الأربعاء 2 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نحقق من داخل «حضانات الفتنة» غير المرخصة: براعـــــــــــم الإرهــاب!

بينما نتحدث عن قيم المواطنة فى الجمهورية الجديدة، ومواجهة الفكر المتطرف، وتجديد الخطاب الدينى على أساس قيم التعايش.. يذهب كل ذلك وكأنه «صراخ فى صحراء»، حيث ترفع «حضانات تحت بير السلم» شعارات التطرف وترسخ فى الأطفال حتى قبل دخولهم المدرسة مفاهيم الإرهاب، ولا فرق هنا بين من رفع شعار: «للمسلمين فقط» أو «للمسيحيين فقط».



«روزاليوسف» تفتح الملف.. ونحقق من أرض الواقع بهدف إلقاء الضوء على قنبلة موقوتة فى  المجتمع ومراكز «غير مرخصة» تغسل أدمغة أطفالنا.. فإذا كنا نراهن على المستقبل علينا الانتباه.. هذا تحقيق إلى من يهمه الأمر.. والأكيد أنه يهمنا جميعًا.

 

 

 

تسكن مريم منير، موظفة بإحدى شركات الأدوية، بالقرب من إحدى الحضانات التى تستضيف الأطفال من سن عام وحتى خمسة أعوام، ونظرا لطبيعة عملها الذى يبدأ من الثامنة صباحا وحتى الثالثة عصرا، سعت للتفكير فى إلحاق طفلتها ذات الثلاثة أعوام بتلك الحضانة، وبدأت بالفعل خطوات التواصل، ولكن ما إن سألت عن شروط إلحاق طفلتها والمصروفات وطبيعة ما يتم تدريسه أو تعليمه للأطفال، بادرتها المشرفة بأن تلك الحضانة «للمسلمين فقط».

>للمسلمين فقط

قرب حضانة «زهور الإسلام» من محل سكن «مريم»، بحى «المطرية»، هو ما دفعها لتكون الاختيار الأول لها، ولم تكن تعلم أن هناك حضانات متاح الالتحاق بها حسب الديانة، فتلك الحضانة «خاصة» وداخل عقار سكنى قديم، بشقة سكنية، ولهذا لم يكن أمام مريم إلا التفكير فى حضانة بديلة تسمح بدخول الأطفال دون النظر لخانة الديانة.

> الجهات المسئولة

تخضع الحضانات لإشراف ورقابة وزارة التضامن الاجتماعى طبقًا لأحكام قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008، ولا يجوز إنشاء دار حضانة أو التغيير فى موقعها أو فى مواصفاتها قبل الحصول على الترخيص بذلك من مديرية التضامن الاجتماعى، وكل دار لها الحق فى وضع الشروط الواجب توافرها فى الأطفال المقبولين لديها، طبقًا لنوع الخدمة التى حددتها فى طلب الترخيص لفتح الدار وذلك من حيث الحالة الصحية والسن وفترة الرعاية والظروف الاجتماعية للطفل وتحديد نظام سداد الاشتراك وسعره طبقا للخدمات المتوفرة بالحضانة. وهو ما يعنى أن القانون لم ينص على الترخيص على أساس الدين.

 

 

 

> دور المحافظات 

كما نصَّ قانون الطفل، على أن تنشأ بكل محافظة لجنة تسمى لجنة شئون دور الحضانة برئاسة المحافظ أو مـن ينيبه، وتحدد اللائحة التنفيذية كيفية تشكيلها ونظام عملها، وتختص بغلق الدار مؤقتا أو وضعها تحت الإدارة المباشرة لمديرية الشئون الاجتماعية إذا ثبت لدى اللجنة أن إدارة الدار قد ساءت بحيث يتعذر عليها أداء رسالتها أو قيامها بالتزاماتها على الوجه الصحيح أو منح مهلة إضافية للدار لحين إزالة أسباب المخالفة، فإذا لم تقم بذلك كان للجنة أن تضعها تحت الإدارة المباشرة لمديرية الشئون الاجتماعية وفقًا لأحكام البند (2)، وتفصل اللجنة فيما يعرض عليها خلال ثلاثين يومًا على الأكثر، وإلا اعتبر انقضاء هذه المدة دون البت قرارًا بالرفض.

