الأربعاء 4 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

إجراءات مشددة لتأمين ضيوف الرحمن تيسير الحج

يتجه حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح الخميس المقبل التاسع من شهر ذى الحجة، إلى صعيد عرفات الطاهر لأداء ركن الحج الأعظم، ويشهدون الوقفة الكبرى مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، ويقضى أكثر من مليونى حاج على صعيد منى، الأربعاء، يوم التروية، أولى محطات مناسك الحج التى تتواصل على مدار 6 أيام. ووفرت السلطات السعودية فى مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية، وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام، حامدين العلى القدير على ما هداهم إليه.



ويؤدى الحجاج فى مسجد نمرة الخميس، بمشعر عرفات صلاتى الظهر والعصر جمعًا وقصرًا؛ اقتداء بسنة النبى المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، بعد استماعهم إلى خطبة عرفة التى سيلقيها إمام وخطيب المسجد الحرام، ومع غروب شمس  الخميس تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة ويصلون فيها المغرب والعشاء، ويقفون فيها حتى فجر الجمعة العاشر من شهر ذى الحجة.

وأتمت السلطات السعودية جميع استعداداتها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، والوقوف على خدمتهم وراحتهم وتعمل الحكومة السعودية بكل هيئاتها وهياكلها من مكة المكرمة «العاصمة المقدسة» وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولى عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان اللذان يشرفان على خدمة ضيوف بيت الله الحرام، ويقدمان كافة التسهيلات والتيسيرات لأفواج الحجيج الذين جاءوا من شتى بقاع الأرض ليؤدوا مناسك فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام فى أجواء إيمانية كاملة، تحفها السكينة والأمن والأمان، راجين من الله العفو والغفران، وليشهدوا على ما تقدمه السلطات السعودية من خدمات لا مثيل لها فى العالم ومن تطور مطرد فى الخدمات والبنية التحتية فى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وكثفت الجهات المعنية بالحج أعمالها لتوفير منظومة متكاملة تُعزز سلامة الحجاج وتسهل أداء المناسك، وذلك تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التى تجعل من خدمة الحاج أولوية وطنية قصوى تتكامل فيها البنية التحتية مع التحديث العلمى والابتكار التقنى. وشهدت المشاعر المقدسة، طيلة الأيام الماضية، أعمالًا وتجهيزات واستعدادات لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، لحج هذا العام 1446، حيث انتهى تجهيز المخيمات وتزويدها بكل الاحتياجات الضرورية لينعم ضيوف الرحمن بأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة فى أجواء من الطمأنينة والروحانية، وتعد شعيرة الحج من أكبر الحشود وأكثرها تنوعًا، جغرافيًا وعِرقيًا وثقافيًا على مستوى العالم، ويُعد حشد الحجاج من الحشود المليونية، ويمثل حجم وتنوع حشود الحجيج، طوال فترة الشعيرة، تحديًا هائلًا للجهات الحكومية السعودية بمختلف فئاتها ومسمّياتها التى تسهم بطريقة مباشرة فى إنجاح إدارة الحشود طيلة فترة إقامة الشعيرة.

وحشدت المملكة كل طاقتها فى خدمة ضيوف الرحمن، عسكريًا وصحيًا ولوجستيًا؛ استعدادًا لإدارة أكبر تجمع بشرى على وجه الأرض، بأكثر من مليونيْ حاج فى مساحة ضيقة، حيث تسهم ‏وزارة الداخلية السعودية، إلى جانب ‏وزارات الدفاع، و‏الصحة، والتجارة، و‏هيئة الأمن السيبرانى، و‏الهيئة العامة للطيران المدنى، و‏هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، و‏وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، و‏الهيئة العامة للإحصاء، ‏وأمانة منطقة مكة المكرمة، ومطار الملك عبد العزيز الدولى، و‏شركة سار للخطوط الحديدية، و‏شركة المياه الوطنية، والشركة السعودية للكهرباء، وعدد من الجهات الحكومية، التى تحشد طاقتها البشرية والرقمية فى إدارة الحشود وتنظيمها.

وصرح الدكتور توفيق الربيعة، وزير الحج والعمرة السعودى، أن الإعداد لموسم حج هذا العام، بدأ بعد نهاية الموسم الماضى، موضحًا أن الاستعدادات المبكرة جرت بمتابعة من «مكتب مشاريع الحج»، الذى أسسه ويدير أعماله برنامج «خدمة ضيوف الرحمن»، أحد برامج تحقيق «رؤية السعودية 2030» التنفيذية، ويحظى بإشراف لجنة الحج العليا، لافتًا إلى أنه أنجز إدارة وتنسيق أكثر من 609 خطط، تتضمّن 5208 مهمّات، إلى جانب الاجتماعات الدورية لممثلى الجهات كافة.

ونوّه الربيعة  فى مؤتمر صحفى خاص بالحج ضم وزراء الإعلام والصحة بأن الحجاج يصلون إلى السعودية وسط ظل منظومة متكاملة من الخدمات، موضحًا أنها استقبلت مليونًا و70 ألف حاج حتى عصر الاثنين الماضى ، منهم 53 فى المائة من الذكور و47 من الإناث، وبلغت نسبة الذين وصلوا جوًّا 94 فى المائة، والذين قدموا عبر المنافذ البرية 4.83 فى المائة، وعبر المنافذ البحرية قرابة النصف فى المائة، لافتًا إلى أن أكثر من 249 ألف حاج قدموا عبر مبادرة طريق مكة.

