فيها ثلاثة آلاف قتيل، ويستخدم علم ‏الفيزياء فى شرح كيفية انهيار البرجين التوأمين الشمالى والجنوبى، إلى كومتين من الفولاذ ‏الممزق والخرسانة المفتتة.‏



الفيديو لم يضف جديدا، إلا فى المصطلحات والنظريات العلمية، لكن اليوتيوب صار عملا ‏مربحا للغاية خاصة فى «القضايا» المُعلقة التى لا تتوقف التساؤلات حولها، وفعلاً أثار ‏الفيديو شغف ما يزيد على 11 مليون مشاهد، فى 11 شهرا فقط، ونال ما يقرب من 64 ألف ‏تعليق آخرها يوم 1 سبتمبر الحالى..

المدهش أن الفيديو لم يصنعه أمريكى أو أوروبى من الدول التى تمضى خلف العم سام ‏مغمضة العينين حافية القدمين، وإنما صنعه مهندس هندى، اسمه سابين ماثيو، يعيش فى ‏مدينة بونى، على بعد 120 كليومترا من جنوب شرق بومباى، وهى ثانى أكبر مدن ولاية ‏ماهراشترا الهندية، وأسس قناة للهندسة باسم «ليسكس»، ويحترف مجال الروبوتات والتحكم ‏الآلى الصناعى..‏

لكن يبدو أن الفيديو لم يحقق المراد منه، إذ جاءت أغلب التعليقات ساخرة غير مقتنعة ‏بالتفسير الذى لبس ثياب العلم، واختار واحدًا من أصعب العلوم وهو «الفيزياء»!‏

كان أكثر التعليقات سخرية: كيف أنهار المبنى رقم 7 بنفس طريقة البرجين، دون أن تضربه ‏طائرة؟، انهار المبنى رقم 7 من شدة الغيرة من طريقة التدمير المثالية للبرجين التوأم، قال ‏الرئيس بوش: ما كان أحد أن يتخيل أن شخصا ممكن أن يقود طائرات إلى المبنى، هذا ‏الفيديو يقول إن المهندسين صمموا مركز التجارى العالمى من أجل هذا الاحتمال ‏بالضبط..هذا أغرب فيديو يشرح الفيزياء.‏

أما فرانك كاسل، فقد كتب: لا تخبر رجال الإطفاء الذين أبلغوا عن انفجارات فى قاعدة ‏الأبراج، وفرانك كاسل اسم مستعار انتقاه من فيلم شهير هو «المُعَاقِب»، عن رجل بوليس ‏قتلت عصابة أسرته بالكامل وضربوه بالرصاص والقوه فى البحر وأنقذه بعض الصيادين ‏وعالجوه، فنهض وعاد إلى المجرمين منتقما معاقبا لهم على ما فعلوه به وأسرته. ‏باختصار بعد ما يقرب من ربع قرن مازال الملايين من سكان كوكب الأرض لا يقبلون ‏التفسير الأمريكى الرسمى لأحداث 11 سبتمبر أو لا يصدقونه، وقالت دراسة فى عام ‏‏2016، من جامعة تشابمان فى كاليفورنيا: إن أكثر من نصف الأمريكيين يعتقدون أن ‏الحكومة تخفى معلومات حول هجمات 11 سبتمبر، وقد حدثت إضافات وتصويبات على ‏تقرير الحكومة الرسمى على مدى سنوات، ولم أسد ثغرات  بعض المعلومات المفقودة، ‏ولا يعنى هذا أن هناك أى دليل على نظريات المؤامرة، لكن الغريب أن المزاعم المتواترة ‏على الإنترنت حول تلك الهجمات متزايدة، وتصرح أو تلمح بأن الحكومة الأمريكية كانت ‏متواطئة، أو أن المسئولين تركوا الهجمات عن عمد أو أن بعضهم شارك فى التخطيط لها..‏

يشرج الخبراء أسباب تصاعد نظريات المؤامرة: أن جزءا من استمرارية هذه النظريات ‏راجع إلى التنافر الذى ينتج عند الناس، حين يقال لهم إن مجموعة صغيرة نسبيا من الرجال، ‏يستخدمون أسلحة منخفضة التقنية، يمكن أن يتسببوا فى وقوع هذه المذبحة الكارثية.‏

بالفعل تبدو هذه الشكوك منطقية إلى حد كبير، وعند البعض تتحول إلى حقائق، وإن لم يكن ‏عليها أدلة قاطعة، فالمؤامرات لا تترك وراءها آثار تحدد «أصحابها» ويغيب عنها دوما ‏براهين الإدانة التى لا تقبل الدحض، فقط تعريها قرائن وشواهد ودلالات، منها على سبيل ‏المثال القوى «جواز سفر خارق للطبيعة»، وقد ذكره مشاهد فى تعليقه على فيدو سابين ماثيو ‏‏: هل يمكن أن تصنع فيديو جديد بالفيزياء عن «جواز السفر» الذى عثروا عليه بين الأنقاض؟ ‏

إنه جوار سفر المصرى محمد عطا، واحد من المتهمين الـ19 المدانين باختطاف الطائرات، ‏وارتكاب الجريمة الإرهابية، عثرت عليه قوات الإنقاذ والإطفاء تحت ركام البرج الشمالى، ‏لم يكن رمادا وأعادوه إلى الحياة بمعالجات كيميائية، وإنما كان نصف محترق، أما النصف ‏غير المحترق فهو الذى حوى بياناته الشخصية..