> مئات الحضانات الإسلامية

تجربة «مريم» مع الحضانة الكائنة بحى المطرية «زهور الإسلام» ليست هى الوحيدة فقط، ولكن تتواجد مئات الحضانات التى يقتصر الالتحاق بها على أساس الديانة الإسلامية، وهو ما كشفته «روزاليوسف» خلال التواصل مع القائمين على حضانة «وحى الإسلام» بحى مدينة نصر، حيث أكدت مديرة الحضانة أن رؤية العمل هى «تعزيز الهوية الإسلامية والعربية، وإعداد أطفال وجيل صاعد سوى النفس سليم القلب قوى العقل والبنيان، صالح مصلح، مدرك لقيمة الوقت، واعٍ بما يدور حوله من شبهات،عالم بما لا يسع المسلم جهله، فاهم للواقع، مبدع، فعال فى المجتمع، والرسالة الأساسية للحضانة هى مصاحبة القرآن وعلومه (يوميًا) من تفسير وحفظ وتجويد وتدبر وعمل، مع إجراء المسابقات وحفلة شهرية لختم كل جزء من القرآن، والتركيز على أركان الإسلام من آداب وعقيدة وفقه وتفسير وحديث وسيرة وتاريخ إسلامى بما يعزز الهوية الإسلامية بالوسائل التى تناسب كل فئة عمرية، مع الاهتمام بالفنون والرسم ولكن الاعتماد الاساسى على تعليم القرآن الكريم واللغة العربية».

> تحريم الاحتفال بأعياد غير المسلمين

وأكدت أيضا، مديرة الحضانة، أنه لا يتم الاهتمام باللغات الأجنبية بها إلا من خلال الكورسات الإضافية، كما لا يتم الاحتفال بأعياد غير المسلمين، والمصروفات حوالى 2750 جنيهًا شهريًا، ومنهج الدراسة هو منهج نور البيان، ولهذا لا يوجد مكان للأطفال غير المسلمين «روتين اليوم الدعاء وأذكار الصباح، ثم الافطار، ثم حصص القرآن والصلاة واللغة العربية والأنشطة المهارية، ثم الغداء ثم الصلاة مرة أخرى، والقرآن يوميا واللغة العربية».

> حضانات غير مرخصة

وبسؤالها عن ترخيص الحضانة ونوعية الجهة التابعة لها أفادت «إحنا مش تبع وزارة الأوقاف أو الأزهر، ولا تابعين كمان للتضامن، احنا أكاديمية خاصة، ولكن كل المعلمات منتقبات وأغلبهن خريجات جامعات الأزهر، والأطفال بتخرج من عندنا حافظة قرآن وبتقرأ وتكتب لغة عربية بالتجويد، دا غير أن منهج نور البيان دا منهج عالمى وهو صوتيات اللغة العربية، وعشان كدا عندنا أجانب مسلمون مقيمون فى مصر، وبتلاقى الطفل أربعة أعوام وملم بحركة الكسر والفتح والضم والسكون والتنوين، وغيره من القواعد اللازمة للقراءة، بالإضافة لمنهج الكتابة العربية ومنهج المعارف للمهن والخضروات والفواكة وآداب الأكل والصيام والصلاة وغيرها من التعاليم الإسلامية».

> بالمحافظات أيضا

الأمر يتكرر وبالأخص على مستوى محافظات مصر، وهو ما رصدته «روزاليوسف» بمحافظة الشرقية، حيث تتواجد حضانة «البراعم الإسلامية»، وتعمل من الأحد حتى الخميس، قيمة الاشتراك 250 جنيها شهريا، للمسلمين فقط، وتقوم على تعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم، وتناول الأحاديث النبوية وشرح معانيها وكذلك قصص الأنبياء، مع الاهتمام بالصلاة والأذكار اليومية دون تعلم اللغات الأخرى أو الاهتمام بالأنشطة الترفيهية للأطفال فى مرحلة الطفولة المبكرة.

وبالمثل حضانة «أنس بن مالك» بالمنصورة بمحافظة الدقهلية، أيضا مخصصة للمسلمين فقط، وتعلن عن برنامجها والخاص بتدريس اللغة العربية ومنهج نور البيان مع تحفيظ القرآن بالأحكام والتجويد وعلوم الدين والأحاديث النبوية، مع الإعلان عن الاهتمام بالرسم والتأهيل البدنى مقابل اشتراك شهرى 350 جنيها.

