الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقلمى.. المرأة العربية.. والنزاعات المسلحة

أنا وقلمى.. المرأة العربية.. والنزاعات المسلحة

ونحن نحتفل باليوم العالمى للمرأة هذا العام، تذكرت ما تواجهه المرأة العربية فى الوقت الراهن من تحديات كبيرة، خاصة فى إطار النزاعات المسلحة أو الانقسامات الداخلية فى كل من (سوريا وليبيا واليمن والعراق ولبنان والسودان وفلسطين)، فنساء هذه الدول يواجهن تحديات كبيرة من تداعيات النزاعات المسلحة أو من الحروب، وعندما نتحدث عن النساء الأكثر عناء فى المنطقة العربية، سنبدأ بالمرأة الفلسطينية فى غزة فهن اللاتى يدفن أطفالهن من جراء عمليات الإبادة الجماعية التى ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيونى فى غزة، علاوة على الأمهات الحوامل اللاتى لا يقدرن على مواصلة الرعاية الصحية، بجانب تعرضهن إلى نقص الغذاء للحد الذى وصل الآن إلى المجاعة، لدرجة أن الأمم المتحدة قد عرضت تقريرا حول أوضاع النساء والأطفال فى غزة أفادت بأن الاعتداء على كرامة المرأة الفلسطينية وحقوقها اتخذ أبعادا جديدة ومرعبة منذ السابع من أكتوبر «2023» حيث أصبح الآلاف منهن ضحايا لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، وعلى الرغم من أن جميع النساء والفتيات قد عانين من هذا الصراع فإن الأثر كان مدمرا بشكل خاص بالنسبة للأمهات اللاتى قتل العديد من أطفالهن أو تم تشويههم أو إصابتهم بجروح خطيرة أو لا يعرفن مكان وجودهم حتى الآن.. أما نساء السودان، ومنذ تفجر الحرب فى أبريل «2023» بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، والنساء يدفعن الفواتير الباهظة للصراع - من نزوج ولجوء وشظف عيش وتدهور اقتصادى وعنف جنسى - وفى تطور خطير كشفت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل فى السودان أرقاما صادمة عن جرائم اغتصاب وقعت فى الخرطوم وغرب وجنوب دارفور، بالإضافة إلى اقتيادهن قسرا لأماكن مختلفة داخل وخارج البلاد.. وعن المرأة اليمنية ووضعها الحالى فى ظل الحرب الدائرة بين النظام الشرعى للبلاد وجماعة الحوثيين، فالحرب هناك زادت من مسئولية النساء، وتطورت أدوارهن فى المجتمع اليمنى الذى تسود فيه معايير صارمة للنساء، مما أتاح استغلال سلطة الأمر الواقع لقمع النساء وتقييد حركتهن، بالإضافة إلى اعتقال الناشطات وتعرضهن للانتهاكات والتهديد، ناهيك عن نزوح مليونى امرأة، وتركهن لمنازلهن، وتسرب أكثر من «500» ألف طفلة من بناتهن من التعليم بسبب الصراع الدائر هناك، بمعنى آخر فالمرأة اليمنية قد نالت نصيبا كبيرا من قوانين السلطات الحوثية الجائرة، فمنذ انفراد جماعة الحوثى بالسلطة شرعت بتكثيف ضغوطاتها وتجاوزاتها بحق النساء بحجة المحافظة على الأخلاق والقيم، وبشهادة المراقبين الدوليين والمحليين أن المرأة اليمنية لم تلق من الظلم والتعسف والإهانة طيلة قرون ماضية كالذى لاقته فى زمن حكم ميليشيا الحوثى فى فترة وجيزة، حيث بات ينظر للمرأة اليمنية فى ظل سلطة الحوثيين نظرة دونية إلى أن باتت المرأة اليمنية لا تمتلك من الحرية شيئا، وليس لها أى حقوق مما كفله لها الدستور أو القانون.



وبعيدا عن الجبهات المسلحة فى سوريا أصبحت الحياة اليومية للنساء والأطفال أكثر صعوبة وخطورة من أى وقت مضى حيث يعانين من انعدام الأمن الغذائى، ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة ناهيك عن اللجوء والنزوح والتهجير القسرى الذى ساهم فى زعزعة استقرار المرأة السورية وتعرضها للعنف.. من جهة أخرى أثرت الأزمة فى ليبيا سلبا على حياة الشعب الليبى، وخاصة النساء والفتيات اللائى تحملن وطأة العنف وعدم الاستقرار؛ حيث أثر النزاع المستمر والتمييز القائم على النوع الاجتماعى على النساء الليبيات، وقيد فرصهن الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتفاقم الوضع الإنسانى للشعب الليبى جراء جائحة كوفيد - 19 ، التى عانت النساء والفتيات من أسوأ آثارها فى جميع أنحاء البلاد، وفى العام الماضى عمت حالة من الغضب بين العديد من النساء الليبيات بعد القيود الجديدة التى فرضت على تحركاتهن، حيث بدأ جهاز الأمن الداخلى التابع لحكومة الوحدة الوطنية فى طرابلس تنفيذ قراره بإلزام النساء الراغبات فى السفر إلى الخارج دون مرافق بتعبئة بيانات تذكر فيها أسباب سفرها بمفردها.

إن معاناة النساء فى الوطن العربى بسبب الحروب والمواجهات المسلحة لم تكن وليدة العقود الماضية وإنما بدأت منذ آلاف السنين، ربما عندما قامت أول حرب بين بنى البشر، لذلك غالبا ما تتحمل المرأة أوزار الحروب والنزاعات المسلحة فيتقلص بذلك دورها الاجتماعى، وتتضاءل خياراتها وفرصها كلما طال أمد النزاع.