الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عدد المنازل المنهارة كليًا 12 ألفًا و420 منزلاً: الســودان الفيضانات تدمر 70 قرية وتشرد 100 ألف شخص

يواجه الملايين فى السودان الغنى بالذهب خطر المجاعة بسبب الحرب الدائرة فى البلاد بالإضافة إلى الفيضانات التى عمقت أزمتهم والمجاعة والأمراض التى تفتك بالملايين وخسر عشرات الآلاف من السكان بشمال السودان منازلهم إثر أمطار وسيول قياسية ومضى أسبوعان دون أن تصل الخيام لإيواء الأسر المشردة وسط توقعات باستمرار هطول الأمطار وجريان الأودية، وتقدمت وزارة الموارد المائية والرى المصرية بخالص التعازى والمواساة إلى قيادة وحكومة وشعب السودان جراء انهيار سد أربعات بحوض خور أربعات بولاية البحر الأحمر الساحلية، مشيرة إلى عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التى تربط مصر والسودان ووقوفها الدائم إلى جانب أشقائها فى السودان فى مختلف الظروف. 



 ووفقًا لتقرير حكومى سودانى بلغ عدد المنازل المنهارة كليا 12 ألفا و420 منزلا، وتركزت معظم الأضرار فى الولايتين الشمالية ونهر النيل، وبادر مركز الملك سلمان للإغاثة باستجابة عاجلة لإغاثة للمتضررين، حيث يعمل المركز على تقديم مساعدات عاجلة إيوائية وغذائية تستهدف 6000 فرد من المتضررين، وتزامنا مع الفيضانات التى ضربت شرق السودان، دمرت فيضانات أخرى مناطق واسعة فى الإقليم الشمالى وتسببت فى تشريد أكثر من 100 ألف شخص. وغالبا ما يشهد السودان أمطارا غزيرة تسبب سيولا وفيضانات بين شهرى مايو وأكتوبر من كل سنة، ما يلحق الأضرار بالبنى التحتية والمحاصيل ويشرد عائلات بكاملها.

 

 

 

وغمرت سيول وأمطار منطقة أربعات شمال مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر مما تسبب فى انهيار سد أربعات وجرف قرى بأكملها. وقالت الأمم المتحدة نقلا عن مسئولين محليين فى البداية إن 30 شخصا على الأقل لقوا حتفهم فى انهيار سد أربعات، مضيفة أن العدد الإجمالى قد يكون أعلى من ذلك بكثير، وترجع أهمية سد أربعات إلى تخزين مياه الأمطار الموسمية وهو الخزان الذى تعتمد عليه بورتسودان فى إمدادها بالمياه. وفى هذا الصدد قال متطوعون محليون يعملون فى إغاثة المتأثرين بالسيول فى بورتسودان إن انهيار السد جرف 20 قرية بشكل كلى ودمر 50 قرية جزئيا، وجرفت السيول المنازل والحيوانات وصعد الناس إلى الجبال ليحموا أنفسهم. ونتيجة السيول والأمطار الغزيرة تنتشر الأمراض والأوبئة، وكان وزير الصحة السودانى هيثم إبراهيم أعلن فى 17 من أغسطس تفشى وباء الكوليرا، إلى جانب ظهور عدد من الأمراض الأخرى.

وأعلنت السلطات السودانية ارتفاع عدد قتلى السيول والفيضانات التى تشهدها البلاد منذ أسابيع إلى 132 شخصا، فى حين أدى انهيار سد اربعات بولاية البحر الأحمر إلى غمر وتضرر عشرات القرى، وتسببت الأمطار الغزيرة التى هطلت على البلاد فى الأسابيع الأخيرة فى حدوث سيول غمرت سد أربعات الواقع على بعد 40 كيلومترا فقط إلى الشمال من بورتسودان، التى أصبحت عاصمة البلاد بحكم الأمر الواقع ومقر الحكومة والدبلوماسيين ووكالات الإغاثة ومئات الآلاف من النازحين. وقالت غرفة الطوارئ التابعة للحكومة السودانية فى بيان إن حصيلة وفيات السيول والفيضانات بلغت 132 فى 10 ولايات، فى حين ارتفع عدد الأسر المتضررة إلى 31 ألفا و666، تضم 129 ألفا و650 فردا. وأضافت الغرفة أن عدد البيوت المنهارة جراء السيول والفيضانات بلغ 12 ألفا و420 بيتا انهارت كليا، و11 ألفا و472 بيتا انهارت جزئيا.

