
طارق الشناوي
كلمة و 1 / 2..(مركز السينما العربية)
فى سوق قصر مهرجان (كان) ألاحظ فى السنوات الأخيرة حضورًا فى مكان بارز لاسم (مركز السينما العربية) متصدرًا الأجنحة، ودائما هناك نشاط مميز مرصع بعدد كبير من الندوات والتكريمات، والحركة لا تتوقف، والطموح لا يقف عند نقطة محددة، دائمًا ما أكتشف إضافة ما، وخيالاً يتجاوز ما وصل إليه فى العام السابق وكأنه فى سباق حواجز، يسابق فيه نفسه، صار تواجده يشكل ملمحًا عربيًا ودوليًا.
كل شىء له ثمن غالٍ، وفى كل عام يرتفع السعر، إلا أن هذا المركز بإمكانيات مادية محدودة وبخيال وطموح لا يعرف حدودًا، يتشبث بمكانته وبقدرته أن يصبح بقعة ضوء جاذبة للعالم وللسينمائيين العرب تحديدًا، فهو لا يعبر عن مهرجان محدد، ولكن كل الأنشطة السينمائية التى تصب إيجابًا لصالح الفيلم العربى، يتبناها المركز.
الذى يقوده الباحث السينمائى السورى الهوية المصرى الهوى علاء كركوتى، عرفت علاء قبل نحو 22 عامًا صحفيًا استقصائيًا يضع الرقم فى بؤرة اهتمامه، ومن خلاله يحدد إلى أين تتوجه البوصلة.
علاء بدأ حياته مدركًا أن السينما تتحرك وفقًا للأرقام التى تحققها الأفلام، وكانت له إطلالة رقمية يكتبها ويحللها بدأها فى الأعداد التجريبية الأولى لجريدة (المصرى اليوم)، وبعدها انطلق فى أكثر من مطبوعة هدفه هو تحليل أبعاد الأرقام فى السينما سواء المصرية والعربية أو الأجنبية، ومن خلالها يقرأ المستقبل، واستمر كركوتى بضع سنوات يعمل بالصحافة السينمائية مستندًا إلى منهجه فى توثيق الأرقام وظلالها، ثم قرر التفرغ لحلمه (مركز السينما العربية) ومعه فريق عمل متميز، مع شريكه ماهر دياب، يستوعبون كل التفاصيل التى تؤدى فى نهاية الأمر لصعود سلم النجاح.
بدأ يتوجه لنشاط إعلامى متميز لاختيار أفضل الأفلام فى كل عام بمسابقة يشارك فيها النقاد العرب والأجانب واختيار شخصية العام ناقد عربى وأجنبى، وأعلنت النتائج فى مهرجان (كان)، وتم تكريم العديد من الشخصيات الفاعلة فى الحياة السينمائية، ومنح الأفلام الأكثر تميزًا جوائز، وتوجه أيضًا علاء قبل خمس سنوات للمشاركة فى الإنتاج والتوزيع السينمائى، وفى كل المهرجانات الكبرى تكتشف أن له أكثر من فيلم ساهم فى إنتاجه وينافس على الجائزة، الرجل بدأ بالأرقام وعرف كيف يدخل أيضًا فى سباق الأرقام ويصل للمقدمة، فعلها علاء كركوتى وحقق بمجهوده وإخلاصه كل هذا الحضور،وفى غضون سنوات قلائل، صارت له كل تلك المكانة المميزة مصريًا وعربيًا وعالميًا متنقلاً من (كان) إلى (فينسيا) إلى (برلين) وغيرها رافعًا اسم السينما العربية!.