كلمة و 1 / 2.. من يدفع ثمن تذكرة كاظم؟

إذا اعتبرت أن العنوان السابق هو السؤال الذى يبحث عن إجابة فأنا أقول لك أن هناك جمهورا عريضا ينتظر كاظم، وأنه قد حسبها اقتصاديا، وسوف يرفع قريبا يافطة (كامل العدد).

 تذكرة حفل كاظم الساهر، ارتفعت إلى 30 ألف جنيه، فى الصفوف المتميزة، وهو قطعا رقم يتجاوز القوة الشرائية للمصريين، ورغم ذلك فإنه لم يحدد الرقم عشوائيا، أقصد الجهة الإنتاجية المسئولة عن تسويق الحفل الذى يقام نهاية هذا الشهر، لديها دراسة جدوى مسبقة لكل التفاصيل المتعلقة بالحفل، المؤكد أنه سيحقق المردود المادى الذى ينتظره كاظم، خاصة وأنه ينطبق عليه قانون الندرة، فهو لا يتواجد فى مصر إلا قليلا، وهو من أغلى المطربين أجرا، بعد عمرو دياب، الذى ترتفع هو أيضا لنفس الرقم تذاكر حفلاته.

كاظم مطرب مكلف، فهو يفرض العديد من الشروط التى تتطلب أجورا مرتفعة، وأغلب أعضاء الفرقة الموسيقية والكورال هم من أفراد العائلة، وهو حريص على أن يوفر لهم جميعا أسباب العيش الكريم، من خلال بيع التذاكر، ولا يمكن أن تطلب من فنان طالما وجد من يدفع أن يهبط بالسعر، ولكن من الممكن البحث عن وسيلة أخرى، نستعيرها من كبار المؤلفين، الذى يطبعون من الكتاب الواحد طبعتين واحدة فاخرة والأخرى شعبية، وهكذا ستحتفظ المكتبة بطبعة غالية الثمن لأنها الأكثر تكلفة، وعلى المقابل ستتسع دائرة القراء من الشباب تحديدا فى الطبعة الشعبية.

لماذا لا يفعلها كاظم مع منظمى الحفل، ويحدد موعدا لحفل آخر بسعر زهيد للتذكرة يعقب الحفل الأول، من الممكن أن يختار مثلا استاد القاهرة أو الهرم للحفل الشعبى، بسعر محدود للتذكرة، ونطبق القانون الاقتصادى المتعارف عليه (هامش الربح القليل ومعدل الدوران الكبير)، مكسب محدود مع عدد أكبر من التذاكر تحقق رقما لا بأس به، قطعا لن يصل للدخل الذى يحققه الحفل الفاخر، إلا أنه سيزيد من اتساع عدد جمهور الحفل خاصة من المستهدف الأساسى لأى مطرب هم الشباب.

هؤلاء هم البنية التحتية التى لا يمكن لأى مطرب أن يستغنى عنهم، أو يستبدلهم، فلا بديل لهم ولا غنى عنهم.

شعبية المطرب لا تتحقق فقط من خلال الأرقام التى يصل إليها فى الشباك، ولكن كثافة المشاهدة عبر الفضائيات والوسائط الاجتماعية تلعب دور البطولة، قطعا لا غنى لأى مطرب عن اللقاء المباشر مع الجمهور، والذى يصبح مع الأيام مادة للتعاطى الدائم مع الفضائيات وعبر (السوشيال ميديا).

من حق كاظم أن يحدد السعر طبقا لقانون العرض والطلب، وأيضا من حق الجمهور عليه أن يوفر لهم بعدها بأيام حفلا شعبيا فى متناول اليد، هؤلاء هم الذين يضمنون للمطرب بقاءه على القمة، هل يفكر ويفعلها كاظم !!.>