 

 

 

حضانات عديدة تواصلت معها «روزاليوسف» منها «طيور الجنة» و«أنس بن مالك» و«نور الإسلام» و«جنة الإسلام» و«التقوى الإسلامية» و«الصحابة» و«الفرقان الإسلامية»، وجميع تلك الحضانات تقوم بدراسة ما يعرف بمنهج «نورالبيان» وحفظ القرآن بأحكام التجويد ودراسة الأحاديث النبوية.

> للمسيحيين فقط 

الأمر غير قاصر على ما يعرف بـ«الحضانات الإسلامية»، ولكن أيضا أصبحت هناك حضانات للمسيحيين، وهو ما رصدته «روزاليوسف»، خلال التواصل مع مدير حضانة «قلب يسوع»، والمتواجدة بـ«ديروط»، إحدى مراكز محافظة أسيوط «الحضانة مخصصة للمسيحيين لأن أغلبية المركز مسيحيون والأقلية مسلمون والاشتراك بـ150 شهريًا، وتهتم بتعاليم الكنيسة بالإضافة للأنشطة المهارية وتعلم اللغات والترفيه».

> تابعة للكنائس المصرية 

وتواصلنا أيضا مع مسئولى حضانة «سان جورج» بقويسنا بمحافظة المنوفية وهى قاصرة على الأطفال المسيحيين فقط، وحضانة «العذراء» وحضانة «الملاك ميخائيل»، وهناك حضانات تابعة للكنائس المصرية مثل حضانة «جنود المسيح» التابعة لكنيسة «الأنبا انطونيوس» بمحافظة أسيوط، وهى تقدم خدمات الاستضافة للرضع وحتى سن 5 أعوام باشتراك رمزى 250 جنيها شهريا.

> شروط الحضانات

ولهذا وضعت الجهات الحكومية مجموعة من الشروط والمستندات التى يجب توافرها للحصول على ترخيص حضانة، وذلك لضمان جودة الخدمة المقدمة للأطفال، وتقدم وزارة التضامن الاجتماعى خدمة استخراج ترخيص حضانة، من خلال مديريات التضامن المنتشرة على مستوى الجمهورية، ووفقا لموقع وزارة التضامن الاجتماعى، هناك الشروط الشخصية وهى أن يكون صاحب الحضانة مصرى الجنسية وحسن السيرة والسلوك وغير محكوم عليه بعقوبة جنائية أو مقيدة للحرية أو جنحة مخلة للشرف.

> شروط المكان 

وهناك أيضا شروط خاصة بالمكان، وهى أن يكون المقر مكونًا من 4 حجرات على الأقل، منها حجرة للإدارة، وحجرتان للأنشطة، وحجرتان للنوم، وأن يكون المقر فى دور أرضى، ويطل على شارع عام، ومزودًا بالمرافق اللازمة، مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحى.

> شروط العاملين بالحضانات 

كما أن هناك شروطًا للعاملين وهى أن تكون المديرة حاصلة مؤهل عالٍ تربوى، وأن يكون جميع العاملين فى الحضانة حاصلين على مؤهلات علمية فى مجال رياض الأطفال أو التربية أو المجالات ذات الصلة، على أن تلتزم الحضانة بتطبيق المناهج التعليمية المعتمدة من وزارة التربية والتعليم، وأن تحرص الحضانة على توفير الأنشطة التعليمية والترفيهية للأطفال، مع ضرورة توافر خطابات من الإدارة الهندسية والدفاع المدنى بصلاحية المكان لإقامة دار حضانة للأطفال، ويحصل صاحب الحضانة على الترخيص من خلال مديريات التضامن، وتبدأ الإجراءات بتقديم طلب الترخيص إلى المديرية مرفقًا بالمستندات المطلوبة، بعد تقديم جميع المستندات ويتم إصدار الترخيص خلال 30 يوما من تاريخ الإخطار باستيفاء الشروط ومعاينة المديرية للمقر، لضمان جودة مقر الخدمة والقائمين عليه وحماية الأطفال من المخاطر وتوفير بيئة آمنة وصحية لهم وضمان حقهم فى الرعاية والتعليم.