وكانت قد أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد القتلى جراء السيول والفيضانات التى اجتاحت ولايات عديدة إلى 76 قتيلا منذ يونيو الماضى. وقال رئيس هيئة المياه بولاية البحر الأحمر عمر عيسى هارون فى رسالة عبر تطبيق واتساب للموظفين إنه لم يعد من الممكن التعرف على ملامح المنطقة، وإن الوضع كارثى والسيول أزالت أنابيب المياه وأعمدة الكهرباء فى المنطقة. ووفقا لشهود عيان، غمرت مياه السد المتدفقة 15 قرية على الأقل، فى حين تعرضت حوالى 30 قرية أخرى لأضرار جزئية. ونقلت الأمم المتحدة عن السلطات المحلية قولها إن منازل نحو 50 ألف شخص تضررت من السيول، وإن هذا الرقم لا يشمل إلا المنطقة الواقعة غرب السد لتعذر الوصول إلى المنطقة الواقعة إلى الشرق منه، كما اجتاحت أمطار وسيول وفيضان نهر خور بركة الموسمى مدينة طوكر بولاية البحر الأحمر، وتسببت فى قتلى وانهيار مئات المنازل ونزوح حوالى 500 أسرة. وكان السد الذى تبلغ سعته 25 مليون متر مكعب يوفر مياه الشرب للمدينة الواقعة على البحر الأحمر. كما أن السد المنهار كان المصدر الرئيسى للمياه لمدينة بورتسودان التى تضم الميناء الرئيسى بالبلاد على البحر الأحمر، ولمطارها العامل، وتستقبل معظم شحنات المساعدات التى تشتد الحاجة إليها فى البلاد.

وقال تجمع البيئيين السودانيين فى بيان إن سد أربعات هو المصدر الرئيسى للمياه لمدينة بورتسودان، وانهيار السد يهدد المدينة بالعطش فى الفترة المقبلة، وأن انهياره أجبر بعض الأسر على البحث عن ملجأ فى المناطق الجبلية ومن المحتمل أن يحتاج العالقون إلى مساعدة المروحيات للإخلاء، وتكثف السلطات جهودها لإنقاذ عشرات العالقين الذين احتموا بالجبال بعد انهيار سد أربعات. ووفقا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، يحتاج حوالى 25 مليون نسمة قرابة نصف سكان السودان إلى المساعدة الإنسانية والحماية، حيث يواجه أولئك الموجودون فى البلاد نقصا فى الغذاء والمياه والأدوية والوقود، وسط تفش لوباء الكوليرا القاتل، وتتزامن أضرار السيول هذا العام مع استمرار المعاناة جراء حرب يخوضها الجيش السودانى وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، مخلفة نحو 18 ألفا و800 قتيل، وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة. وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذى امتد إلى 12 ولاية من أصل 18.

وذكر موقع سودان تربيون أن السكان فى ولايتى نهر النيل والشمالية أقصى شمال السودان اعتادوا على فيضانات النيل المدمرة فى السابق وعلى أمطار شحيحة دون أن تشكل خطرا على حياتهم وممتلكاتهم، وصنف وزير الداخلية السودانى خليل باشا سايرين ولايتى نهر النيل والشمالية بالأكثر تضررا فى خريف هذا العام، ومن بين 68 حالة وفاة بسبب الأمطار والسيول على مستوى القطر منذ يونيو الماضى أعلن عنها وزير الداخلية، رصدت سودان تربيون من خلال تقرير ميدانى فى ولايتى نهر النيل والشمالية وصول حالات الوفاة بسبب الأمطار والسيول إلى 66 وفاة طبقا للسلطات المحلية بالولايتين، وعلى الأرجح تبدو هذه الإحصائية مرشحة للزيادة فى ظل توقعات الإرصاد الجوية باستمرار الأمطار الغزيرة فى شمال البلاد واستمرار انتشال جثامين المعدنين فى مناطق التنقيب عن الذهب من آبار التعدين المغمورة بمياه السيول، وذلك غير الفيضانات التى قتلت الآلاف وجرفتهم المياه ولم يعلن بعد عن أرقام رسمية للوفيات أو المفقودين.

وخلال شهر أغسطس ألحقت الأمطار أضرارا واسعة بولايتين فى إقليم دارفور هما غرب دارفور وشمال دارفور وولايتين فى شرق السودان هما كسلا والبحر الأحمر، وتسببت الأمطار الغزيرة فى فيضان وادى كجا بشكل غير مسبوق، كما تسبب سيل وادى بارى فى انهيار جسر مورنى بمحلية كرينك بولاية غرب دارفور وهو جسر حيوى يربط بين الجنينة وزالنجى عاصمة ولاية وسط دارفور، وأفادت تقارير بوفاة مسافرين غرقا أثناء محاولتهما عبور الوادى، وتسببت أمطار غزيرة فى خسائر طالت المنازل فى مخيمات أبو شوك وزمزم ونيفاشا للنازحين فى الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وفى شرق السودان تسببت أمطار غزيرة مصحوبة بالرياح فى مصرع ثلاثة أشخاص فى ولاية البحر الأحمر، وقبلها غمرت مياه الأمطار ثلاثة مخيمات للنازحين من الحرب فى ولاية كسلا، شرق السودان كما تسببت فى وفاة شخصين.