كيف بالله عليكم أن تنفجر طائرة ركاب ضخمة فى البرج الشمالى، يقودها محمد عطا بنفسه ‏وجوازه فى جيبه، فيندلع حريق هائل درجة حرارته لا تقل عن 650 درجة مئوية، وينصهر ‏فولاذ المبنى ويتفتت أسمنته وجرانيته وينهار كليا، وتحترق الطائرة تماما، إلا جواز السفر ‏الذى طار من الطابق 78 إلى الشارع، ويلحقه ركام البرج؟

هل يمكن لعاقل أن يصدق ذلك أيا كان التفسير العلمى لانهيار البرجين التوأم؟

ثانيا: صدمت الطائرة الأولى البرج الشمالى فى الساعة الثامنة وست وأربعين دقيقة، ‏وصدمت الطائرة الثانية البرج الجنوبى فى التاسعة ودقيقتين من صباح التاسع من سبتمبر ‏‏2001، أى بعد الضربة الأولى بـ16 دقيقة، لكن فى الانهيار تبدلت الأحداث، البرج الجنوبى ‏هو الذى انهار أولا فى العاشرة إلا دقيقة، بعد 57 دقيقة من ضربه، بينما البرج الشمالى ‏انهار فى العاشرة وثمانية وعشرين دقيقة، أى بعد 112 دقيقة من ضربه..ولم يفسر أى فيديو ‏أو بحث علمى كيف حدث هذا وما سبب تأخير سقوط البرج الشمالى، والبرجان توأم وبدأ ‏البناء فيهما عام 1966، وافتتحا فى عام 1973.‏

ثالثا: كيف انهار البرج رقم 7 دون أن تضربه طائرة، وبعد سبع ساعات من انهيار البرجين ‏التوأم ويبعد عنهما  بـ100 متر تقريبا؟، بالطبع ممكن أن يتضرر من تطاير ‏الأعمدة والخرسانات، لكن أن ينهدم تمامًا عموديًا، فهذا خارج عن المألوف!‏

‏ المدهش أن الشكوك ولدت بعد أيام قليلة من العملية الإرهابية، مع أن أسامة بن لادن ولم ‏تنتشر بين العامة فقط، وإنما بين مثقفين ومفكرين ومهندسين وعلماء وأساتذة جامعات، لم ‏يخترعها العرب المتهمون بعشق نظريات المؤامرة والسباحة فى فضاء الأوهام والخيالات ‏وقصائد الشعراء هروبا من عجزهم عن مواجهة الواقع المأزوم حولهم، فقط تعجب مثقفوهم ‏من قدرات 19 عربيا إرهابيا فى التغلب على أجهزة الأمن الأمريكية ذات القدرات الهائلة ‏علميا وتكنولوجيا ومعلوماتيا، واختراقها بسهولة فائقة، وخطف أربع طائرات من ثلاث ‏مطارات مختلفة فى شرق الولايات المتحدة: طائرتان من مطار لوجان فى مدينة بوسطن، ‏وطائرة من مطار دالاس فى واشنطن العاصمة، وطائرة من مطار نيويورك فى ولاية ‏نيوجيرسى، والطائرات الأربعة كانت متجهة إلى كاليفورنيا، ويسيطرون على هذه الطائرات ‏ويقودنها إلى نيويورك فيضربون برجى مركز التجارة العالمى، ثم يضربون بالثالثة مبنى ‏البنتاجون ( وزارة الدفاع)، وتسقط الرابعة فى منطقة قريبة من شانكسفيل بولاية بنسلفانيا، ‏وقيل إنها كانت متجهة إلى واشنطن لضرب مبنى الكابيتول «مقر الكونجرس والمحكمة العليا ‏والقضاء الفيدرالى»، لكن صراعًا نشب بين ركابها والمختطفين أدى إلى سقوطها دون أن ‏تبلغ اهدافها!‏

والسؤال: إذا كان هؤلاء العرب قادرين على اختراق الأمن فى الدولة العظمى الوحيدة فى ‏العالم وضرب وزارة الدفاع ومركز التجارة «الرمز الأمريكى العالمى»، فلماذا لم يفعلوا مثل ‏هذا النجاح المذهل فى بلادهم الأقل قدرات؟

وبالطبع لا توجد إجابة..خاصة أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة فى أفغانستان نفى أى ‏علاقة لها بالهجمات الإرهابية، وأصدر بيانًا فى 16 سبتمبر من عام 2001، أى بعد الهجمات ‏بأسبوع واحد يقول فيه: أؤكد أنَّنى لم أخطط لهذا العمل، الذى يبدو أن منفِّذيه أفرادٌ لهم ‏دوافعهم الخاصة!‏

لكن فجأة فى عام 2004، أى بعد أن غزت أمريكا أفغانستان وطاردته فى الكهوف والجبال، ‏وبعد أن غزت العراق، خرج فى شريط فيديو أذاعته قناة الجزيرة يعترف بالمسئولية التامة ‏عن 11 سبتمبر!‏

تبدو فعلا مسألة محيرة لكن يمكن تفسيرها لاحقا..‏

‏المهم، بالرغم من هذا الاعتراف، لم تتراجع الشكوك، بل تكاثرت وأفاض فيها أمريكان ‏وأوروبيون، مثلا فى يونيو عام 2005 أرسل الدكتور مايكل دراكسيلبوير أستاذ علم الاجتماع ‏بجامعة فيينا، المتخصص فى الدراسات الأمريكية رسالة إلكترونية إلى الدكتور روبين ج ‏رامبورت فى جامعة كاليفورنيا، عنوانها (مؤامرة أخرى).‏

الرسالة والرد.. الأسبوع القادم