> أهمية الرقابة والترخيص

وهو ما أكدت عليه فاتن محمد، مديرة إحدى الحضانات المرخصة، بحى الشيخ زايد، قائلة «الحضانة لازم تكون مرخصة مش عشان بس فكرة الرقابة على المكان ولكن الرقابة على ما يبث للأطفال من خلالها، مرحلة الطفولة المبكرة هى مرحلة اكتشاف الحياة لدى الأطفال، وهى مرحلة اللعب والمرح والاكتشاف للمواهب والمهارات، ودا اللى بنسعى من خلاله ننمى مهارات الطفل، يعنى الحضانة بتكون بيته، بييجى يفطر ويلعب ويجرى ويسمع مزيكا ويغنى ويرسم ويلون، ويتعلم نطق الحروف والأرقام والكلمات بالعربى والإنجلش، وكمان مهارات الحديث والسلوك وإتيكيت الطعام والجلوس والتعامل، ودا كله من خلال فريق معتمد من المعلمين المؤهلين والمشرفات، ولازم تكون الحضانة دائما نظيمة وبيئة آمنة للأطفال، وهناك كاميرات فى كل غرفة وكل دور، وفى الحديقة أيضا».

>بؤر للإرهاب والتطرف

وحول وجود ما يسمى بالحضانات الإسلامية انتقدت مديرة الحضانة «دا أمر غير تربوى، وللأسف أماكن كثيرة غير مرخصة تدعى أنها حضانات، وهى بؤر الإرهاب أو الأفكار المتطرفة، إحنا المفروض بنقدم برامج التعليم فى الصغر، اللى بتساعد على تشكيل الشخصية والفكر لدى الأطفال منذ دخولهم الحضانات قبل مراحل التعليم الأساسى وتنمية عقولهم لرسم مستقبلهم، ازاى أكلم أطفال عن الجنة والنار والعقاب والثواب ومسلم ومسيحى، وهما لسه 3 أعوام، دا ممكن يشكل اضطرابات ومخاوف لديهم، هما فى سن اللعب والترفيه والتعلم للمهارات والرسم والفنون وغيرها، مش فى سن أن أقول له حرام تحتفل بعيد كذا وحرام متلبسش حجاب».

«والمفروض ولى الأمر يتأكد من ترخيص الحضانة قبل ما يلحق ابنه أو بنته فيها، لأن كل الأفكار اللى هيتعلموها خلال مرحلة الطفولة المبكرة هتشكل شخصيتهم فى الكبر، ودا أمر شديد الخطورة، لأن الأماكن ديه بتبث أفكارًا متطرفة فى عقول ووجدان الصغار، وأحيانا ولى الأمر بيوافق لأن أسعارها تلك الأماكن غير المرخصة بتكون رخيصة الثمن وبالأخص فى الأماكن الشعبية والقرى».

> لجنة عليا لدور الحضانات

وقد أقرت المادة (22) من قانون الطفل، أن تنشأ بقرار من وزير الشئون الاجتماعية لجنة عليا لدور الحضانة، وخلال الاجتماع الأول للجنة العليا لدور الحضانات، نهاية العام الماضى، التى عقدت برئاسة وزيرة التضامن السابقة، نيفين القباج، بحضور أعضاء اللجنة من ممثلى وزارات التضامن الاجتماعى والداخلية والصحة والسكان، قدمت وزارة التضامن عرضًا تقديميا عن الوضع الحالى للحضانات والذى أشار إلى أن إجمالى عدد المستفيدين من الحضانات حتى عام 2023 يقدر بمليون و466 ألف طفل بإجمالى ما يقارب 27 ألف حضانة، ويبلغ عدد الحضانات المرخصة ما يقرب من 19 ألف حضانة وتقدمت 6500 حضانة بطلبات لتوفيق أوضاعها، وتم تطوير البنية التحتية لإجمالى 1250 حضانة على مستوى 27 محافظة وتدريب 5700 من مقدمى الخدمة.

> دور «العليا للحضانات»

هذا وتختص اللجنة العليا لدور الحضانات برسم السياسة العامة لدور الحضانة على مستوى الجمهورية ومتابعة تنفيذها واتخاذ الآليات والإجراءات التى تساهم فى رسم هذه السياسة متضمنة إعداد مقترح بإنشاء قاعدة بيانات شاملة لدور الحضانة واتخاذ جميع الإجراءات التى تضمن حوكمة منظومة دور الحضانة على مستوى الجمهورية وتفعيل الرقابة عليها والتأكد من تطبيق القوانين واللوائح والقرارات ذات الصلة بعملها، كذلك ووضع الحلول للمشكلات التى تواجه عمل دور الحضانة على مستوى الجمهورية ووضع آلية لحصر جميع دور الحضانة غير المرخصة على مستوى الجمهورية وكذا جميع الكيانات التى تمارس أنشطة دور الحضانة دون الحصول على الترخيص اللازم لممارسة النشاط مع إعداد منظومة متكاملة لتوفيق أوضاعها ودراسة الإجراءات والشروط الخاصة بإنشاء وترخيص دور الحضانة ووضع الآليات وتفعيل الإجراءات التى تضمن عقد لجان شئون دور الحضانة المنصوص عليها بقانون الطفل رقم 12 لسنة 1996م على مستوى الجمهورية ومتابعة انعقادها بشكل دورى.