وأشار إلى مواصلة الاستعدادات لاستقبال الحجاج فى المشاعر المقدسة، حيث تنفّذ الوزارة زيارات ميدانية لضمان أداء المناسك بكل يسر وسهولة، كاشفًا عن تنفيذ أكثر من 37 ألف جولة تفتيشية على مقدمى الخدمات خلال شهر ذى القعدة؛ لضمان تطبيق أعلى معايير الجودة، وأضاف: «رصدنا 3400 ملاحظة فى تقديم الخدمة وجرى معالجتها»، مشدّدًا على عدم السماح بأى قصور أو تهاون، ونوّه إلى مواصلة تكريم الشركات المميزة والمبتكرة فى خدمة ضيوف الرحمن.

هذا وقد واصلت بعثة الحج المصرية أعمالها الميدانية فى الأراضى المقدسة، مستقبلة أفواج الحجاج المصريين القادمين من مختلف مطارات الجمهورية، ضمن خطة تفويج منظمة تبدأ من المدينة المنورة وتنتهى بمكة المكرمة.

وكان الحجاج المصريون قد قضوا عدة أيام فى المدينة المنورة، زاروا خلالها الروضة الشريفة وعددًا من المزارات الإسلامية المهمة، فى تجربة روحية مميزة عززتها إجراءات تنظيمية دقيقة وسلسة.

وبعد انتهاء برنامج المدينة، بدأت عملية التفويج إلى مكة، حيث أدى الحجاج مناسك العمرة فور وصولهم، وسط تيسيرات لوجستية وانسيابية فى الحركة، عكست التنسيق الكامل بين البعثة المصرية والسلطات السعودية.

وصرح اللواء أشرف عبد المعطى، مساعد وزير الداخلية والرئيس التنفيذى لبعثة الحج، أن الأوضاع تسير بشكل طبيعى فى الأراضى المقدسة، بفضل التعاون الكبير من الجانب السعودى الذى يقدّم كل الدعم لتسهيل أداء المصريين لمناسكهم. وأضاف أن ضباط بعثة الحج يرافقون الحجاج فى جميع تحركاتهم على مدار الساعة، لتوفير الدعم اللازم والتدخل الفورى عند الحاجة، مشيرًا إلى أن غرفة العمليات التابعة للبعثة تعمل بشكل لحظى لمتابعة أحوال الحجيج والاستجابة السريعة لأى متطلبات.

وفى السياق ذاته، أوضح الشيخ شريف إبراهيم، رئيس البعثة الدينية، أن النشاط الإرشادى والدعوى متواصل مع الحجاج فى مقار إقامتهم، حيث يعقد علماء الدين ندوات توعوية لشرح مناسك الحج خطوة بخطوة، خاصة مع اقتراب يوم عرفة.

وقال إن العلماء يتلقون استفسارات الحجاج ويجيبون عنها بسلاسة وبأسلوب مبسط، يراعى تفاوت المستوى الثقافى والدينى لدى الحجاج.

كما نوه إلى مشاركة واعظات من دار الإفتاء المصرية فى تقديم الإرشادات الخاصة للسيدات وشرح مناسك الحج لهن بطريقة مباشرة وفعالة.

ومن  الناحية الطبية، أكد الدكتور محمد مصطفى، رئيس البعثة الطبية، أن جميع الحجاج المصريين فى حالة صحية جيدة، ولا توجد حالات طارئة أو إصابات مقلقة. وأشار إلى أن العيادات الطبية المنتشرة فى الفنادق تستقبل الحجاج بشكل يومى للفحص الدورى، وصرف الأدوية المطلوبة مجانًا. كما تنظم البعثة ندوات صحية وتوعوية تهدف إلى توجيه الحجاج للوقاية من الإجهاد الحرارى، وضرورة شرب كميات كافية من المياه، وتفادى التعرض المباشر لأشعة الشمس، خصوصًا فى أوقات الذروة.

وتُعَد هذه الجهود جزءًا من منظومة متكاملة وضعتها بعثة الحج المصرية لهذا الموسم، حيث يبدأ الاهتمام بالحاج منذ لحظة مغادرته لأرض الوطن. فبمجرد وصول الحجاج إلى مطار المدينة المنورة، يتم استقبالهم استقبالًا حافلًا، يتضمن الترحيب بهم وتقديم الهدايا التذكارية فى الفنادق، إلى جانب تسكينهم إلكترونيًا دون عناء، بما يضمن راحة وسرعة إنهاء الإجراءات.

وفى إطار الحرص على راحة الحجيج، خصصت البعثة أتوبيسات مكيفة لنقل الحجاج بين مكة والمدينة، وكذلك داخل المدن المقدسة.

كما تم تشكيل فرق دعم ومساندة للتعامل مع الحالات الإنسانية الخاصة، مثل كبار السن والمرضى وذوى الاحتياجات الخاصة. ولم تغفل البعثة عن أهمية العنصر النسائى، حيث استعانت بالشرطة النسائية لمرافقة السيدات الحاجات وتقديم العون لهن عند أداء المناسك أو التنقل داخل الفنادق والحرم.

وتعكس هذه المنظومة المتكاملة الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة المصرية من خلال وزارة الداخلية ووزارة الأوقاف ووزارة الصحة، لتقديم تجربة حج آمنة وكريمة للحجاج المصريين. وتستند هذه الجهود إلى خطة شاملة تشمل الجوانب الدينية والطبية والتنظيمية والإنسانية، بتنسيق دقيق بين جميع عناصر البعثة الرسمية.

وتواصل غرفة العمليات المركزية فى المدينة المنورة عملها على مدار الساعة، حيث ترصد تحركات الحجاج وتتلقى الشكاوى والاستفسارات وتوجه الفرق الميدانية بما يضمن سرعة الاستجابة. كما تصدر الغرفة نشرات دورية توعوية تُوزع على الحجاج تتضمن إرشادات السلامة والنظافة الشخصية ومواعيد الزيارات المنظمة للمزارات الدينية.