السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الذين لم يأكلوا  «النجيلة»

الذين لم يأكلوا «النجيلة»

هل أكل اللاعبون «نجيلة» الملعب السعودى.. وأقصد بهم لاعبى الزمالك فى مواجهتهم التاريخية مع الأهلى لانتزاع بطولة الكأس المرموقة.. وتعبير «أكل النجيلة» يعنى - فى مفهومه السوقى - والذى يتردد كثيرا على ألسنة معلقى المباريات والمحللين من ضيوف البرامج الرياضية التليفزيونية يطلقونه فى زهو من اكتشفوا مصطلحا عبقريا للتعبير عن جدية وبسالة ونضال اللاعبين لاقتناص الفوز الثمين المأمول من براثن الخصم العتيد.. وهو مصطلح أتصور أنه يناسب غير الآدميين.. بالإضافة أنه ينطوى على إيذاء أرض الملعب وإفساده بوحشية لا تليق بسلوك المتحضرين.. ولا هو يمثل دستورا يميز قواعد الساحرة المستديرة.. يمكن أن نضيفه إلى مصطلح آخر مستحدث هو ضرورة أن يتسلح المهاجمون - إذا سعوا إلى الفوز- بالشراسة الهجومية وهو أيضا سلوك إجرامى بغيض يعنى لغويا العدوان والعنف والبلطجة. كما يعج قاموس المصطلحات والشعارات بتعريفات وأحكام وتصريحات وآراء مغلوطة وافتكاسات تثير السخرية وتخاصم العقل والمنطق وتشى بجهل بالغ بأصول اللعبة - بصرف النظر عن التعصب الكروى لأحد الفريقين - فقد أشيعت تعبيرات تأخذ شكل «المسلمات» مثل: (اللى يضيع يستقبل) أو مانشيت (الزمالك يلعب والأهلى يكسب) على طريقة مونولوج إسماعيل ياسين (فى ناس بتتعب ولا تكسبش.. وناس بتكسب ولا تتعبش) ذلك أن الزمالك لم يلعب كما يدعون فهجومه فى حالة يرثى لها وتشكيله يمثله لاعبون متواضعو المستوى يفتقرون إلى مهارات وإبداعات المهاجمين فى إحراز الأهداف.. ولم تكن هناك طوال المباراة فرص للتسجيل إلا كرة وحيدة سددها «زيزو» وأنقذها ببراعة «شوبير» ولم يتدخل الحظ أو النحس أو «سوء البخت المائل» أو «سوء الظلم التحكيمى» أو انحياز الفار للخصم لضياع الفرصة اليتيمة.. وهى بذلك تصبح فرصة تحسب للحارس البازغ ولا تحسب لصالح المهاجم العنتيل.. أما الاستخدام السيئ لمعنى مصطلح «الاستحواذ» وتصور أنه ركيزة التفوق وأيقونة النجاح إذا حققه فريق بالقياس للفريق الآخر استحق الفوز الكاسح.. فهو مفهوم خاطئ لأن الاستحواذ بمعناه الحقيقى هدفه الفاعلية الهجومية القادرة على إحراز الأهداف فى مرمى الخصم وقدرة خط الوسط فى نقل الصراع وتحوله من الدفاع إلى الهجوم.. وليس عدد مرات نقل الكرة بين اللاعبين.. وقد كان استحواذ الزمالك عاجزا وبائسا وسلبيا لا قيمة له.. وكان أولى بهم أن يتباروا فيما بينهم بأكل «نجيلة الملعب».