
كريمة سويدان
أنا وقـلمى.. أهلها فى رباط إلى يوم الدين
رغم حالات الغضب والتأفف التى انتابت بعض المصريين فى ظل أزمة انقطاع الكهرباء - وعندهم حق فى ظل الارتفاع الرهيب فى درجات حرارة الجو، ومع تزامن عقد امتحانات الثانوية العامة - إلا أن أصالة وشهامة المصريين وروح ثورة «30» يونيو التي نعيشها حاليا دفعتهم إلى مساعدة طلاب الثانوية العامة على المذاكرة أثناء انقطاع التيار الكهربائى، حيث أعلنت العديد من المساجد والكنائس والمقاهى والكافيهات وأندية الألعاب الرياضية والفنادق، فتح أبوابها لطلاب الثانوية العامة فى فترات مختلفة على مدار اليوم، وفى مختلف المحافظات لاستقبالهم طوال فترة الامتحانات للتغلب على مشكلة انقطاع التيار الكهربائى، وعلى سبيل المثال لا الحصر أعلن أحد المساجد فى طنطا عن فتح أبوابه للطلاب من الساعة «6» وحتى العاشرة مساءً ، كما أعلن العديد من المقاهى والكافيهات والمراكز التعليمية فى عدد من المحافظات عن فتح أبوابها - مجاناً- أمام طلاب الثانوية العامة، ناهيك عن فتح إحدى الشركات القائمة على إدارة الفنادق فى بور سعيد إحدى قاعاتها يومياً من الساعة «12» ظهراً حتى الساعة «9» مساءً طوال شهر يونيو أمام الطلاب أثناء أوقات انقطاع الكهرباء، كم انضمت نوادى الجزيرة ودكرنس الرياضى فى مدينة المنصورة ليكونوا جزءاً من هذه الملحمة الوطنية العظيمة، وقاموا بفتح قاعاتهم ومبانيهم الاجتماعية لاحتواء أبنائنا ومساعدتهم على مراجعة دروسهم أثناء الامتحانات الجارية الآن، كما كانت الكنائس المصرية من أوائل المساهمين فى تنفيذ هذه الفكرة الجميلة، حيث سارعت أكثر من عشرين كنيسة الإعلان عن فتح أبوابها لاستقبال طلاب الثانوية العامة أثناء انقطاع التيار الكهربائى، والغريب أن هناك العديد من أصحاب معارض السيارات قرروا الانضمام إلى كل هؤلاء وفتحوا أبواب معارضهم أمام الطلاب لمساعدتهم فى المذاكرة أثناء تخفيف الأحمال وقطع الكهرباء، كما كانت مكتبة الإسكندرية من أوائل من أعلنوا عن فتح أبوابهم لاستقبال أبناء الوطن من طلابنا للمذاكرة بداخلها بشكل يومى من الأحد للخميس من الساعة «7.30» مساءً إلى الساعة «10.30»، هذا إلى جانب يومى الجمعة والسبت والإجازات الرسمية التى سيتم فتح المكتبة أمام الطلاب من الساعة «5» مساءً حتى الساعة «10» مساءً ، على أن يكون الدخول برقم الجلوس، وبناءً على كل ما سبق فإن دل ذلك على شئ إنما يدل على أن فى كل مرة تتعرض فيها مصر لأى أزمة تظهر عظمة وشهامة الشعب المصري وتكاتفه والتى ظهرت جلياً مع ثورة «30» يونيو ووقوف المصريين جنباً إلى جنب، حتى تمكنوا من التخلص من حكم جماعة الإخوان الإرهابية، ومع تعرض البلاد لأزمة حقيقية فيما يخص زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائى، ظهرت شهامة الشعب المصرى مرة أخرى تزامناً مع خوض أكثر من «700» ألف طالب وطالبة امتحانات الثانوية العامة حيث يُثبت المصريون دائماً أنهم يد واحدة فى الأزمات، وأن أهلها فى رباط ليوم الدين.. وتحيا مصر.