كيف انتصرت «المتحدة» للرأى العام؟!
محمد عادل حسنى يكتب:
عادة لا أحب المقدمات الجذابة لأن المواقف هى التى تقدم نفسها، لذا أكتب اليوم عن موقف «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» من الكابتن أحمد شوبير وإنهاء تعاقده عقب فرص عديدة حصل عليها من الشركة لتقويم خطابه الرياضى، فبيان «المتحدة» جاء صارمًا وحاسمًا لصالح الثوابت التى وضعتها الشركة منذ يومها الأول والتى تتلخص فى احترام الرأى العام المصرى والالتزام بالقواعد المهنية التى وضعتها، ولن أخفيكم سرًا بحُكم عملى أعلم الكثير عن ما تقدمه وتتحمله «المتحدة» من أجل الانتصار لهذه المهنة الجليلة، فهى دائمًا ما تتحمل الكثير من الهجوم عليها ويتقبل مسئولوها النقد سعيًا للتطوير وتقديم إعلام توعوى هادف، وهو ما يجعلنا نطرح سؤالاً مُهمًا وهو: هل قرار الشركة المتحدة بإنهاء التعاقد مع كابتن شوبير قرار صائب؛ خصوصًا أنه أهم أعمدة منظومة الإعلام الرياضى على مدار عقدين من الزمن؟ العلاقة بين الإعلام والرياضة تبدو دائمًا علاقة آمنة لا تنغصها قوانين المطبوعات والنشر، ولا ظروف الرقابة على المحتوى، ويحقق الطرفان من خلالها مكاسب كثيرة، فعندما يقرر أحد الطرفين تخريب علاقة هادئة مستقرة مليئة بالمكاسب مثل هذه سيكون مصيره الفناء لعدم حفاظه على النعمة التى منحها له الله فى عُرف مهنتنا نقدم المعلومة للمتلقى ونترك الرأى والرد ووجهة النظر لمَصدر المعلومة، لذلك جزء كبير من الذى يحدث الآن سواء فتنة أو خلافات يتحمله الإعلام الرياضى؛ لأن بعض الإعلاميين ليس لديهم الوعى الكافى بطبيعة عملهم وبالأسُس والمعايير الصحيحة للعمل الإعلامى ، نحن تعلمنا فى هذه المهنة أن مهمتنا الأولى هى تقديم خدمة إخبارية للمتلقى ووضعه دائمًا فى بؤرة الأحداث بتجرد شديد دون إبداء رأى شخصى أو تبنى وجهة نظر معينة، وهذا عكس ما يحدث الآن وضد مبادئ المهنة، لذلك ستجد الجماهير دائمًا يُصَنّفون الإعلاميين حسب انتمائهم.. تصنيف الإعلاميين فى تقديرى فتنة مُبطنة بغلاف شيك يحمل اسم الانتماء، وهو ما استغله الإعلام الرياضى، أو بمعنى أدق بعض الإعلاميين لبناء مَجدهم الشخصى دون مراعاة المؤسّسات الكبيرة التى قدمت لهم كل الدعم والإمكانيات لصناعة إعلام رياضى مصرى قوى ومنحتهم الفرصة للظهور على الشاشات لتقديم إعلام توعوى هادف يساهم فى عودة الحياة الرياضية إلى مسارها الطبيعى، دائمًا لهم حجج حاضرة بأن مواجهة تيار «السوشيال ميديا» صعب وعليهم موازنة الأمور حتى لا يخسروا شعبيتهم، فالبتالى وصل بنا الحال إلى أننا نشعر أحيانًا أن هناك سباقًا بينهم على لقب النجم الأول لدى الجمهور وليس النجم الأول بمهنيته.. الأجواء داخل الوسط الرياضى ملتهبة والأحداث الصعبة متلاحقة، لذا أعتبر قرار الشركة المتحدة جاء فى وقت مثالى كنا نحتاج فيه إلى وقفة مع النفس ومراجعة حساباتنا جميعًا، لقد أصبح واجبًا على الإعلام الرياضى العودة لقواعد المهنة واحترام عقل المتلقى الذى أصبح لديه وعى كافٍ للتصنيف واختيار الأنسب له.. فى تقديرى هذا لن يحدث إلا بتطهير الخطاب الرياضى من نار الفتن والعودة للعمل بالأسُس الصحيحة لمهنة الإعلام، وأيضًا بوقوف المنظومة الرياضية على مسافة واحدة من الجميع ومواجهة الرأى العام الرياضى بالحقائق بكل شفافية، والعمل من أجل إعلاء المنظومة فقط.