الخميس 24 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
القاهرة الإخبارية  قوة مصر الناعمة وأسطورة التحدى

القاهرة الإخبارية قوة مصر الناعمة وأسطورة التحدى

مع انطلاق الفضائيات العربية نهاية القرن العشرين ظلت القوى الناعمة المصرية تفتقد لأحد أبرز أجنحتها المؤثرة بالغياب عن ساحة القنوات الإخبارية، ورغم بعض التجارب التى حاول التليفزيون المصرى القيام بها؛ فإن هذه التجارب ظلت تدور فى فلك الإغراق فى المحلية مثقلة بروتين موروث وفكر قديم لم يبارح مكانه لعقود عجاف، حتى ولدت قناة «القاهرة الإخبارية» كعملاق إقليمى بالغ التأثر قلبه النابض روح وطنية مستلهمة من الجمهورية الجديدة.



وتعد قناة «القاهرة الإخبارية» نموذجًا فريدًا ودليلًا دامغًا على روح التحدى والعزيمة القوية؛ حيث بدأ حضور القنوات الإخبارية الناطقة بالعربية فى فضاء المنطقة بنسخ عربية لقنوات أجنبية، ثم انضمت إليها قنوات أخرى بعضها كان تعويضًا عن قصور قنوات أجنبية فى الوصول لعموم المشاهدين العرب نتيجة حاجز اللغة مثل «سى إن إن»، فظهرت قنوات مُعَرّبة مُستنسخة منها بالكربون فى مختلف برامجها، ثم ظهرت قنوات أخرى كرد فعل عليها ولمنافستها؛ لتلجأ بعدها دول إلى «مبدأ شراء العبد ولا تربيته» بشراء نسخ عربية من قنوات عالمية مشهورة.

وسط هذا الحضور للقنوات الإخبارية، جاء ظهور قناة «القاهرة الإخبارية» فريدًا، محمولًا على أكتاف التحدى والإصرار، بداية من اختيار اسم «القاهرة» للقناة تعبيرًا عن هويتها الوطنية، وهو أمْرٌ كنت أعتقد قبل انطلاقها أنه سيكون عائقًا أمام تقدمها واقتحامها المجال المزدحم بقنوات سابقة لها حرصت على أن تحمل أسماءً عامّة لا تشير إلى دولة المَنشأ، إلا أن المصداقية الشديدة واحترام عقلية المشاهدين والحرفية العالية فى الأداء كانت أبرز أسباب النجاح وكتابة شهادة الاعتماد والفوز بثقة المُشاهد العربى من المحيط إلى الخليج.

وإذا كانت الفضائيات الإخبارية العربية قامت فى الكثير من الحالات على كاهل خبرات أجنبية؛ فإن ما يميز «القاهرة الإخبارية»؛ أنها قامت بسواعد مصرية وطنية خالصة، معظمهم كوادر شابة لديها طموحات مهنية كبيرة، مع عدم إغفال تطعيم هذه الكوادر بعناصر من مختلف دول الوطن العربى ترسيخًا لطابعها ورسالتها الإقليمية.

ولم يتعرض مشروع إعلامى لحجم من الضغط النفسى الكبير، مثلما تعرضت قناة «القاهرة الإخبارية»؛ فقد رافق هذا العمل الضخم موجات ممنهجة من محاولات كسر الإرادة، قابلها القائمون على القناة بعزيمة لا تلين وإرادة صلبة على تجاوز الصعاب، مؤمنون بأن النجاح حليف مَن يقدر مسئولية المهمة المُلقاة على عاتقه والتركيز على الإنجاز الذى لن يتحقق إلا بالعمل الجاد، فالعمل فى القناة يسير وفق تخطيط محكم وخطوات مدروسة بتوقيتات زمنية محددة، ولعل تصدر «القاهرة الإخبارية» التريند أكثر من مَرّة بل وحصولها مؤخرًا على جائزة التميز الإعلامى العربى لعام 2024، خير دليل على التفاعل معها واحتياج المُشاهد لقناة إقليمية بروح مصرية وطنية توفر للمُشاهد العربى رؤية وطرحًا إعلاميًا مهنيًا نزيهًا لا تحركه أجندات أو جهات هنا أو هناك.

ولعل أحد أهم ركائز نجاح قناة «القاهرة الإخبارية»؛ هو إسنادها لكفاءة كبيرة بحجم الأستاذ «أحمد الطاهرى»، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة، فهو نموذج حَىٌّ للمهنى المحترف والإدارى الناجح فى تفجير أقصى طاقات فريق العاملين معه، يجيد توظيف إمكانيات وقدرات الرجل المناسب فى المكان المناسب؛ بل إن الأستاذ «أحمد الطاهرى» هو نموذج يمثل جيلًا قياديًا جديدًا من الإعلاميين المصريين المُشبعين بروح الجمهورية الجديدة، بما تمثله من طموحات عالية وإرادة قوية فى استعادة هوية الدولة المصرية ودورها المحورى إقليميًا وعالميًا، كما أن نجاح الأستاذ «أحمد الطاهرى» نفسه يرجع إلى خبرات تراكمية كبيرة اكتسبها عبر تجاربه الصحفية والإعلامية داخل وخارج مصر، بدت جلية فى طريقة إدارته ووضوح رؤيته وقبوله للتحدى ومصارعة الزمن فى سباق محموم نحو الإنجاز، كما فتح الأبواب وأتاح الفرص للجميع سواء من أبناء جيله أو الأجيال السابقة واللاحقة، فى تناغم منقطع النظير؛ معتمدًا سياسة الباب المفتوح التى ترسّخت فى كل إدارات قطاع القنوات الإخبارية، لا يتوقف عن التشجيع، ولا يرى فى أى عنصر من العاملين فى القطاع إلا الجانب الإيجابى من أجل تعظيمه وتطويره ضمْن منظومة متكاملة من العمل الجماعى.

لذلك جاءت قناة «القاهرة الإخبارية» لتعيد تجسير هوة عميقة استمرت لسنوات طويلة كنا نفتقد خلالها أذرع القوى الإعلامية الناعمة المؤثرة فى المنطقة بافتقادنا لقناة إخبارية مصرية إقليمية قوية، وظللنا طيلة عقود رهن رؤية القنوات الإخبارية سواء الأجنبية الناطقة بالعربية أو العربية المنشأ، حتى ظهرت إلى النور «القاهرة الإخبارية» لتعيد التوازن للساحة، حتى إنها استطاعت منذ الوهلة الأولى لانطلاقها أن تتبوأ المكانة اللائقة بها، ومن ثم علينا أن نفخر بوجود هذه القناة التى استطاعت فى فترة وجيزة تحقيق ما كلف غيرنا سنوات عدة وميزانيات طائلة لتحقيقه، لتصبح بحق «القاهرة عاصمة الخبر».