الخميس 12 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. التوريث الفنى الحلال !!

كلمة و 1 / 2.. التوريث الفنى الحلال !!

رائعة الجمال صاحبة (الكاريزما) الاستثنائية ديفا كاسيل ابنة النجمة الإيطالية الأسطورة، مونيكا بيلوتشى، تحمل الراية بعد أمها كأيقونة قادمة للموضة، لتكمل المسيرة، هل تلك هى القاعدة، أم أنها بالضرورة والمنطق وبعلم الوراثة الاستثناء؟ إجابتى أن الإجابة الثانية هى الصحيحة.



فى مصر أصبحنا نعيش حالة غير مسبوقة من التوريث الفنى، ابن الممثل ممثل، وابن المطرب مطرب، وعندما تسأل يؤكدون أنهم لم يفرضوا أبناءهم، بل حاولوا منعهم بشتى الطرق، إلا أنهم موهوبون بالفطرة.

على أرض الواقع هناك زحام، جزء منه تكتشف أنه بسبب الأبناء الذين ملأوا الساحة، تذكر فقط أبناء المطربين عمرو دياب وعلى الحجار وعفاف راضى ومحمد الحلو ووديع الصافى ومحرم فؤاد وأحمد عدوية وشعبان عبدالرحيم،وغيرهم، تباينت حظوظهم فى الحضور، إلا أنهم فى النهاية، احتلوا المكان.

القسط الوافر من الآباء والأمهات فى كل مجال يكررون نفس الإجابة: (فوجئت بأن المخرج يصر على ترشيح ابنى للدور)، وعندما اعترضت أفحمنى قائلا :(إذا كنت لا تريد أن تقف بجواره بحجة أنه ابنك، فلا تقف ضده بحجة أنه ابنك).

هل يملك النجوم فرض أبنائهم؟ أنها تشبه فى مباريات الكرة (ضربة البداية)، قد تحسب لصالحك، ولكنها قطعا لا تكفى للاستمرار.

أنت لا شعوريا كمتلقِ تنتظر أن يصل الابن إلى مكانة الأب، وهو ما يضع الأبناء تحت مقصلة سيف الآباء، وهو ما حدث مثلا فى بدايات كل من محمد عادل إمام، وكريم محمود عبدالعزيز، كل منهما مهما أنكر، اتكئ فى البدايات على نجومية وحضور والده ولكن مع الزمن، كل منهما أيضا وجد نغمة درامية خاصة تليق به، وأيضا بالزمن الذى يعيشه، كما أن الجمهور، توقف عن تلك المقارنة اللا شعورية الظالمة، بين الأب والابن.

لدينا مثلا الفنان الفلسطينى محمد بكرى وأبناؤه الثلاثة آدم وزياد وصالح، كل منهم له بصمة خاصة، التقيت بالصديق بكرى الأب، فى مهرجان (مالمو) بالسويد قبل بضع سنوات، وتصادف عرض فيلم شاركه البطولة أحد أبنائه، سألته لو طلب منك أن تختار جائزة لك أم لابنك؟ أجابنى قطعا ابنى وسوف أتسلمها نيابة عنه، وهو ما حدث بالفعل، وأضاف لو وجدت ابنى غير موهوب، سأقف حتما ضده.

فى نهاية الخمسينيات تحمست أم كلثوم لابن شقيقها إبراهيم خالد كمطرب قادم للساحة، إلا أنها اكتشفت بعد عدة محاولات، أن المسألة ليست فقط اكتمال صوت ولا ثقافة موسيقية، ولكن قبل كل ذلك حضور وهو مفتقد لتلك الومضة التى يولد أو لا يولد بها الإنسان، وهو ما حدث مع فاتن حمامة وابنتها نادية ذوالفقار، بعد أكثر من بطولة توقفت عن الاستمرار، وتوقفت فاتن أيضا عن دعمها.

فى العالم عائلات ينتقل (الجين) الوراثى من جيل إلى آخر، مثل هنرى فوندا وكيرك دوجلاس، حتى وصلنا للجيل الثالث إلا أنها أبدا ليست قاعدة.

حملت ديفا كاسيل الراية من أمها مونيكا بيلوتشى، إلا أن هذا لا يعنى أن كل من أمسك الراية بعد أمه أو أبيه سيظل قادرا على حملها، احتمال السقوط وارد جدا !!.