الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. شعب مصر.. شعب الخير

أنا وقـلمى .. شعب مصر.. شعب الخير

لا أعلم ما الذى بين شعبك يا مصر وبين رب العرش العظيم.. فرغم موجة الغلاء الرهيبة التى نعيشها هذه الأيام، ومتطلبات شهر رمضان الكريم والذى يحتاج منا نفقات كثيرة ومختلفة عما تتطلبه الأوقات العادية، ورغم قرب رحيل الشهر الكريم الذى يعقبه مناسبة أخرى جميلة وهى عيد الفطر المبارك، والذى يحتاج أيضاً لتكلفة أخرى من ملابس جديدة لأطفالنا وتجمعات للأهل والأحباب والجيران وغيره، إلا أن أصحاب القلوب الرحيمة والذين يتاجرون مع الله سبحانه وتعالى - بصرف النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو ديانتهم- تعمل وتظهر فى هذه المناسبات الجميلة، لتضفى البهجة والفرحة على وجوه كل الناس - القادر منهم وغير القادر- حيث قام أحد رجال الأعمال الكبار والمحترمين «مسيحى الديانة» بعمل وجبات فخيمة تصل إلى «2000» وجبة يومياً على الأقل لإفطار جميع العاملين والنزلاء فى المستشفيات، والجمعيات الخيرية ودور المسنين، ودور الأيتام، ناهيك عن كل من تتطلب طبيعة عملهم التواجد فى الشارع وقت الإفطار بمدينة العبور وضواحيها.



والظاهرة الثانية التى كانت حديث مصر كلها، كانت عن أطول مائدة رحمن فى مصر طولا وعمراً، والتى تتم يوم النصف من رمضان على مدار العشر سنوات الماضية، حيث يبدأ شباب عزبة حمادة بمنطقة المطرية بيومين فى دهان بيوت المنطقة، وكتابة كلمات ورسومات مبهجة تعبر عن فرحتهم، وبمرور السنين اكتسب هؤلاء الشباب خبرة كبيرة وقاموا بإنشاء مطبخ على مساحة كبيرة جداً لاستيعاب كميات الطعام التى يتم تجهيزها لتقديمها للصائمين، وفى الاتفاق مع منظمين لتجهيز الموائد والشباب الذى يقوم بوضع الوجبات على الموائد «الطيارين»، وشباب آخر مسئول عن الميديا، والاتفاق مع عدد من الشيفات يزيد عاماً بعد عام، مع الاستعانة بسيدات العزبة فى إعداد الطعام مع بداية الساعات الأولى من صباح يوم «15» رمضان، وقبل موعد المائدة المعلوم بشهرين يقوم منظمو هذا المشهد المهيب بتجميع تكاليف هذا الإفطار من أهالى المنطقة - بالجهود الذاتية - ودعوة الذين هم من خارج المنطقة، حيث جمعت المائدة هذا العام أطياف المجتمع المصرى من الوزير إلى الغفير، من بينهم الشخصيات العامة والرسمية مثل الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، والدكتورة سها جندى وزيرة الهجرة، وفضيلة الدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، وعدد من رجال الدين الإسلامى والمسيحى، وعدد من السفراء الأجانب، وبعد أن كانت مائدة إفطار المطرية عبارة عن مجموعة قليلة جداً من الأصدقاء لا تتعدى أصابع اليدين، أصبحت اليوم تجمع أكثر من خمسة آلاف شخص على مائدة بطول «1000» متر مربع، وما يحدث فى المطرية كل عام، ما هو إلا ظاهرة جميلة مكررة وموجودة فى معظم محافظاتنا المصرية، وظاهرة منفردة لا نراها ولا نجدها فى أى مكان فى العالم غير فيكى يا مصر.. وتحيا مصر.