كار التأليف

(فى بلاتوه سينمائى يجلس المخرج «حمدى أبوسريع» خلف الكاميرا يتابع تصوير مشهد بين بطل وبطلة بينما مجموعة من الكومبارس جالسين فى أحد أركان الاستوديو). 

البطل: حرام عليكى هجرى وأنتى داخله فى كوالين قلبى.. بعادك خلانى محروم ومتلوع ودماغى مبقلل طول الليل عينى ما شفتش النوم. 

البطلة (ضاحكة): لازم بتنام الضهر يا حبيبى يا منص 

(المخرج يهتف وهو مستغرقاً فى الضحك): استوب.. بريك.. (ثم ينهض فى اتجاه البطلة ويقبل يدها ويهتف: رائع يا حب قلبى. 

بينما واحد من المجاميع ينهض مسرعاً فى اتجاه المخرج.. يبادره مستوقفاً. 

منصور السالك: ممكن آخد من وقت معاليك دقايق. 

المخرج: عاوز إيه؟!. تترقى من كومبارس صامت لكومبارس متكلم؟. 

السالك: لأ.. أنا حاعتزل التمثيل وشغال دلوقتى فى كار التأليف. 

المخرج: ما شاء الله.. تأليف إيه؟!. أفلام؟. 

السالك: أفلام ومسلسلات وسالك فى القشاط وعندى تشكيلة حلوة.. دراما على أكشن وكوميديا ومغامرات ومواجع والذى منه.. وآخر حاجة كتبتها قلت أهديها لسيادتك تديها لمنتج عترة.. والأبيج يهبل والبلية تجرى.

المخرج (فى سخرية): ده يبقى لى الشرف يا «سالك» فى القشاط.. عندك فيلم وألا مسلسل؟!. 

السالك: فيلم .. «حبيبى يا هادى .. أتحرش بيا فى المعادى» والضحك صريخ والغلة بالقنطار.. (ثم مستدركاً مردداً).. شغالة من ولاد الإيه دول خلفت بنت من سيدها الباشا بعد ما أتحرش بيها فى قصره اللى فى المعادى. 

(المخرج بدهشة وسخرية): باشا وقصر؟!. ده فيلم فى الأربعينيات يا سالك؟. 

السالك (موضحاً): لا سعادتك.. ده باشا مودرن من بشوات المرحلة.. ما علينا.. أبوها عرف أتشل وأمها جت لها ذبحة وعمها فقد الذاكرة.. وخالها فضل يشرب كل قزازة الخمرة فى النايت كلب لغاية ما أتعمى.. الأم افترقت عن البنت وهى لسه طفلة.. وكبرت البنت من غير ما تعرف أمها وحبت ملياردير.. كان بيطلع من الجزيرة بتاعته راكب طيارته ويرمى كل يوم بمليون جنيه ورد على روف القصر بتاعها وأتجوزوا وقضوا شهر العسل فى بلاد بره.. ولما رجعوا كان فيه مفاجأة فى انتظارهم.. فى آخر الفيلم ابن عم الزوج وكيل النيابة أتضح إن هو اللى كان بيحقق فى جريمة أبوها اللى استورد لنشون مضروب. 

المخرج: لا.. لا.. أنا معترض على النهاية.. خليها تتجوز راجل أعمال مشهور يشارك أبوها فى الصفقة.. ويحتفلوا بنجاحها. 

السالك (يهتف متملقاً): برافو عليك يا باشا وتحيى الحفلة الليلة السعيدة دى الراقصة عزيزة فرامل. 

المخرج (فى إعجاب يهتف): ميه ميه يا سالك وهكذا ولد سيناريجى عظيم.. على البركة.. حالاً حا أكلم المنتج. 

السالك (فى فرحة طاغية يندفع مقبلاً المخرج وهو يهتف): ألف مبروك .. لقمة مبشبشة إن شاء الله.