> طلب إحاطة بالبرلمان

وعقب ذلك التفت مجلس النواب لما يحدث من تجاوزات خلال منظومة الحضانات داخل مصر، مطالبا بتشديد الرقابة على دور الحضانة وتأهيل العاملين بها لتحقيق أكبر قدر على تأهيل الأطفال، ولهذا تقدم النائب سامى نصر الله، أمين سر لجنة الصناعة بمجلس النواب، بطلب إحاطة بسبب انتشار بعض الحضانات غير المرخصة نتيجة غياب الرقابة وعدم معرفة ما يتم تدريسه بها من مناهج، حتى لا يتم استغلالها لنشر بعض الأفكار غير المرغوب فيها لتنشئة جيل سليم قادر على التعامل مع مجريات الأمور.

> مطالب بتشديد الرقابة 

وشدد عضو مجلس النواب، على ضرورة تشديد الرقابة من قبل التضامن الاجتماعى والمحليات لضمان عدم تشغيل حضانات بعيدا عن النور، وفى نفس الوقت للوقوف على ما يتم تدريسه للأطفال بها من مناهج وهل هى معتمدة من عدمه، وضرورة اجتياز كل من يعمل فى دور الحضانة دورات فى مجال رعاية الطفولة المبكرة، سواء للعاملين أو المشرفين بالحضانات.

> تجاوزات عديدة 

فيما كشف الناشط الحقوقى هانى هلال، أن هناك تجاوزات عديدة فى ما يعرف بحضانات الأطفال، من كونها غير مرخصة وغير مؤهلة وبعضها يتواجد داخل شقق سكنية وغير ملائمة صحيا لاستضافة الأطفال، كما أن العاملين بها غير مؤهلين تربويا ونفسيا للتعامل مع الأطفال فى تلك المرحلة العمرية الهامة من عمر 3 أشهر حتى أربعة أعوام.

> مخالفة لقانون الطفل

متابعا «ما يحدث من وجود حضانات إسلامية مخالفة للدستور المصرى الذى يمنع التمييز ومخالفة لحقوق الطفل عالميا، والتعليم مسألة أمن قومى، ولهذا ما يحدث داخل تلك الحضانات مخالف لجميع الأعراف الدولية».

> طرق الابلاغ 

وحول طرق الإبلاغ عن تجاوزات الحضانات، أفاد «هلال» أن هناك خط نجدة الطفل ولجان حماية الطفل الفرعية فى الأحياء واللجنة العليا بالمحافظات برئاسة المحافظ وإدارات الحضانات بوزارة التضامن، وأيضا محضر بأقسام الشرطة بأنها محالفة للدستور، والمشكلة فى الرقابة، وهناك آلاف من الحضانات غير مرخصة ويبث بها أفكار سامة ومتطرفة، كما من الممكن أن يتعرض الأطفال لمشاكل نفسية واعتداءات جسدية بها».

> عقوبة الحضانة المخالفة 

وحول العقوبات أكد خلال تصريحات خاصة «إنه طبقا للمادة (23) من قانون الطفل، يعاقب بالحبس وبغرامة لا تجاوز ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أنشأ أو أدار دارًا للحضانة بغير الحصول على ترخيص من السلطة المختصة، وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة إذا كان من أنشأ أو أدار الدار بغير ترخيص لا يتوافر فيه أحد الشرطين المقررين بالفقرتين (ب أو جـ) من المادة (6)»، وطبقا للمادة (24)، يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة وبغرامة لا تتجاوز مائتى جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل صاحب دار للحضانة قبل إعانة أو تبرعًا أو هبة أو وصية على خلاف الأحكام والقيود الواردة بالمادة (15) مع إلزامه بالرد فى جميع الأحوال».

