طارق الشناوي
كلمة و 1 / 2.. يخسر الفيلم ويكسب الفستان!!
قبل 31 عامًا شاهدنا محمد هنيدى فى فيلم (المنسى) إخراج شريف عرفة، يسأل عادل إمام: (الفيلم ده قصة ولا مناظر)، التقط كاتب الفيلم وحيد حامد تلك الجملة من جمهور مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، الذى كان يحرص قطاع وافر منه على أن يتأكد من الإجابة أولًا قبل أن يقطع تذكرة الدخول لدار العرض، المقصود بالقصة الفيلم الذى يحتوى على حبكة درامية متقنة ولغة سينمائية متميزة، وهو غالبًا سيتجنب الدخول إليه ولن يخسر بضعة جنيهات من أجل تلك المتعة العابرة، فهو يبحث عن المناظر، الفيلم المليء بمشاهد الجنس هو فقط الذى كان يعتبره القطاع الوافر من جمهور السينما، يستحق المشاهدة، وقتها كان سعر التذكرة لا يتجاوز 10 جنيهات.
تغير بعدها الزمن ومع تعدد الفضائيات وانتشار الأفلام الإباحية عبر العديد من الشاشات، إلا أن (السوشيال ميديا) رغم ذلك تركت الحديث عن الفيلم السينمائى وتخصصت فى فستان المهرجان.
لو تابعت ما ينشر على الوسائط الاجتماعية وما تتناقله الصحف والمواقع، فى أعقاب أى حدث وخاصة المهرجانات السينمائية والغنائية، ستعتقد مباشرة أن الفستان هو البطل، وإن كل ما تابعناه، أشبه بعروض (ديفيليه) ولا وجود لأى جهد قام به عدد كبير من المبرمجين المحترفين لاختيار أفضل الأفلام.
يحدث فى كل المهرجانات قطعًا مثل هذه الأمور وفى كل دول العالم؛ بل أن البعض قد يستخدم الفستان لأسباب سياسية، مثلما ارتدت قبل بضع سنوات وزيرة الثقافة الإسرائيلية فستانًا فى مهرجان (كان) يشير إلى أن القدس عاصمة إسرائيل!!.
لفت الانتباه صار هو السائد، حتى أن بعض النجمات تعمدن السير وهن حفاة على (الريد كاربت) احتجاجًا على قرار يلزمهن بالكعب العالى، اعتبروها بمثابة عنصرية ذكورية لأن الرجل لا يطلب منه أبدًا تحديد لطول أو قصر الكعب.
إحدى الفنانات المصريات فى واحد من المهرجانات العربية خارج الحدود ارتدت فى الافتتاح (بشكير) وأخرى تتعمد ارتداء زى رجالى، وفى المهرجانات الأوروبية أيضًا قد تجد فنانًا يرتدى ملابس نسائية، والسر الحقيقى سرقة الكاميرا.
فى العالم كله تنطبق تلك المقولة الصحفية الشهيرة التى درسناها فى سنة أولى بكلية الإعلام (كلب عض إنسانا ليس خبرًا، إنسان عض كلبا هذا هو الخبر).
وهكذا كثير من المهرجانات تكتشف أن الخبر المثير والذي أصبح بلغة الصحافة (مانشيت) هو الفستان، فهو الإنسان الذي عض الكلب!!