الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. القادم أسوأ

أنا وقـلمى .. القادم أسوأ

لا يصدق أحد ما يتردد أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد تصعيداً فى الشرق الأوسط، وذلك بعدما صدت إسرائيل هجوماً بمسيرات وصواريخ شنتها إيران عليها، حيث نفذت إيران هجومها المباشر على إسرائيل الأسبوع الماضى، وذلك رداً على الهجوم على مبنى قنصليتها فى دمشق فى الأول من إبريل، وأعاد الرئيس الأمريكى جو بايدن تأكيد دعم واشنطن «الثابت» لإسرائيل، وآخرها استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو فى مجلس الأمن لمنع منح العضوية الكاملة لفلسطين فى مجلس الأمن، ولم يكتف بذلك، ولكنه أعلن أنه سيدعو قادة مجموعة السبع إلى تنسيق «رد دبلوماسى موحد» على الهجوم الإيرانى الوقح، وفعلاً ردت إسرائيل رداً ليس كبيراً، ويبدو أن الولايات المتحدة وافقت على مقايضة إسرائيل لها، بأن ترد على إيران برفق مقابل ألا تعارض إسرائيل فى اجتياح رفح، ومن الواضح - وكما علمنا من التاريخ والواقع - أننا إذا اعتبرنا أن الشرق الأوسط مائدة بأربعة أرجل - مصر، تركيا، السعودية، إيران- إذا كسرت إحدى أرجل هذه المائدة فلن تتمكن من  الوقوف بشكل سليم، ومع ذلك تظهر لنا الحقائق السياسية الواقعية أن اتحاد هذه الدول الأربع بات مستحيلاً، رغم أنه أصبح أمراً ضرورياً بعد أن فاقت الأطماع الأمريكية الأوروبية الإسرائيلية فى هذا الوقت الحرج الذى تمر به منطقة الشرق الأوسط، كل التوقعات وأصبح الشرق الأوسط اليوم يعيش أكبر حالة من الفوضى، خاصة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة والهجوم الإيرانى على إسرائيل - بصرف النظر عن كونه هجوماً حقيقياً أو تمثيلية متفق عليها- وما يحدث فى اليمن وسوريا ولبنان الذين يتعرضون للقصف من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، وفى ظل الظروف الأخيرة والتوتر الذى يعيشه معظم دول الشرق الأوسط، كل ذلك يتطلب ضرورة وسرعة إصلاح المائدة المنهارة، وهو ما يتطلب ضرورة اجتماع الدول الأربع الكبرى والأهم فى منطقة الشرق الأوسط لحل الخلافات العقائدية والاختلافات الكبيرة فى الرأى والتى كان يوجد أكثر منها بين دول أوروبا، حينما وضعوا جانباً دماء الماضى والمشاجرات والضغائن ووقعوا اتفاقية استفاد منها الجميع وكونوا اتحاداً أوروبياً قوياً أصبح قوة ضاربة حتى الآن، فما الذى يمنعنا - كدول عربية إسلامية قوية - من فعل نفس الشىء؟  فالدول الغربية وأمريكا وإسرائيل تسعى دائماً إلى إثارة الفتنة والصراع بين هذه الدول الأربع المهمة منعها من الاتحاد والاجتماع والحيلولة دون الحفاظ على استقرار وتفاهم الدول الأربع.



وأستطيع أن أجزم - بناءً على ما يجرى الآن من تصعيد للأحداث فى المنطقة- بأن القادم أسوأ، نعم هناك اعتراضات وتحفظات على سياسات هذه الدول الأربع وهياكلها العقائدية ولكن حان الوقت للتغاضى عن كل هذا، لأن الدول اللامبريالية تستفيد من الصراعات بين هذه الدول الأربع ودول أخرى وتبيع لها الأسلحة بمليارات الدولارات، حتى إنهم يخفضون أسعار الأسلحة لتشجيعهم على قتل بعضهم بعضاً أكثر، نحن نعيش فى زمن خطير للغاية إذا لم تجتمع هذه الدول واتفقوا فإن الاحتلال والإبادة الجماعية اللذين عانت منهما فلسطين وغيرها ستعانى منهما دول أخرى، وهنا لا ننسى أن شوارع الدول العربية والإسلامية حالياً فى حالة من الغضب الشديد بسبب مذابح الفلسطينيين فى غزة، وهذا الخلاف السياسى بين الشعوب العربية والإسلامية وحكامهم لن يستمر على هذا النحو طويلاً.. وتحيا مصر.