> لا تتبع «الأوقاف»

وسعت «روزاليوسف» للتأكد من وجود حضانات تابعة لوزارة الأوقاف أو مؤسسة الأزهر الشريف، وهو ما نفاه عبدالله حسن، المتحدث الإعلامى لوزارة الأوقاف، بأنه لا وجود بما يعرف بحضانات إسلامية وغير مسموح لأى مسجد تابع للأوقاف بإنشاء حضانة، ولكن هناك غرف ملحقة قد تؤجر كحضانات ومسموح لجميع الأطفال مسيحيين أو مسلمين الالتحاق بها.

> عدم تبعيتها للأزهر الشريف

فيما كشف هانى عودة، مدير عام الجامع الأزهر، لا يوجد لدى مؤسسة الأزهر ما يسمى بحضانات إسلامية، ولكن التعليم لدى مؤسسة الأزهر يبدا التعليم من مرحلة رياض الأطفال، وتابعة لقطاع المعاهد الأزهرية «مراكز تحفيظ القرآن تبدأ من عمر 3 أعوام ولدينا 1400 مركز تحفيظ، والمحفظون تابعون للازهر وموظفون لدينا، وهناك مراكز تحفيظ أزهرية مرخصة من قبل المعاهد الأزهرية، ولابد أن يكون حافظًا للقرآن ويتم اختباره ومعاينة المكان من قبل إدارة القرآن الكريم بقطاع المعاهد الأزهرية، وتسمى كتاتيب تحفيظ القرآن ويتم الإشراف عليها ومراقبتها بصفة دورية، وفى حالة عدم وجود ترخيص لتلك الأماكن يتم غلقها».

> مدارس الأحد وليست حضانات 

وبالمثل أكد القمص موسى إبراهيم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، خلال تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» أن هناك شكلًا من أشكال مدارس الأحد الصباحية، وتقدم خدمة تعليمية لمرحلة ما قبل المدرسة، وأى كنيسة متاح لها تقديم تلك الخدمة، ومتاحة بنسبة ضيئلة لبعض الكنائس، وتشرف عليها الكنائس المصرية ولخدمة أطفال الكنائس، وتقدم خدمة تربوية ومهارية للأطفال.

> تابعة للكنائس

كذلك أكد الأنبا هانى باخوم، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية، خلال تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»: هناك بالفعل حضانات تابعة للكنائس، بسعر رمزى أو مجانى «غير متاح إنشاء حضانة خارج الكنيسة ولا بد لو هناك حضانة أن تكون لوزارة التضامن لتشرف عليها وتراقبها».

جدير بالذكر أن محسن ناجى، مدير البرنامج القومى لتنمية الطفولة المبكرة بوزارة التضامن الاجتماعى سابقا، أكد خلال تصريحات تليفزيونية، نهاية العام الماضى، إنه يوجد فى مصر 15 ألفًا و974 حضانة مرخصة بينما يوجد 12 ألف حضانة ومركز تعليمى غير مرخص، ليكون الإجمالى 25 ألفًا و228 حضانة.

> مطالب برقابة «التربية والتعليم»

فيما طالبت دكتور بثينة عبدالرؤوف، الباحث التربوى، بأن يصبح لوزارة التربية والتعليم دور فى مرحلة ما قبل التعليم المدرسى، لأهميتها «لابد من بسط رقابة وزارتى التربية والتعليم والتضامن على دور الحضانة التابعة للجمعيات الأهلية أو الخاصة ومراجعة المناهج، والكتب، التى يجرى تدريسها بمعرفة المختصين، وعدم إجازة تدريس هذه الكتب إلا بعد الحصول على ترخيص بذلك من وزارة التربية والتعليم مع مراجعة الكتب التى يجرى تدريسها حاليًا وتنقيتها من أية أفكار أو معلومات مغلوطة أو شاذة، حتى لا يتم فتح المجال على مصراعيه لبث أفكار شاذة ومتطرفة لهذه الكتب، تخالف صحيح العقيدة الإسلامية، ما قد يؤدى فى النهاية إلى اعتناق هؤلاء التلاميذ لهذه الأفكار».

> رفض «التضامن»

وسعت روزاليوسف للتواصل مع مسئولى وزارة التضامن الاجتماعى، للوقوف على الوضع الحالى للحضانات غير المرخصة والمخالفة لاشتراطات قانون الطفل وشروط وزارة التضامن للحضانات والعاملين بها والمناهج التى يتم تدريسها، ولكن لم يتم الرد على تلك التساؤلات.