من محمد حسن إلى ريم حامد «السوشيال ميديا» تخريب «غير علمى» للإنجاز العلمى!
فى أسبوع واحد بل فى نفس اليوم تسابق خبران على تصدر «الترند» على «السوشيال ميديا»، كان الأول خبرًا سعيدًا فى بداية اليوم عن قيام عالم مصرى اسمه الدكتور محمد ثروت حسن بإنجاز علمى عالمى حقيقى بتطوير أسرع «ميكروسكوب» رباعى الأبعاد فى العالم يصور حركة الإليكترونيات والذرات والخلايا!! وهو ما قد يؤهله للترشح لجائزة نوبل.
والخبر الثانى الذى جاء حاملًا الأحزان التى غطت على أفراح الخبر السابق هو وفاة الباحثة المصرية ريم حامد وهى باحثة دكتوراه، حاصلة على بكالوريوس زراعة من جامعة القاهرة- قسم بايو تكنولوجى- دفعة 2017، وكانت تعمل فى معهد البيولوجيا التكاملية للخلية بجامعة «سَكلاى باريس»، وقد حصلت على درجة الماجستير فى علم الجينوم من الجامعة نفسها فكان أن ربط البعض على مواقع التواصل الاجتماعى بين وفاتها وحوادث أخرى أدت إلى رحيل علماء مصريين وعرب فى الخارج صُنِّفت كاغتيالات بسبب أبحاثهم ورفض الغرب لنقل نتائجها لبلادهم.
إلا أن القاسم المشترك الأعظم والتشابه الحقيقى الوحيد الملموس بين خبر ريم وبين الخبر الأول فى نفس اليوم عن إنجاز الدكتور محمد حسن ولا أقصد هنا أن كليهما مصرى ولكن التشابه هو أن البعض يمنح نفسه الحق فى إعلان خبر دون أى معلومة حقيقية مستندًا على تفسيره وفهمه للأمر ومن ثم يتلقف باقى رواد «السوشيال ميديا» هذا التفسير وبضغطة زر ينتشر هذا الكلام كالنار فى الهشيم.
فبالنسبة للخبر الأول تبادل الجميع التهانى وأضاف البعض صورة علم مصر إلى جوار (سكرين شوت) للخبر ثم تحول إلى «ستوري» مصحوبًا بأغانٍ وطنية ولم تكن نهاية الترند المزايدة على إنجاز الدكتور أحمد زويل الحاصل فعليًا على جائزة نوبل؛ بل وصل الأمر بالبعض وبجهل شديد أن قارنوا بين نوبل التى افترضوا بشكل قاطع حصوله عليها وفقًا لما نسبوه من إنجاز للدكتور محمد حسن (وحده) - وأترك تفسير هذا السطر للصفحات القادمة - وبين نوبل «الأديب» نجيب محفوظ!!
أما فى حالة الخبر الثانى ففرضية الاغتيال تم تناقلها كمسلمة غير قابلة للنقاش، وأضاف البعض تخصصات وإنجازات لباحثة ما زالت وفاتها محل تحقيق، مستندين لـ«سكرين شوت» «بوست» أو أكثر ليس لها وجود قال بعضهم إنها استغاثت من خلالها برواد التواصل الاجتماعى ثم حذفتها ليكون الدليل الوحيد لدى ناشر الـ«بوست» الأول منقطع الصلة بالباحثة الراحلة والتى لا تزال واقعة وفاتها محل تحقيق!!!
لذلك كان لا بُد أن نقوم بدورنا فى التحقيق فى صحة كل من الخبرين فإن كان لدينا عالم على أبواب جائزة نوبل بحق وجب أن نعلن تفاصيل ذلك دون التقليل من قدر قامات كبيرة سبقته إليها..
وإن كانت لدينا مصرية فذة راحت شهيدة العلم لزم أن نكرم ذكراها ولن تترك مصر حق بنت من بناتها حتى تحقق لها العدالة ولو فى آخر الأرض.. لذا كان هذا الملف.