الثلاثاء 3 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

«مقص» رضا البحراوى وتامر حسنى على طريقة «البيتزا»

أصدر النجم «تامر حسنى» أغنية ترويجية جديدة لفيلمه الجديد (ريستارت)، المقرر عرضه ضمن منافسات موسم عيد الأضحى المبارك لعام 2025. الفيلم من بطولته إلى جانب «هنا الزاهد ومحمد ثروت».



الأغنية تحمل عنوان (المقص)، وهى من كلمات وألحان «تامر حسنى»، وتوزيع «عمرو الخضرى»، ويشاركه فى الغناء الفنان الشعبى «رضا البحراوى».

أبرز ما يميز هذا التعاون هو أسلوب «تامر حسنى» فى إدارة عملية الترويج لفيلمه، حيث يفكر بعقلية المنتج والمسوق فى آنٍ واحد. اختيار «رضا البحراوى» يُعد قرارًا ذكيًا للغاية، لما يتمتع به من جماهيرية واسعة داخل الأوساط الشعبية، كما أنه نجم دائم فى أماكن السهر والملاهى الليلية، وتحقق فيديوهاته المصورة مع الراقصات ملايين المشاهدات على منصات مثل «تيك توك وإنستجرام». وهذا بالضبط ما يحتاجه «تامر حسنى» لدعم انتشار فيلمه، خاصة فى ظل تراجع أرقام مشاهدات أغانيه خلال السنوات الأخيرة، وعدم قدرته على التواجد فى قوائم الأغانى الأكثر استماعًا مع نهاية كل عام.

وقد صُنعَت الأغنية بهذا المفهوم؛ فهى تعبر عن المشروع الغنائى لـ«رضا البحراوى» أكثر مما تعكس هوية «تامر حسنى» الفنية، سواء من حيث الفكرة، أو التوزيع الموسيقى،  أو حتى طريقة التصوير التى تحاكى أجواء الملاهى الليلية. ويبدو أن «تامر» قام بدراسة مقاطع فيديو «رضا» المصورة وقرر أن يحاكيها بشكل واعٍ.

ونتيجة لهذا الأسلوب، استطاع «تامر حسنى» أن يحقق أكثر من 5 ملايين مشاهدة فى أول أربعة أيام فقط من طرح الأغنية، واحتلت الأغنية صدارة الترند على يوتيوب بمجرد صدورها. كل ذلك يُعَد مكسبًا من الناحية التسويقية والإنتاجية، لكنه لا يُترجم بالضرورة إلى قيمة فنية مضافة.

أما فنيًا، فقد قدم «تامر حسنى» هذا «الديو» بأسلوب يشبه «البيتزا». فعندما نشترى بيتزا دائرية ونقوم بتقطيعها إلى مثلثات، يكون كل مثلث مطابقًا للآخر من حيث الشكل والطعم، وهذا ما حدث بالضبط فى أغنية (المقص)، فـ«تامر حسنى» يغنى نفس الجمل اللحنية التى يغنيها «رضا البحراوى»، و«رضا» يغنى نفس الكلمات التى يغنيها «تامر»، ما يعنى أن العمل لن يتأثر بغياب أيٍّ منهما، لأن وجود أحدهما ليس عنصرًا حاسمًا فى التجربة الفنية، وهو ما يتعارض مع مفهوم «الأغنية المشتركة».

يمكن لـ«رضا البحراوى» أن يؤدى الأغنية بمفرده دون «تامر حسنى»، ولن يختل التوازن، والعكس صحيح. وهذا لا يعكس روح العمل المشترك، الذى من المفترض أن يُبنى على تكامل حقيقى لا يمكن الاستغناء فيه عن أى من الطرفين.

«تامر حسنى» يُعد من أكثر الفنانين الذين يقدمون الأغانى المشتركة بهذا المفهوم المغلوط، ولهذا لا ينجح معظمها. وإذا نجح بعضها، فإن النجاح يكون تسويقيًا وفى فترة الإطلاق فقط، ثم تختفى هذه الأعمال من ذاكرة الجمهور سريعًا.

لدينا أمثلة كثيرة على ذلك، مثل أغنية (وأنت معايا) مع «الشاب خالد»، و(من ورا الشبابيك) مع «إليسا»، وغيرها، رغم قوة الأسماء التى تعاون معها. لكن الأزمة دومًا تكمن فى المنهج، فالأغنية المشتركة لا بد أن تتضمن تشاركًا حقيقيًا، بحيث لا يمكن تخيلها بدون الطرف الآخر. «تامر» كان قد حقق هذا التوازن بنجاح فى بداياته مع «شيرين عبد الوهاب»، ولا أفهم لماذا تخلّى عن هذا النهج، رغم أنه كان سببًا رئيسيًا فى حب الناس له؟!