الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«روزاليوسف» إرادة لا تنتهى

«روزاليوسف» إرادة لا تنتهى

الذكريات لا تموت، تنبض دائمًا بالحياة، تحيا معنا، خاصة إذا كانت مرتبطة بلحظات تاريخية كبرى لا تتكرر كثيرًا، لذا فهى لا يمكن أن تُمحَى، هى النور الذى نستضىء به فى القادم من أيامنا، قبل أيام منحنى التاريخ فرصة أن أشهد أهم وأعظم تلك اللحظات خلال حفل تنصيب فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى وأداء اليمين بمجلس النواب بالعاصمة الإدارية، الذى وجه خلاله الرئيس رسالة طمأنينة للشعب المصرى، معلنًا بداية ولاية جديدة تستمر معها مسيرة الإنجازات التى شهدناها طوال السنوات الماضية، وبدورها مهدت الطريق إلى الجمهورية الجديدة.



يتزامن مع هذا الحدث الكبير حدث آخر هو الاحتفال بالعدد رقم خمسة آلاف لمجلة «روزاليوسف» العريقة التى قالت مؤسستها فاطمة اليوسف فى يوم من الأيام «كلنا سنموت، ولكن هناك فرق بين شخص يموت وينتهى وشخص مثلى يموت ولكن يظل حيًّا بسيرته وتاريخه»، تلك المقولة لواحدة من عظيمات الصحافة المصرية، والتى سجلت اسمها بحروف من نور فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية بعدما أسَّست واحدة من المؤسسات الصحفية العملاقة عام 1925، حيث حملت مجلة «روزاليوسف» منذ صدور عددها الأول لواء التنوير فى مصر، حيث اشتبكت وتفاعلت مع الأحداث الوطنية.

من أجمل ما حدث لى هو عملى بمؤسسة روزاليوسف العريقة وهى من أهم مراحل حياتى فقد مثَّلت مؤسسة روزاليوسف بالنسبة لى بيتى الثانى، وأشعر بكل الفخر والاعتزاز أننى أنتمى إلى هذه المؤسسة العريقة.

 من أعظم أقدارى وأجملها بأننى شرفت برئاسة مؤسسة روزاليوسف هذا الصرح العظيم فى عهد فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، عهد تمكين المرأة المصرية فى شتى المجالات ولقبت المرأة المصرية فى عهد سيادته بـ«عظيمات مصر» هذا اللقب الذى أصبح مصدر قوة المرأة المصرية فى الجمهورية الجديدة.

سر حياة مؤسسة روزاليوسف السيدة والمجلة هو العمل والإرادة ولا تعرف الفشل أبدًا وتفتح أبوابها لكل عقل وموهبة جديدة.

«روزاليوسف»، كانت ولا تزال تحتل مكانة رائدة فى الصحافة المصرية، بسبب قدرتها وجرأتها على تناول المواضيع؛ إذ انحازت دائمًا للوطن وشعب مصر، وخاضت فى سبيل ذلك مئات المعارك الصحفية، فالبداية كانت مع عدائها للمحتل الإنجليزى وكل من يتعاون معه، ثم دخلت بعد ذلك فى صراع طويل مع الملك وأعوانه، ما عرَّض المجلة للمصادرة والغلق حيث تمت مصادرة نحو 638 ألف نسخة خلال 26 عامًا من يونيو 1928 إلى أكتوبر 1954، علاوة على منع صدورها لنحو 134 شهرًا خلال تلك المدة، ما تسبب فى خسائر كبيره، إلا أن السيدة روزاليوسف كانت تمتلك إرادة قوية، فاستمرت فى العمل وفق مبادئها الوطنية ولم تتخل يومًا عنها، رغم خوضها العديد من المعارك السياسية الشرسة، لكنها كانت دائمًا تحمل راية الدفاع عن الوطن فيها، لذا لم تهن عزيمتها واستمرت حتى وفاتها تحمل راية التنوير فى الصحافة المصرية. 

ولأن مؤسسة «روزاليوسف»، ولدت مؤسسة رائدة كبيرة وعظيمة فى عالم الصحافة، تخرج منها نجوم الصحافة والإعلام، حيث شارك عمالقة الصحافة والأدب والفكر فى تحرير المجلة ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر، الكاتب الصحفى محمد التابعى وكان له دور كبير فى إنشاء المجلة بجوار مؤسستها روزاليوسف والأديب إحسان عبدالقدوس الذى كان رئيسًا لتحرير المجلة ثم تولى رئاسة مجلس إدارتها فى عام 1960، كما عمل فيها مصطفى أمين وعلى أمين، ورسام الكاريكاتير «صاروخان» وكانت من أشهر وأبرز شخصياته «المصرى أفندى» الذى يمثل أشهر شخصيات الكاريكاتير فى الصحافة المصرية، وعباس العقاد وأحمد بهاء الدين وغيرهم من عظماء الصحافة المصرية.

وطول تاريخها الممتد الذى قارب نحو قرن من الزمان، كانت «روزاليوسف»، إحدى أدوات القوى الناعمة للدولة المصرية حيث تمكنت من نشر الوعى وتعبئة الشعب المصرى فى معارك الوطن طوال نحو 99 عامًا، ولا ينسى أحد دورها الوطنى خلال الحقبة السوداء من تاريخ مصر عقب تولى جماعة الإخوان الإرهابية الحكم، وحاولوا تكميم الأفواه وإسكات كل صوت ينادى بالتنوير، إلا أنها خاضت معركة شرسة مع جماعات الظلام كان سلاحها فيها «القلم»، ونجحت فى ذلك، إذ كانت صوت الحرية للشعب المصرى.

«روزاليوسف»، خلَّدت اسمها بحروف من نور فى سجلات الصحافة المصرية، حيث كانت إحدى الملهمات العظيمات فى تاريخ مصر الوطنى، وكانت نموذجًا مشرفًا يدل على قدرة المرأة المصرية وعزيمتها القادرة على تحويل المستحيل إلى واقع.