الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. ياسمين وسمر..  (أعلى نسبة مشاهدة)!

كلمة و 1 / 2.. ياسمين وسمر.. (أعلى نسبة مشاهدة)!

 ‎ نهاية مسلسل (أعلى نسبة مشاهدة) شاهدنا فيها أمام القضاء سلمى أبوضيف تقف متهمة بالاتجار بالبشر، طرح المسلسل تساؤلاً فى الشارع مصريًا وعربيًا، لأننا جميعا نقف على حد السكين  مع اختلاف الدرجة، صرنا جزءًا من المشهد، المحاكمة علنية، تلك هى المأساة، لو اعتمدت المخرجة تلك النهاية مثلاً بناءً على طلب الرقابة على المصنفات الفنية لتوجيه رسالة للمجتمع، لتراجعت على الفور قيمة المسلسل، المحاكمة لم تكن النهاية، ولكن (التترات) فى النهاية هى التى قدمت لنا الذروة الدرامية وشاهدنا، استمرار الخطر، بل امتداده، لما بعد كلمة النهاية، من خلال متاجرة شقيقتها ليلى زاهر بفتاوى دينية وهى الأخطر.



‎تعودنا أن يقدم لنا رمضان نجومًا جددًا، وذلك على مدى عقود، هذه المرة ومع مسلسل (أعلى نسبة مشاهدة)، تحمل لنا الدراما التليفزيونية موهبتين قادمتين بألق، وهما المخرجة ياسمين أحمد كامل، والكاتبة سمر طاهر، كل منهما أترقب القادم من أعمالهما بعد هذا النضوج الذى نطقت به الشاشة.

نجحت المخرجة فى  ضبط الأداء وكانت هى (ترمومتر) الانفعالات، وصياغة الهارمونية بين كل المشاركين، ورسم الجو العام للعمل الفنى بكل التفاصيل الديكور والإضاءة والتقطيع وضبط الإيقاع، ونجحت ياسمين فى تحقيق كل ذلك، قطعا السيناريو العصرى الرائع الذى صاغته باقتدار سمر طاهر، يرسم شخصيات متعددة الجوانب والصراعات وأيضًا التناقضات.

الحارة الشعبية فى أغلب ما نشاهده صارت أقرب إلى (كليشيه) تتم استعارته من عمل فنى إلى آخر، مثل الحارة التى أقام ديكورها الفنان الراحل صلاح مرعى فى فيلم (الجوع) لعلى بدرخان فى نهاية الثمانينيات، وظل الجميع يصورون فيها نفس الحارة على مدى أكثر من عقد من الزمان، وصارت مع الزمن هى فقط الحارة.

حرصت الكاتبة سمر طاهر عند صياغة السيناريو على الابتعاد تمامًا عن المفردات المعتادة،  كتاب الدراما عندما يطلون على البيئة الشعبية يتوجهون للحصول على بقايا كاتبنا، الكبير نجيب محفوظ، وغالبًا فى الدراما التليفزيونية تصبح المرجعية هى أسامة أنور عكاشة، وتكتشف ببعض التأمل أنهم يرسمون الشخصيات، ليست من الحياة، ولكن من رصيد عكاشة، بينما سمر، قدمت بعينها  وقلمها ما رأته بوجدانها.

الرهان على سلمى أبوضيف، كبطلة حتى لو لم يكن هو الترشيح الأول، لدى المخرجة ياسمين كمال، فإن النتيجة أكدت جدارتها بالبطولة، ناهيك عن فريق من الممثلين الرائعين مثل محمد محمود وانتصار وإنعام سالوسة وفرح يوسف وإسلام إبراهيم وأحمد فهيم وأمجد الحجار ومحمد حاتم.

المسلسل أهدى لنا أكثر من ملمح مضىء، ما يستحق التوقف عنده بقوة، هما الكاتبة سمر والمخرجة ياسمين، والقادم أكيد أفضل!