الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
زواج وطلاق «ميريل ستريب»

زواج وطلاق «ميريل ستريب»

منذ أكتوبر العام الماضى، قد غَشَتْ غمامة مقصودة غَلّفَت حياة النجمة الكبيرة «ميريل ستريب» وعَتّمَت و(سَكّرَتْ) على خبر طلاقها بعد 45 عامًا من الزواج بـ«دون جومر» Don Gummer أستاذ الفنون التشكيلية والنحات الأمريكى، وبعد إنجاب أربعة أبناء وإنجاز ثلاث جوائز أوسكار وعدد من الأفلام العظيمة، ورحلة حياة قاربت من الخمسة وسبعين عامًا، حيث لم تشأ أن تفرش حياتها بضاعةً رخيصةً على رصيف المارة بجوار صناديق القمامة.



ليس ذلك فقط، بل إن ما كدّر وسائل التواصل كلها أن خبر طلاقها كان (خبر بايت) قد تم منذ ست سنوات دون أن يعرف أحدٌ.

بعد إعلان الطلاق لم تستجب «ميريل ستريب» ولا طليقها للبرامج التليفزيونية ولا الصحف ولا لمتابعة ومراقبة وملاحقة كاميرات المصورين خلف خبر وتصريح (يبِلّ الريق) ولم تُصدر كتابا - كان سيتصدر المبيعات- عن يوميات زواجها وطلاقها، ولِمَ لا وأمريكا أم العجائب وفيها من الفنانين من يهوى نشر فضائحه وفيها من يخترع جُرَس تبقيه فى وهج الضوء الهوليودى.

لكن ميريل ستريب امرأة مختلفة، ولم يحدث طوال رحلة زواجها المعلنة وسنوات طلاقها السرية أن شاركت الجمهور خبرا خاصًا مُخجِلًا أو محمودًا، لم تمنح الصحف والقنوات سوى أخبارها الفنية، وكانت (كل حين ومين) تكتب على منصتها فيما يشبه مأثورات الفلاسفة أو هى (كلمات تنطق بالحِكمة)، كلمات قصيرة تنم عن ثقافة وخبرة.

هذا المنحى الإعلانى والإعلامى - المُغلَق الذى ضربته على حياتها الخاصة كان يقابله هدوء فى حياتها العامة فهى ليست «جين فوندا» ولا «سوزان ساراندون» ولا «جوليا روبرتس»، هى ليست ناشطة حقوقية ولا سفيرة للنوايا الحسنة، وكانت المرة الاولى والأخيرة التى بدت فيها «ميريل ستريب» كمناضلة مدافعة عن حقوق النساء، بدا ذلك من خلال فيلم وليس واقع؛ إذ كان يُعرَض لها فى لندن عام 2015 Suffragette، فيلم تدور وقائعُه فى العام 1912 عن عاملة فى مغسلة قديمة بلندن تقود حركة تحرر للنسوة العاملات المضطهدات، وقبل عرض الفيلم تظاهر عدد لا بأس به من البريطانيين على السجادة الحمراء أمام شاشة العرض ممن يعرفون بحركة (Sister uncut) وذلك اعتراضا منهم على قيام البرلمان البريطانى بتخفيض ميزانية تمويل خدمات العنف المنزلى، لم تتظاهر ميريل ستريب معهم ولم تعلق، لم تكن حياتها تشبه قصصها السينمائية.

ميريل ستريب المولودة فى 22 يونيو تمثل مواليد برج الجوزاء وتخطف من برج السرطان كثيرًا من صفاته، تقع فى أتون برجين شديدى التناقض، لذا ستجدها امرأة ساحرة حين تتبدى أمام الشاشات وحين تتكلم وتضحك وحين تمثل وحين تكتب عشرات المأثورات والحِكَم التى يمكن جمعها فى كتاب وهى الحاصلة على بكالوريوس فى الأداب وماجستير فى الفنون الجميلة - حيث تعرفت على زوجها- بعد وفاة عشيقها بسرطان الرئة.

حتى قصتها الجميلة والحزينة مع حبيبها الأول الممثل «جون كازال»- صاحب دور «فريدو كورليوني» فى فيلم (جَد فَزر) أو العراب، وهو الحبيب الذى مات بعد التصوير مباشرة فى عمر 43 عامًا.

وهكذا تستطيع كعاشق ومريد ومجنون بفن وسينما «ميريل ستريب» أن تُخمّن -لأنها هى لم تصرح بشىء- بأن زواجها من الفنان التشكيلى والنحات «دون جومر» كان تقليديا باردا يخلو من العواطف وملئ بالعواصف، وأن مشاعرها تهاوت ودُفِنَت فى مقبرة حبيبها «جون كازال» لذا انتهى زواجها أخرسًا ميتًا كما بدأ رغم وجود أربعة أبناء.. ويقينا 45 عاما من الزواج لا تعنى الاستقرار ولا السعادة، لكن الطلاق فى عُمر الرابعة والسبعين يستوجب بعض الأسئلة والتخمينات منها أنه عمر الغروب فهى لم تنفصل لأنها ستتزوج غيره ولا لأنه خانها ولا لأنها تريد الإنجاب ولا لأن شهرتها قد انطفأت وتبحث عن شو وتريند.. ثمة إجابتين: من يجازف ويعيش الوحدة فى سنوات تقترب من الثمانين إلا قليلا هو محارب أو فيلسوف.

أظنها كانت الإجابة الثانية.. أياً كانت الأسئلة والإجابات فى حياة ميريل ستريب فهى أسئلة هادئة راقية مثل فصول كتاب عمرها الملىء بالنجاحات والأفلام العظيمة، يكفى أنها استطاعت ان تضرب هذا التعتيم الراقى على أسرارها الخاصة.

و«الكلام ليكى يا جارة»!